رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يعد القديس جرجس أو مار جرجس من أعظم القديسين المسيحيين فقد كان ولا يزال يحظى بحب الشعب وإجلاله ويعد مثالا للبطولة والتضحية والتفاني في سبيل الدين والعقيدة. هناك تعلق حقيقي بـ «مار جرجس» أو «سيدنا الخضر» في فلسطين والمنطقة هو ترجمة لخليط من العيش المشترك والبسيط ومقاومة الشر والوقوف في وجه الاعتداء والمعتدين. وهناك تداخل في الروايات الدينية والتاريخية حول الموضوع فيما جوهر القصة لا يتغير تقريباً، والشخصية تظل نفسها: «سيدنا الخضر» هو «مار جرجس»، والمسلمون والمسيحيون يقدسون الشخصية ذاتها كل على طريقته. قدم والد مار جرجس من تركيا، واقترن بأمه الفلسطينية، وهناك، في مدينة اللد في فلسطين، ولد القديس في العام 280م لأبوين مسيحيين من النبلاء. توفي والده فاعتنت به والدته وأنشأته في جو مسيحي متدين. ولما بلغ السابعة عشرة دخل سلك الجنديّة وترقّى في الخدمة. في تلك الفترة، كان الرومان يضطهدون المسيحيين ، ومع ذلك فلم يخف مار جرجس عقيدته المسيحية. تختلف الروايات حول مقتله، فبعضها يقول إن الإمبراطور دقلديانوس الروماني هو الذي أوعز بقتله، وبعضها الآخر يقول إن الامبراطور داديانوس الفارسي هو الذي قتله في صور جنوب لبنان بعد أن عجز عن إقناعه بترك دينه. وفيما تتفق الأساطير على أن مار جرجس تغلب على التنين وقتله وأنقذ الأميرة، يبقى الاختلاف محصورا بمكان وقوع الحادثة. هناك من الروايات ما يؤكد أن مكانها بيروت ومنها ما يقول إنها وقعت في اللد، وروايات ثالثة تنقلها إلى مدينة سيريني في ليبيا. ويرجح الخبراء أن التنين كان في الواقع عبارة عن تمساح ضخم من التماسيح التي كانت تكثر في تلك الفترة في أنهار سورية ومسطحاتها المائية. وعلى مر الزمن بات مار جرجس شخصية محورية أساسية في الدين المسيحي وخاصة لدى الأرثوذكس وبات رمزا لمدن كثيرة، مثل بيروت وجنوه وموسكو، وشفيعا لدول مثل جورجيا وروسيا. كما حظي هذا القديس بتبجيل خاص في روسيا في عهد حاكمها ياروسلاف الحكيم. وفي العام 1030 وبعد الانتصار على قبائل التشود، وهي قبائل في حوض البلطيق، أوعز القيصر بتشييد معبد لتخليد مار جرجس. ولاحقا، تم بناء 26 معبدا مسيحيا تحمل اسم القديس، كما أوعز القيصر بتنظيم عيد بهذا الخصوص، وهذا العيد يعد من أقدم الأعياد المسيحية في روسيا. وفي عهد القيصر دميتري دونسكوي، وبعد موقعة كوليكوف في العام 1380 اعتبر مار جرجس ( القديس غيورغي) حامي موسكو وشفيع جنود روسيا وتمت إضافة أيقونة تحمل رسمه وهو يقتل التنين إلى الشعار القديم لمدينة موسكو. يطلق الروس على القديس جرجس أو غيورغي، لقب عظيم الشهداء وحامل النصر ويعدونه حامي موسكو وشفيع روسيا، ومن الملفت للنظر أن يحمل اسم غيورغي (جوكوف) مارشال الانتصارات الروسية العظيمة في الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية) ومعركة الدفاع عن موسكو ومعركة ستالينغراد وأعظم معركة للدبابات في التاريخ بالقرب من كورسك وفتح برلين. في زمن القيصر إيفان الثالث، في الربع الأخير من القرن الخامس عشر، ظهرت أيقونة القديس على شعار الدولة الروسية. وفي الوقت الراهن، تزين أيقونة مار جرجس وهو يمتطي حصانه الأبيض ويقتل التنين برمحه، شعار مدينة موسكو وشعار الدولة الروسية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس أليكسي الروسي ميتروبوليت موسكو و سائر روسيا |
موسكو روسيا |
كاتدرائية القديس باسيل، موسكو، روسيا |
كاتدرائية القديس باسيل، موسكو، روسيا |
كاتدرائية القديس باسيل (موسكو، روسيا) |