رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أظن لو عاد الزمن بالإبن الضال ، لما عاد لبيته وحده ، بل لإصطحب معه كل أصدقاءه من أيام الجوع و الفقر و الإذلال. ولحدثهم طوال طريق العودة عن أبيه الذي ينتظرهم بشوق ، بترحاب ! و لمنحهم الامل الواثق المختبر ! اظنه لن يقول "ربما او جائز " و انما بيقين سيحكي عن ذلك العشاء المشبع وعن ذلك الطرب و الاغاني و الفرح الذي ينتظرهم .. وما احوجهم الي الغذاء و الراحه و السلام بعد الجوع و التعب و القلق ! ما احوجهم الي كرامة الغفران بعد اذلال الذنب ! لن يتركهم يترددون ، لن يسمح لشيطان اليأس ان يتسرب اليهم .. تذوق الابن الضال الحب حين أحبه أباه غافراً له فاتحاً احضانه ، ومن يُغفَر له الكثير يُحِبُ كثيراً .. ! وسيقف عند منتصف الطريق حيث وقف اول مره ، و سيمتلئ صوته تأثراً ، و عيناه دمعاً ، و يشير من بعيد الي حيث ابوه يركض نحوهم .. اذ هنا ركض ابوه ووقع علي عنقه و قبله ! وان ابوه لن يدعهم يكملون الطريق وحدهم ، بل سيأتي حين يراهم و يشاركهم .. هكذا فعل معه .. و هكذا يفعل مع الجميع ! اظن كل من تذوق الغفران، لن يكف عن المحبه .. ومن إختبر العوده .. لن يتواني عن دعوة الاخرين ! |
|