الملائكة وصوت الخدام

[walaa farouk]

جرت أحداث هذه القصة في القرن الرابع عشر في عهد القديس البابا متاؤس الكبير، وكان يدعو نفسه (متاؤس المسكين).
فقد أتي إليه في ذات يوم شاب شماس(خادم) وعلى وجهه علامات الفزع والخوف، وقال له: انجدني يا أبي لأنه قد مَّر عليَّ اليوم فارس مهوب علي حصان أبيض وضربني ضرباً مُوجعاً لأني رغم أني خادم فقد خالفت قوانين الكنيسة سراً، ولم أصم يومّي الأربعاء والجمعة وصدقني يا أبي إنه لم يعلم أي إنسان بهذا.
فأجابه البابا: لا تخف يا ابني فأنا أعرف الفارس الذي ضربك.. وسآخذك إليه لتتوب أمامه، ولا تعود لهذه الخطية مرة ثانية.. فأنت تعرف أننا نصوم ونحرم نفسنا من الطعام الشهي في هذين اليومين كتذكار وشركة في آلام المسيح الذي تألم في هذين اليومين، من خيانة تلميذه في يوم الأربعاء، ومن الصليب يوم الجمعة.. فإن كنا نتألم معه فلكي نتمجد معه.. وبعدين ربنا عاوز يعرّفك إن مافيش شئ مكتوم أو خفي إلا وها يظهر وكل الناس هاتعرفه. فقال الخادم: أنا تحت أمرك يا أبي.
فأخذه البابا إلي كنيسة الملاك ميخائيل وكانت بها أيقونة جميلة لشفيعها رئيس جند السمائيين وهو راكب علي جواد أبيض. وعندما وقعت عينا الخادم علي الصورة قال: هذا هو الفارس الذي ضربني بالضبط.. أنا أستحق لأني خادم في كنيسته، وأتعهد أمامه وأمامك بأني لن أكرر هذا العمل مرة أخري.
وفعلاً خرج الخادم من الكنيسة وقد وضع في قلبه أن يحفظ قوانين الكنيسة في حياته حتى النفس الأخير.
أنظروا يا أخوتي أهمية الصوم.. فالملائكة تفرح بنا عندما نصوم، وتحزن جداً إذا أهملنا الصوم.. فمن يريد صداقة الملائكة عليه أن يحترس جداً في هذا الأمر.. وخصوصاً الخدام.