نكمل الحوار التأملي
+ هل رأيت الآن يا يوحنا أن قصتك ستكمل قصة الأناجيل الثلاثة الأخرى ؟ لقد كان من الأمانة أن يظهر الروح تعب المجدلية وسر محبتها لإبنى ، ولابد أن الروح سيستخدمك
فى هذا الأمر الهام
+ ما يحيرنى يا أمى أن يسوع سمح لها فى المرة الأولى
هى ومريم الأخرى أن تمسكا بقدميه ،
فلماذا لم يسمح لها فى زيارتها الثالثة ؟
+ يسوع ربط فكرة الإيمان بالتلامس ، ليس اللمس هنا
هو اللمس المادى الجسدى ، فنحن نقول أن الأمر
قد لمس قلبى ، أو أن الكلام قد لمس شيئا فى داخلى ،
أليس كذلك ؟ ثم أن المرأة نازفة الدم بإيمانها
لمست هدب ثوبه ، فاللمس هنا هو التعبير عن الإيمان ،
ومريم كانت تشك وتشككت رغم أنها رأت القبر الفارغ ،
ورأت الأكفان فارغة ، ورأت الملاك ميخائيل (حسب التقليد)
فى زيارتها الأولى جالسا على الحجر كما ذكر متى البشير ، وكلمها وأكد لها أمر القيامة ، ثم ظهر لها يسوع
وسمح لها بالتعرف عليه والإمساك به ، ثم كلمها
الملاكان فى زيارة تالية .... فهل نقضى الوقت
فى لمس وإمساك وعناق ؟
كان على يسوع أن يذكرها بالإيمان وأن ينبهها
بقيمة الوقت ، فهو لم يصعد بعد ولا داعى لتضييع الوقت وعليها مهمة البشارة بالقيامة وهى تستحق هذا الشرف
بلا شك ، فيسوع يعطيها الدرس فى الوقت الذى يعطيها شرف أن تكون مبشرة بالقيامة ، ألا يذكرك هذا بما كان
مع سمعان بطرس ؟ لقد أنكر إبنى ، وعاتبه يسوع
بنظرة رقيقة ، ثم أعاده إلى رتبته وأوصاه برعاية غنمه ، وإختصه بظهور فريد بعد القيامة
أمسك يوحنا بريشته وراح يدون كلمات إنجيله ،
فأمسكت أمنا العذراء يده ومنعتها عن أن تكتب
قائلة له : ( لا يا ولدى ، لا تكتب الآن ، أكتب ما يذكرك
به الروح فيما بعد وبعد أن أنتقل أنا من هذا العالم ،
هذا هو وعد يسوع أن الروح القدس سيذكركم بكل
ما قاله لكم ، لست أنا التى تكلمت معك ، إنه الروح القدس )
وهنا رفع يوحنا يده عن اللوح المفرود أمامه ،
وتمتم بكلمات لم تسمعها العذراء القديسة :
(يالك من أم عجيبة متضعه ، كم أشكرك يا يسوع
يا من منحتنى هذه البركة ، أن تكون أمك أم لى ،
على وعدك يا أمى وعلى وعد إبنك المخلص ،
سأكتب فى شيخوختى معتمدا على الروح القدس
الذى حتما سيذكرنى بكل ما حدث )
السلام لك يا امي العذراء