385 - سار شعب الله في البرية اربعين عاما ً كاملة تحت قيادة موسى وكان الله يحركهم نهارا ً بعمود سحاب ، يسير امامهم فيتبعونه وبعمود نار يضيء لهم الطريق ليلا ً حتى لا يتوهوا في الصحراء وكان الله ان ارادهم ان يسيروا سار بسحابة ٍ ونوره امامهم وإن ارادهم ان يتوقفوا اوقف عمود السحاب وعمود النار وكان على كل الشعب رجالا ً ونساءً ، كبارا ً وصغارا ً أن يتبعوه وكان ذلك دليلا ً على وجود الله مع شعبه وسيره امامهم . وقت الجوع كانوا يتبعونه ، يجدوا المن والسلوى فيأكلون ويشبعون ، وقت العطش كانوا يتبعونه ليخرج الله من الصخر ِ ينابيع ماء ، إن شاء ان يعملوا تحرك امامهم ليتحركوا ويعملوا وإن شاء ان يستريحوا توقف امامهم ليتوقفوا ويستريحوا . بدون وجود السحاب نهارا ً وعمود النار ليلا ً يضلون ويضيعون ، ويقول المسيح : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " ( يوحنا 8 : 12 ) . كما كان عمود النار نورا ً للشعب في القديم هكذا المسيح هو نور الحياة للناس وكل من يتبعه يمشي في النور ، ويسير المسيح بنوره امامنا فنتبعه ولا تعثر اقدامنا في الظلام يسير بنوره امامنا فينير حياتنا ونشع نورا ً ايضا ً من نوره . كما كان هو نور الحياة ونور العالم جعلنا نحن ايضا ً نور العالم واصبح واجبنا ان ننير للناس ونرشدهم الطريق الى الحياة الابدية ، وكما كان عمود النار ينير ويقود الشعب هكذا ينير لنا المسيح ويقودنا إن سار نسير خلفه وإن توقف نتوقف ايضا ً معه ، يقودنا للعمل ويقودنا للراحة ، يقودنا للجبل ويقودنا للوادي ، نركز عيوننا عليه ونسير خلفه فهو يعرف الطريق ويعرفنا وهو يجعل الظلمة نورا ً والحزن َ فرحا ً والفشل نصرا ً وغلبة ، وكما يقول الوحي المقدس في سفر اشعياء : " وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ . أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا ، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ " ( اشعياء 42 : 16 ) . الله لا يتركنا ولا يهملنا ، دااائما ً معنا . وسط حرارة البرية يرسل لك الله عمود سحاب ٍ يظللك ، وسط ظلمة الطريق وبرودته يرسل اليك عمود نار ٍ يقودك ويدفئك ، ركز نظرك عليه واتبعه تجد لك مرعى ً وراحة ً وسلام ، هو راعيك ، هو قائدك ، هو يقود وينير الطريق أمامك .