رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرق بين الإيمان والرجاء الكثير من المسيحيين مكتئبين من الصلاة لأنهم لم ينالوا ما اعتقدوا أنهم يجب أن ينالوه. وكثيراً ما يكون هذا بسبب أنهم يصلّون برجاء لا بإيمان، فما يعدنا الله أن يتحقق بالإيمان لن يتحقق بالرجاء فما هو الإختلاف بين الإيمان والرجاء ؟ وكيف يمكننا أن نميز بينهما؟ أولاً : الرجاء يختص بالمستقبل، أما الإيمان فإنه يؤسس في الحاضر.الرجاء هو موقف توقع حدوث الأشياء ، أما الإيمان فإنه ثقة فعلية محددة نمتلكها هنا والآن ثانياً: الرجاء يرتكز في مجال العقل بينما يرتكز الإيمان في مجال القلب. هذا يظهر بوضوح عندما يصف بولس السلاح الروحي الذي يحتاج الجندي المسيحي إليه وأما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص 1تسالونيكي 5\8 فالإيمان والمحبة هما الدرع الذي يحمي القلب. والرجاء هو الخوذة التي تحمي الرأس والذهن فالرجاء هو موقف فكري نتوقع فيه المستقبل، أما الإيمان فهو حالة قلبية توجد فينا شيئاً حقيقياً – هنا والآن الفرق الأول الأساسي هو أن الإيمان مكانه في القلب بينما الرجاء مكانه الذهن. يقول بولس في رو 10\10 "لأن القلب يؤمن به للبر". فالإيمان الحقيقي الذي ذكر في الكتاب المقدس ينبع من القلب. ويعبّر عنه في هذه الآية بفعل "يؤمن" ويتبعه حرف الجر "لـ" الذي يشير للنتجية التي يؤدي إليها وهي: البر. والحرف "لـ" يشير إلى حركة أو إنتقال من نوع ما، فالإيمان ليس أمراً جامداً ولكنه يغيّر من يمتلكه طبقاً لنوع الإيمان الذي يؤمن به من ناحية أخرى فالشخص الذي يقبل الحق بذهنه فقط يمكن أن يظل دون أن يحدث به أي تغيير. فالقبول الذهني للحق ليس إيماناً. يجب أن يتوغل الحق إلى ما وراء العقل الواعي أي إلى مصدر الحياة الداخلي ومركزها أي القلب حتى يتولد الإيمان. فالحق الذي يقبله الذهن عقلياً يكون عقيماً وغير فعال أما الحق الذي يقبله القلب بالإيمان فهو يكون دائماً نشطاً ويغير الحياة عندما أميّز بين الإيمان والرجاء لا أقلل من قيمة الرجاء. فالرجاء بمفهوم الكتاب المقدس هو التوقع الواثق للخير أي التفاؤل الثابت والراسخ. ويحمي الرجاء أذهاننا. ويجب أن يرتدي كل مسيحي خوذة الخلاص الخاصة به لمدة أربع وعشرين ساعة يومياً. فإن وضعنا جانباً تلك الخوذة، وركزنا على الإفكار السلبية والتشاؤمات الكئيبة، فتتعرض أذهاننا لهجمات الشيطان الخبيثة فالرجاء المسيح الحقيقي ليس خيالياً أو غير واقعي. وهو ليس مجرد أفكار مبنية على الأمنيات وليس على الحقيقة والواقع. فيجب أن يكون الرجاء مؤسساً بشكل راسخ على ما ذكر في الأسفار المقدسة من عبارات ووعود لا على أي شيء آخر الإيمان يتعلق بالحاضر الرجاء ينظر إلى المستقبل، أما الإيمان فيتعلق بالحاضر. الإيمان يقول: "سوف أنال الاستجابة الآن. أنا أمتلكها الآن بالفعل". ليس الرجاء الذي ينال.. إنما الإيمان قد يقول أحدهم: "حسنًا، سأنال شفائي في وقت ما". إن هذا ليس إيمانًا.. بل هو رجاء؛ لأنه ينظر إلى وقت غير محدد بالمستقبل. لكن الإيمان يقول: "سوف أنال شفائي.. الآن في ترجمة أخرى لـلآية المعروفة في (عبرانيين 11: 