|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم والثلاثة واحد" [يو 5 : 8]. [وإذ قال أن الثلاثة في الواحد أوضح أنه لا يقصد بالروح والماء والدم المفهوم العام بل هي أمور سرية. لأن مادة الروح ومادة الماء ومادة الدم ليسوا واحدًا. ولكن كما نقول مثلًا أن الصخرة والماء هما واحد قاصدين بالصخرة المسيح وبالماء الروح القدس. من يشك في أن الصخرة والماء هما مادتان مختلفتان، لكن إذ السيد المسيح والروح القدس طبيعة واحدة نقول أن الصخرة والماء واحد. إننا نعلم أن ثلاثة خرجوا من جسد ربنا وهو معلق على الصليب. أ. الروح إذ كتب "ونكس رأسه وأسلم الروح" (يو ١٩: ٣٠). ب، ج. وعندما طُعن خرج منه دم وماء. هذه الثلاثة مختلفو المادة ومتميزون، فهم ليسوا بواحد. إنما الوحدانية هنا تحمل معنى أن جسد المسيح السري أي الكنيسة يثبت في الثالوث القدوس ويكرز به. فالروح نفهم منها ما جاء أن "اللَّه روح" (يو ٤: ١٤)، والدم يعني الابن الذي صار جسدًا (يو ١: ١٤)، والماء يشير إلى الروح القدس كقول ربنا (يو ٧: ٣٨)... أما عن كون الثالوث القدوس شاهدًا، فهذا ما لا يشك فيه كل من يؤمن بالإنجيل، إذ يقول الابن "أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الآب الذي أرسلني" (يو ٨: ١٨)."روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي"(يو ١٥: ٢٦). هؤلاء الشهود الثلاثة هم واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد.] القديس أغسطينوس |
|