رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ الأحد الثالث من الصوم الكبير يطلق عليه ( أحد الأبن الضال) رغم أن التسمية هنا ليست مُنصفة وليست عادلة فبتلك التسمية أعتبرنا أن الأبن الضال الخاطى هو بطل المثل وبطل القصة أعتبرنا الضال الخاطى بطلاً ونسينا الأب المُحب الغافر المُتسامح كان هناك شعور داخل اليهود وخاصة الكتبة والفريسين أن المسيح جاء ليقضى ويحكم بقبضة من حديد ومن نار وأنه جاء ليهلك الخطاة كانوا ينشرون تلك الكلمات بين الناس حتى تظل له السيطرة على الشعب وحتى يبعدوا الشعب عن يسوع وعن تعاليمه ولكن كان سبب مجىء المسيح العكس تماماً فالسيد المسيح جاء مخلصاً لشعبه جاء بشارة للمساكين والضعفاء جاء ليُشفى المُنكسرى القلوب جاء ليحل ويُطلق المأسورين مجيئه كان ليكرز بالملكوت جاء لنرث المُلك المُعد لنا منذ تاسيس العالم "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ" (إنجيل لوقا 4: 18، 19) الرب يسوع جاء ليُخلص وليس ليُهلك " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ " (متى 11:18) لذلك شرح السيد المسيح مثل الأبن الضال شرح هذا المثل ليوضح كم هى محبة الله لنا نحن البشر الله الذى لا يقبل موت الخاطى ويكون فرحاً بتوبته ورجوعه إلى الأب السيد المسيح أراد أن يُظهر فى المثل طبيعة الأب المُتسامح الذى نسى أساءة أبنه هذا الأبن الضال الذى أنكر أفضال أبيه عليه وأختار أن يعيش بعيداً لينفق ميراثه فى الملذات وفى الخطية والمثل يوضح أيضاً صورة الله العادل عندما شرح الأب للأبن الأكبر الذى عبر عن ضيقه من أقتسام المال والميراث فنجد أن الأب طمأنه وأخبره أن ميراثه مازال له وأخبره وقال ياأبنى كل مالى فهو لك "فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ." (لوقا 31:15) أراد أيضاً أن يعطى صورة لحكمة الأب الذى أراد أن يطفىء نيران الغيرة والحقد بين الأخوة "وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ" (لوقا 32:15) وأيضاً فى هذا المثل أراد الرب يسوع أن يعرفنا ما هى الصورة التى يكون عليها الأنسان الخاطى الذى يفقد كل شىء عندما يظل يمشى فى طريق الخطية شرح لنا أيضاً كم كان الأبن الضال يشتهى ويتمنى أن يأكل الخرنوب الذى تأكله الخنازير ولكن حتى طعام الخنازير لم يناله "وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ." (لوقا 16:15) لكن عندما عاد إلى صوابه وفكر فى التوبة أنار الله بصيرته ورأى أن الأجير فى بيت أبيه يعيش أفضل منه "فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!" (لوقا 17:15) أيها الأب المحُب أنر بصيرتى لترى كم هى محبتك لى كم هى العطايا التى تركتها بأراداتى وحدى وأعترضت وتمردت على حياتى معك وأخترت أن أحيا حياة الابن الضال حياة الخطية وحياة النجاسة فأنا الأن أرجع إليك يارب أُقر أمامك بخطاياى وبذنوبى "يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،" (لوقا 18:15) فلا تردنى يارب وتتركنى وحيداً تائهاً أعيش فى حياة النجاسة وحياة الخطية بل أقبل توبتى وأجعلنى أجيراً فى بيتك " وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ." (متى 19:15) لأنى يارب حتى لو لم تقبلنى أبناً وقبلتنى أجيراً لديك فأنا بذلك أعيش فى ظل محبتك وتحننك ورعايتك أيها الأب الصالح المُحب للبشر أمــــــــــــــــ+ ــــــــــــــين التعديل الأخير تم بواسطة Magdy Monir ; 27 - 03 - 2016 الساعة 09:20 AM |
|