1): "الإيمان يعطيك الشيء لما ترجوه". إذا كنت في احتياج إلى شفاء، فأنت لا تريده في المستقبل.. بل تريده الآن، وخاصة وإن كنت متألمًا. إذا كنت تسعى إلى الامتلاء بالروح، فأنت تحتاج أن يحدث ذلك الآن.. وليس مستقبلاً في وقت غير معلوم. إذا كنت في احتياج إلى الخلاص، فلا يمكنك أن تؤجله إلى المستقبل؛ إذ قد يكون ذلك متأخرًا للغاية إعلم الله لا يؤجلنا للغد. فهو يقول : "هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص" 2كور 6\2. فالله يحيا في " الآن". وهو لا يعلن نفسه البتة على أنه "أنا كنت" أو "أنا سأكون" بل "أنا هو " وذلك يبني الإيمان. وعندما يتصل الإيمان بالله فهو يكون دائماً في الحاضر يخبرنا يسوع في مر 11\24 لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم (في الأصل: فآمنوا أنكم نلتموه فيمنح لكم). فمتى يخبرنا يسوع أننا ننال ما نصلي لأجله؟ هل في نقطة غير محددة في المستقبل؟ لا ، بل في نفس تلك اللحظة التي نصلي فيها. فنحن نطلب وفي نفس تلك اللحظة ننا ما نطلبه. ومن ثمّ نعلم أن ما نطلبه سوف يُمنح لنا. علينا أن نحصل على استجابة الصلاة بإيمان. نعتبر أن هذه الإستجابة قد أصبحت واقعا وحقيقة قبل أن تحدث فعلا في الواقع الملموس الذي نحياه وعلى الرغم من أن المعجزة قد تستغرق وقتا حتى تحدث إلا أن يسوع وعد أنها ستحدث فعلا. ولكن متى وأين وكيف ستحدث المعجزة؟ فكل هذا النوع من الأسئلة يظهر ليحاربنا هل تتذكر المرأة نازفة الدم التى ذكرها الكتاب؟ عندما سمعت عن يسوع رجاء، عزمت فى قلبها أن تلمس ثيابه . إيمان مرقس 5: 25-29 "وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌّ مُصَابَةٌّ بِنَزِيفٍ دَمَوِيٍّ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ عَانَتِ الْكَثِيرَ مِنَ الأَلَمِ عَلَى أَيْدِي أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ فِي سَبِيلِ عِلاجِهَا كُلَّ مَا تَمْلِكُ، فَلَمْ تَجْنِ أَيَّةَ فَائِدَةٍ، بَلْ بِالأَحْرَى ازْدَادَتْ حَالَتُهَا سُوءاً. فَإذْ كَانَتْ قَدْ سَمِعَتْ عَنْ يَسُوعَ، جَاءَتْ فِي زَحْمَةِ الْجَمْعِ مِنْ خَلْفِهِ وَلَمَسَتْ رِدَاءَهُ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «يَكْفِي أَنْ أَلْمِسَ ثِيَابَهُ لأُشْفَى». وَفِي الْحَالِ انْقَطَعَ نَزِيفُ دَمِهَا وَأَحَسَّتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ مِنْ عِلَّتِهَا قالت هذه المرأة لنفسها أنّ كل ما عليها فعله هو أن تمس هُدب ثوب السيد وعندها ستنال الشفاء. لقد كان لديها معلومات كافية جعلت إيمانها ينهض لشفاءها. لكنها لم تتوقف عند حد الكلام; بل أخذت خطوة. ليس كافياً أن تتكلٌّم بل لابُد أن تُصاحب كلماتك أفعال مُطابقة. لا يُمكنك قول أنك شُفيت ولازلت مُستلقياً على السرير. لابُد أن تنهض وتبدأ فى فعل ما لم تكن قادراً على فعله من قبل. مارس ما تؤمن به. هذا هو الإيمان الحقيقي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لعدم الإيمان والرجاء في الله |
صباح الإيمان والرجاء والأمل |
الإيمان والرجاء والمحبة |
الإيمان والرجاء |
فرح الإيمان والرجاء بالرب |