رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
+ بمناسبة عيدها اليوم: *** القديسة مريم المصرية *** هي فتاة عاشت طفولتها وشبابها في النصف الثاني من القرن الرابع بمدينة الأسكندرية، وعندما مات والداها، وهي في الثالثة عشرة من عمرها تقريبًا، تفجرت طاقات شبابها لممارسة الخطيّة والدنس في أبشع صُورِهِ.. أغاني بذيئة.. تصرُّفات قبيحة.. سُكْر.. رقص وخلاعة.. زِنا وعلاقات نجسة... ووصلت في ذلك إلى أدنى درجات الانحطاط.. عندما قاربت الثلاثين من عمرها، كانت هناك سفينة مسافرة للأراضي المقدسة للاحتفال بعيد القيامة، فركبتها دون أن يكون معها أُجرة السَفَر، ولكن كان هذا بالنسبة لها مشكلة بسيطة لأنها تاجرت بجسدها مع ركاب السفينة، وأغوت الكثيرين بدرجة بَشِعة حتى أنها قالت عن تلك الأيام: "إنني أندهش كيف أن البحر استطاع أن يحتمل مثل هذا الفِسق؟! كيف أن الأرض لم تفتح فاهها لتبتلعني بعد خروجي من السفينة مباشرةً، وتدفعني حيّة إلى جهنم؟!" ولكن الله برحمته الكثيرة، وهو الذي لا يشاء موت الخاطئ، كان ينتظرها.. فعندما وصلوا إلى أورشليم، وهمّت بالدخول إلى الكنيسة وسط الجموع، أحسّت بقوّة خَفِيّة تمنعها.. الجميع يدخلون وهي لا تستطيع أن تتجاوز الباب..! بعد عِدّة محاولات فاشلة تراجعت وجلست في الخارج، وبدأت تفكِّر في السبب... كان واضحًا أن حياتها الفاسدة وخطاياها صارت حاجزًا بينها وبين الله... أخذتها نوبة بكاء شديدة، فكانت تقرع صدرها بينما دموعها تنهمر بغزارة، وعندما رفعت عينيها وَجَدَت أمامها أيقونة للسيدة العذراء، فطلبت منها أن تُعينها في توبتها، وتعهّدت أمامها بأن ترمي خلفها كل حياتها الدنِسة الماضية، وتبدأ مع المسيح بداية جديدة.. أحسّت ببعض التعزيّة، وقامت لتدخل الكنيسة، فلم تجد أي صعوبة في الدخول وهناك بَكَت كثيرًا، وصلّت لكي يُعينها الله لإكمال حياتها بين يديه. قرّرت ألاّ تعود ثانيةً للإسكندرية، بل بعد أن اعترفت بكل شيء وتناولت من الأسرار المقدّسة؛ انطلقت إلى البريّة المجاورة لنهر الأردن، وظلت هناك سائحة تُقيم في العراء بلا مأوى لمدة 47 سنة.. كانت تقتات فيها بأعشاب البرية، وتُبلّل لسانها بالندى المتراكم في الصباح على بعض الصخور.. هاجمتها الشياطين بصورة وحشية في الـ 17 سنة الأولى من توبتها، فكانت تُذَكِّرها بالصور والأغاني والأفعال الدَنِسة، ولكنها كانت تُقاتل بصلابة الرجال، وتسجد واضعةً وجهها في التراب، وتصرخ طالبةً معونة الرب يسوع وشفاعة السيدة العذراء.. وقد تظلّ على هذا الوضع أيامًا تصرخ وتصلِّي حتى تأتي معونة السماء بنور وبهاء وتطرد الشياطين، فتتذوّق طعم الانتصار.. وبعد جهادٍ مرير على مدى هذه الفترة الطويلة، انكسرت حِدّة الهجمات الشيطانية، وبدأت تستمتع بعِشرة فائقة مع حبيب نفسها، المجروح لأجل معاصيها المسحوق لأجل آثامها (إش53). احترق جلدها من حرارة الشمس في الصيف، وكانت تتجمّد من البرودة في الشتاء.. ولكن حُبّ يسوع الذي ملك على كل جوارحها كان يُشعِل قلبها بلهيبٍ لا ينطفئ، فتسير في الطريق وراءه بالدموع، وكل شهوتها أن تُقدِّم ذاتها ذبيحة حيّة على مذبح حبّه..! وقبل انتقالها من هذا العالم دبّر الله لقاءها مع القديس زوسيما القس.. عَرَفته باسمه، وقصّت عليه قصتها، وفي السنة التالية أحضر لها الأسرار المقدّسة حسب طلبها، وناولها. وفي السنة الثالثة وجدها قد تنيّحت وهي راكعة تُصلِّي، ووجهها ناحية المشرق، ووجد مكتوبًا بجانبها "ادفن هنا جسد مريم البائسة.. وصلِّ من أجلي"، فتعزّت نفسه وعاد لديره بفلسطين وكتب قصتها. وتُعيّد لها كنيستنا القبطية في 6 برمودة من كل عام.. بركة توبتها وطهارتها تكون معنا، وتحفظنا في طريق جهادنا إلى النفَس الأخير، آمين. *** القمص يوحنا نصيف التعديل الأخير تم بواسطة morcos20 ; 14 - 04 - 2016 الساعة 04:19 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم المصرية ج2 |
القديسة مريم المصرية ج1 |
القديسة مريم المصرية |
ترنيمة مريم المصرية | القديسة البارة مريم القبطية |
القديسة مريم المصرية |