رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها
كان أشعياء نبي الله عاش في ارض يهوذا ما بين عامي 750-695 ق.م . وسفر اشعياء يمكن وصفه بأنه " إنجيل العهد القديم"، لأنه يحتوي على أكبر عدد من النبوات المفصلة عن شخص الرب يسوع المسيح، وأوضح مثال لذلك هو الإصحاح الثالث والخمسون، الذي فيه يصف أشعياء معاناة الرب يسوع أثناء الصليب كما لو كان موجوداً بنفسه في وقت الصلب، ويصف لنا الموت الكفاري ونتائجه ماذا يقول(أش 53) بخصوص الشفاء الإلهي؟ في العدد الرابع يقول أشعياء:" لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها". ولقد استخدم النبي في هذه الآية كلمتين عبريتين مختلفتين، أولهما هي "تشلى" (المترجمة في العربية : أحزان) وهي تعني "أمراض" وفي أجزاء كثيرة من العهد القديم كلما كانت الإشارة للمرض كانت الكلمة المستخدمة هي "تشلى"، ومنها على سبيل المثال : تث 15/7، 28/61، 1مل 17/17، 2أي 12/16، 2 أي21/15 والكلمة الأخرى هي "ماكوب" (المترجمة في العربية: أوجاع)، وهي تعني "الوجع الناشئ عن المرض"، وهي نفس الكلمة المستخدمة في:أي 14/22، 19/33 وبهذا الفهم للمعنى الأصلي للكلمات العبرية يمكننا فهم المضمون الحقيقي لأشعياء 53 ، حيث يقول النبي عن الرب يسوع أنه حمل كل أمراضنا وكل الأوجاع الناتجة عن هذه الأمراض هذا التفسير ليس من عندي أتى ، بل أن الرسول "متى" عندما اقتبس هذه الآية من سفر أشعياء اقتبسها بحسب المعاني الأصلية للكلمات العبرية فقال: "ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائل هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا " (متى16/8) من الواضح في هذا الجزء من إنجيل متى ان المقصود هو شفاء الجسد وليس الروح لأن عدد 16 يتكلم عن شفاء المرض بالجسد، ولا يستطيع أحد أن يقول أن الأحزان والأوجاع في (أش 4/53) هي أحزان وأوجاع روحية لأن الروح القدس عندما اقتبس هذه الآية استخدمها في حالات شفاء الجسد الواردة في متى 16/8. ومن ذا الذي يستطيع أن يشكك في حكمة الروح القدس!!؟ إنه هو مؤلف الكتاب المقدس ويعلم المعنى الصحيح لكل كلمة وموضع استخدامها لقد قدم لنا الروح القدس تفسير (أش 4/53) في (متى 17/8)، وهو تفسير واضح لا يحتاج إلى مزيد من الشرح، وكل ما علينا هو أن نؤمن أن يسوع المسيح قد أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا إن خدمة الشفاء الإلهي ليست خدمة ثانوية لكنها جزء أساسي في صميم إنجيل يسوع المسيح. لا ينبغي أن تتعامل مع الشفاء الإلهي كموضوع جانبي يمكننا الحياة بدونه. إنه أحد عطايا الله التي ينبغي أن تحتل مكانها اللائق في كرازتنا بالإنجيل عندما نكرز بموت يسوع الكفاري ينبغي أن نكرز بالشفاء الإلهي تماما كما نكرز بغفران الخطايا، ولو ظن أحد أن موت يسوع لا يشمل الشفاء فهو يتساوى مع من يقول أن موت يسوع لا يغفر الخطية!! ينبغي أن نلاحظ أيضاً أن الفعل المستخدم في (أش 53) للتعبير عن حمل الخطايا هو نفسه المستخدم للتعبير عن حمل الأمراض، ودعونا نقرأ هذه الآيات وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها . ع11 وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين ع12. إن كلمة "يحمل" في هذه الآيات هي نفس الكلمة المستخدمة في (ع4) للتعبير عن حمل أوجاع المرض، أي أن هناك فعلاً واحداً يستخدم للتعبير عن حمل الخطية وحمل المرض، وبالتالي لا يمكن أن نقبل أحد هذه الأفعال ونرفض الآخر، ولا يمكن أن نؤمن بالواحد ونشكك في الثاني باختصار نقول أن الموت الكفاري ليسوع المسيح يشمل كلا من غفران الخطايا والشفاء من المرض، وهذه البركة المزدوجة ينبغي أن توجد جنباً إلى جنب في كرازتنا بالإنجيل، لا يمكننا أبداً أن نلقي جانباً أحد أجزاء التعليم الكتابي ونكرز بالجزء الآخر يسوع المسيح حمل خطايانا، هذه حقيقة، ويسوع حمل أسقامنا وأمراضنا، وهذه أيضاً حقيقة!! لقد خلصنا بنعمته من الخطية بالإيمان، ونحن أيضاً نتحرر من المرض بنعمته بالإيمان. من يستطيع أن يتشكك في هذه الحقيقة ! ؟ لقد علم الروح القدس أن الناس ستنكر نعمة الله الشافية فقال في مستهل الإصحاح: "من صدق خبرنا؟ ولمن استُعلنت ذراع الرب؟ " (أش 1/53). إن كل من يؤمن بالرب يسوع ينال غفران خطاياه وينال شفاء من أمراضه في نفس الوقت ومن نفس الرب دعونا الآن ننظر إلى هذه الأفعال في اللغة العبرية بشيء من التفصيل: إن هناك فعلين في اللغة العبرية مستخدمين في (أش 53) وكليهما يترجم إلى "يحمل" أحدهما هو "سابل" ويعني "يحمل حملاً ثقيلاً في داخل نفسه" مثل المرأة التي تحمل مولودها في أحشائها وتتوجع تريد أن تضعه، وهو الفعل المستخدم في هذين الجزئين"وآثامهم هو يحملها"و "أوجاعنا تحملها"(ع4/11) . وهذا الفعل يشير إلى أن الرب يسوع حمل خطايانا وأوجاع المرض في داخل نفسه وهو على الصليب والفعل الآخر هو "ناسا" وهو يعني حرفياً "يرفع أو يزيل أو يبعد" وهو المستخدم في الجزئين "حمل خطية كثيرين"و " أحزاننا حملها" (ع12/4)، وهو أيضاً نفس الفعل المستخدم في سفر اللاويين للإشارة إلى التيس الذي كان ينطلق إلى الصحراء حاملاً على نفسه كل خطايا الشعب "ويضع هرون يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على رأس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة فيطلق التيس في البرية" لا 21/16 كان هذا التيس رمزاً لشخص الرب يسوع الذي حمل في جسده كل خطايانا وأمراضنا(سابل) وأبعدها بعيداً (ناسا إن الله يقول لنا في كلمته النبوية الثابتة أن الرب يسوع المسيح قد حمل خطايانا وأوجاعنا الناشئة عن المرض، لقد أخذ في نفسه هذه الأثقال وأزالها عن كاهل البشرية مرة وإلى الأبد، وذلك عندما مات على الصليب من أجلنا جميعاً. والمطلوب منا هو أن نؤمن إيماناً ثابتاً غير متزعزع بهذا المخلص العظيم. كثيرون من الناس ما زالوا خاضعين لسلطان المرض والخطية لأنهم لا يعلمون أن هذه البشارة لهم أو ظناً منهم أن الرب يتمجد من خلال مرضهم وهذا وحده جهل بالكلمة !! أن سفر أشعياء يبشر هؤلاء بأن الرب يسوع، ربهم جميعاً، قد حررهم من عبودية الخطية والمرض وبجراحه نالوا الشفاء. أش 5/53 هذه الآية الأخيرة اقتبسها الرسول بطرس في رسالته الأولى فقال: " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، الذي بجلدته شفيتم" (1بط 2/24) . لقد أعطى الرسول بطرس نفس القيمة للشفاء كما أعطى للغفران، لأن كلا منهما موجود في نعمة المسيح المجانية الرسول بطرس يقول بتأكيد " بجلدته شفيتم " ، دعونا إذا نقبل هذا الحق المؤكد ونتقدم إلى عرش النعمة إن ديون المرض قد تم تسديدها منذ حوالي ألفي عام، ولهذا يتكلم الرسول بصيغة الماضي المؤكد، فهو لا يقول" سوف تشفون" بل "شفيتم" . إن صيغة الماضي تعني أن كل المرض وسلطان إبليس المصاحب له قد انتهى عند الصليب. إن مشكلة المرض قد تم حسمها عند الجلجثة منذ ألفي عام مضت!! وكل المتبقي هو أن نعرف هذا الحق ونمارس إيماننا بعمل المسيح الكامل . والحق سيبقى حقاً، وعدم إيماننا لا يستطيع أن يقلل من شأن الحق أو يفقده سلطانه، إن يسوع مات من أجل أمراضنا كما مات من أجل خطايانا فكر في مشورات الله الفائقة المعرفة: أرسل إبنه الوحيد لكي يموت على الصليب من أجل خطايانا وأمراضنا. لقد أراد أن يحررنا ويعيد لنا حياتنا السليمة في الروح والنفس والجسد، حتى أنه حجب وجهه عن إبنه الحبيب عندما أصبح خطية من أجلنا، وحمل الجلدات على جسده من أجل شفاء كل إنسان. ولقد تحمل الإبن المبارك معاناة شديدة وألما يفوق إدراكنا عندما تركه الآب. كل هذا لكي يدفع ديوننا لعدالة الله، وهو اليوم يقدم الخلاص والشفاء مجاناً لكل من يأتي إليه . يقول أشعياء : "أما الرب فسرّ بأن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح". أش 10/53 لماذا ترك الآب إبنه يعاني على الصليب إلى هذا الحد حتى الذين كانوا يراقبونه أصابهم الفزع والرعب؟ السبب هو إرادة الله التي ترغب في شفائنا من كل أمراضنا. إن الله يريد أن يحررنا من قيود الخطية والمرض مرة وإلى الأبد لو ظن أحدهم أن الله لا يريد شفاء أجسادنا فهو يقع في خطأ فظيع! إنه يسير بعكس مشيئة الله القادر على كل شيء إن اهتمام الله بالجنس البشري لم يتغيّر، إنه يريدنا أصحاء . إقرأ معي هذه الكلمات: "أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحأً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة" ( 3يو 2). كم هي معزية هذه الكلمات |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها |
لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها |
أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها |
لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها |
أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها |