رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة من بابا نويل للطفل يسوع حمل معطفه الأحمر الجميل وجرّ أقدامه جراً وقبل أن يكتب خطابه الأخير داعب شعيرات ذقنه البيضاء وكأنه يعيد التفكير في مشوار العمر الطويل .. مرت لحظات .. أخيرا تشجع وخطَّ آخر الكلمات .. سيدي المسيح .. تحية من أرض لم يعد بها سلام أو مسرة .. أرض غادرتها الزهور والطيور .. أرض لم يعد يدهشها ميلاد النور .. أرض لا يميزها عن الجحيم سوى أنَّ الشياطين لا تنقسم على ذاتها وتقشعر عند سماع الإنجيل ! سيدي المسيح .. عفوا .. سأستقيل من حملي الثقيل، فلم تعد الأرض في حاجة لقديسين أو تحفل برجل متقدم في العمر مثلي قادم من أعماق السنين .. لم يعد أحد يندهش لثوبي الأحمر ومركبتي التى تجرها الغزلان فلم يعد للدهشة مكان .. سامحني فلم يعد في مقدوري رسم البسمة فوق شفاهٍ ميتة ولم تعد مركبتي قادرة على تفادي القنابل المتساقطة .. النار تأكل أورشليم ولا تنطفئ .. السماء تمطر نارا والغابات تثمر نارا .. مدينتنا يا حبيب ساكنة في الحصار .. يا سيد .. الموت صعد إلى كوانا ودخل القصور .. خطف الشباب من الساحات وقتل الزهور .. هنا كل شيء يموت، عندما يسأل طفل كسرة خبز فلا يجد من يعطيه عندما يستوطن الحزن القلوب فتصير مدينتنا كالأرملة وتضيع خطواتنا في أرض موحلة .. فماذا يبقى لنا ؟ .. ماذا يبقى لنا ؟ لو جئتَ الآن لوجدتَ المذود وقد صار مزاراً يعج بالسائحين والزوار، مكانًا لبيع التذكارات وإطلاق بعض التنهدات .. "ياه .. هنا ولد المسيح " " ياله من مكان رائع "عفوا لا أستطيع" .. وأشباه بابا نويل في كل مكان يبيعون الهدايا والعطور وأحدث الموضات - أغمض عينيك يا طفلي الصغير ولا تنتظر من لا يجيء فلن يزورك بابا نويل في هذا العيد فهو مشغول بحفل كبير في ساحة الميدان ! وختاما .. المجد لميلادك .. أعرف أنني سأضيف حملا جديدا لأثقالك ولكنني حزين وقلبي فيَّ سقيم .. اتركني هذا العيد فربما .. ربما أتخلص من حزني الدفين بعد حين .. المخلص : بابا نويل |
|