منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 04 - 2016, 12:40 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,880

مع بخور أبى الكاهن إرتفعت الصلوات " تفضل يارب نيح نفوسهم جميعاً ... علهم فى موضع خضرة على ماء الراحة فى فردوس النعيم ، الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد فى نور قديسيك " ..

كنت أحضر الصلاة وأرى صندوقاً يضم جسدى ، كل الحضور يبكون ويحزنون ويتنهدون ، أنا وحدى الذى يرى وقد تغرب عن هذا الشعور فلا أجد له معنى ( حزن ، كآبة ، تنهد ) .. كلمات بلا معنى !! ..

رأيت البخور يمر بين صفوف الباكين المتنهدين ، يجمع الصلوات ويرتفع بها ، وما وصلت إلى حيث الموضع ، إلا وهرب الحزن والكآبة والتنهد فصارت الصلوات نقية منها ، فسمعتها أصوات أفراح وأنغام سرور وحبور ..

هو اليوم الأول لى فى هذا المكان ، ياااه ، لماذا أستعمل هذه التعبيرات ، " يوم أول " !! .. وهل هناك ثان وثالث ؟ إننى الآن فى الأبدية التى إرتفعت فوق الزمن .. و " مكان " !! .. كيف لى أن أصفه بهذه المحدودية وقد ملأه غير المحدود ؟ ، إننى الآن فى الأبدية ، يااااه ، حتى تعبير " الآن " غير دقيق ، لازلت أستعمل تعبيرات الزمن والمحسوس .. هل من معين يشرح لى ما أنا فيه وما أنا عليه من حال ؟

أين ذهبت آلامى ؟ ، إلى أين صارت أوجاعى ؟ ، أرى وجوه من حولى مشرقة بنور حلو فى فرح لا يوصف ، أرى من عرفته وقد ترك الجسد بمرض أسموه ( الخبيث ) وأشبعوه من المسكنات حتى يوقفوا آلامه المبرحة بلا جدوى ، وها هو معى لا يعرف حتى ماذا تعنى كلمة ألم .. وأرى من مات حزناً وكمداً بعد سنوات طويلة من التجارب التى فاقت إحتمال البشر ، سألته : أين ذهبت كآبتك ؟ قال فى دهشة والإبتسامة تنير وجهه : ماذا تعنى ؟

بحثت داخل نفسى عن شعور كانوا يسمونه " الحقد " وآخر أطلقوا عليه كلمة " حسد " وعن شيء كثيراً ما أثقلنى وأزعجنى وكثيرا ما شكوته إلى أذنى أبى الروحى " شهوة الجسد " ، ( جسد ؟؟ ) ، هل نسيت ؟ لقد خلعت الجسد ، فكيف لك بكل هذه الأوجاع ؟؟ أبشر يا فتى ، أنت الآن لا تعرف الحقد والحسد ولا شهوة الجسد ، كلها راحت وصارت بلا معنى .. !!

رأيت مشلولا يتحرك الآن فى سرعة الروح وأجنحة الشاروبيم بلا سجن الجسد ، رأيت من عرفته ضريرا لا يرى فإذا به مملوء أعينا وسط السيرافيم ببصيرة النور الإلهى ، رأيت كل من كان عليلاً أو ذليلاً ، فما وجدت فيه إلا الصحة والصفاء والنقاء مفتخراً بطبيب الأرواح الذى فدى من الحفرة حياته ..

والبخور يرتفع فى يد أبى الكاهن ، شاهدت يداً تخترق سحاب حباته الدقيقة جداً ، إمتدت إلى الأعين الباكية تمسح عنها دموعها ، فهذا هو " مسكن الله مع الناس " ، ورأيت ملاكاً يحمل سفر الحياة بين يديه ، فتحه على الإصحاح الحادى والعشرين من كتاب رؤيا الرائى يوحنا وأشار إلىّ بإصبعه لأقرأ : ( وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم ، وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ، والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت ) رؤ ٢١ : ٣ .

تجرأت وسألت الملاك : ( سيدى أجبنى ، أين ذهبت آلامى وأوجاعى ومشاعرى المتعبة وكل ما كنت أشكو منه ) ، قال لى : ( ولماذا تذكرها ؟ ، وحتى هذا التعبير " ذكرى " لا وجود له عندنا ، أنت الآن " حى " لا ميت ، هم الأموات بأوجاعهم وآلامهم وذكرياتهم الملبسة الموت ، هل لى أن أطلب منك أن تغير عنوان المقال ؟ .. " من مذكرات ميت !! " ، لا يا عزيزى ، لقد كنت ضالاً ووجدناك ، كنت ميتاً وأنت الآن حي ، فلا تعد تذكر وتكتب مذكرات الأموات ، ودع الموتى يدفنون موتاهم ولا تطلب الحى من بين الأموات ، هو القيامة والحق والحياة ، إطلبه بين الأحياء الذين عبروا من الموت إلى الحياة ، إطلبه فى بيت الآب السماوى ولا تتذكر مزرعة الخنازير وقد ركض إليك أبيك وإحتضنك وقبلك فرحاً بعودتك إلينا )
..
ابونا بيسنتي جرجس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مذكرات خاطى
مذكرات غني
مذكرات امرأة
مذكرات حوت
تكشف تفاصيل مذكرات البابا شنودة "مذكرات بطريرك"..


الساعة الآن 02:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024