منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 03 - 2016, 10:07 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,909

خواطر كاهن


أشعر بالضعف، أشعر بالهوان، ما بداخلى من حزن يكفى لنواح مدينة، ما تحمله عيناى من دموع يفيض عن فيضان إغراقها ..

لعبة خبيثة قديمة حديثة: (أضرب الراعى تتبدد الخراف - زك ١٣:٧) من أيام زكريا إلى ليلة القبض على ابن الله القدوس (مت ٢٦: ٣١) .. ويبدو أن اللعبة ممتدة إلى زمننا هذا، وبأكثر قوة حتى تتبدد الرعية وتتشتت إلى أوكار الذئاب الخاطفة، إلى ماهو خارج الكنيسة، إلى قاعات وساحات تدَّعى المحبة و (كلنا واحد)..

هل ترون معى أحبائى حجم الهجوم والنقد والإدانة الموجهة إلى الإكليروس؟ لقد تعدَّى النقد حدوده حتى صار جلْداً ورجْماً بكل أنواع الحجارة، وكل من يملك وسيلته ويجد حجته أو يخلقها، لا يتوانى لحظة فى إلقاء الحجارة..!!

أشعر الآن بحجر كبير يُلقى فوق رأسى بعد كتابة هذا السطر الأخير، حجر كبير عنوانه: (وهل أنتم فوق النقد؟).. سؤال منطقى بسيط وديموقراطى جداً، ولكنه سؤال يُخفِى معاول الهدم لا حجر البناء، حجارة فى يد غير واعية لخطورة الفكر المتفشّى بين شبابنا وقد تربى على ال Junk food وأطعمة ال Take away، يلتقط غذائه من على أرصفة النت والفيس بوك، وأهمل مائدة مخدعه الغنية، وترك عنه وليمة الكنيسة بأسرارها ولبن تلمذتها الدسم الشهى..!!

(هل أنتم فوق النقد؟) لا، أبداً فكلنا بضعف البشر، وأبى وأمى اللذان ولدانى هم أيضاً بشر، ولكنى أُحسَب كعاق أستحق اللعنة متى رميتُهما بحجر وشهَّرتُ بهما وخرجتُ عن آداب الحديث معهما أو عنهما..

هل نسينا قيمنا ومبادئنا؟.. نعم نسيناها، وعندما نسيناها وضع الخبثاء الحجارة فى أيدينا وهمسوا فى آذاننا بإلقائها، قالوا لنا: (لا تدعوا لكم أباً على الأرض.. ليس هناك وسيط بين الله والناس.. كلنا ملوك وكهنة..)، بكل خبث ودهاء السارق واللص حولوا الحجارة الكريمة من آيات كلمة الله الحية، إلى طوب وزلط نرجم به كنيستنا..!!

لم نخترع كنيسة أحبائى، لقد أسسها المسيح القدوس على صخرة إيماننا به - ابن الله الحى - بنى كنيسته (مت ١٦:١٨)، نحن لم نضع فيها رسلاً وآباء، هو له المجد الذى وضع وأمر (١كو ١٢:٢٨)، ثم رتب الرسل لنا بالتسلسل الرسولى المُسَلَّم لنا وأقاموا الأساقفة والقسوس والشمامسة (أع ٢٠)..

سؤالى البسيط إلى دعاة إنتقاد الإيمان: (منذ زمن مارمرقس، ماراً بكل ماواجهته الكنيسة من تحديات وإضطهادات، مَنْ الذى حفظ لكم الإيمان حتى وصل إليكم وحتى تبقى أنت وأنا مسيحياً؟ أليست هى الكنيسة بآبائها الأولين وإلى اليوم؟.. هل تسلمتم الإيمان من الإرساليات الأمريكية والإنجليزية؟ وهل دافعت عنكم هذه الإرساليات؟..) .. هم اليوم يطعنون فى إيمانكم بإعطائكم الحجارة تضربون بها آبائكم، تماماً كما مكَّنوا السلطة فى يد حكم الإخوان المسلمين بحجارة الثورة، المدرسة واحدة.. (مع الفارق فى التشبيه طبعاً ومع إحترامى لثورة قانونية أعترف بها سياسياً)..

قد يبدو الكلام غريباً للأذن غير المتدربة التى لا تقرأ العمق وما بين السطور، وقد يحسبه آخرون خلطاً بين الأمور فما علاقة إنتقاد الإكليروس بالإيمان؟ .. نعم، لا علاقة إن لم تقرأ القصة كاملة، لا علاقة إن خُدِعتَ بأنك تفهم وقد ضخموا الذات فيك فصرتَ أعلى من الآباء تنتقدهم وتتهمهم بالتحجر والرجعية والسلفية والتخلف متى أرادوا أن يرشدوك ويعلموك، لقد نسينا وصية المسيح لهم (تلمذوهم)، فلم تعد تلميذاً بل معلِّماً لك صفحة على الفيس بوك..!!

نحن فى زمن المسخ..!! نحن فى زمن إنقلب فيه الهرم، نحن فى زمن صار الصغار يُعلِّمون الكبار، وسار القادة فى رَكْب زفة الصغار ينقادون لهم ولرغباتهم، نحن فى زمن إرضاء الناس لا الله..!!

أجيبونى من فضلكم، إن لم نأخذ التعليم الصحيح من فم أسقف جليل بحجم نيافة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، فمِن فم مَنْ نتعلم؟ الرجل يشهد للحق ويتكلم بحب الأب الغيور علينا وعلى أولادنا وكنيستنا، وبدل أن نقبل يده ونشكره نلقيه بالحجارة وننعته بأسوأ النعوت والصفات، وليته يُنتَقد ممن هم من خارج وإلا كنا قد قبلنا، بل للأسف فالنقد والهجوم من أبناء الكنيسة ومن صاروا فى غفلة من الزمن بين خدامها.. كم أحزن على تعليقات سخيفة غير مسئولة أقرأها على فيديوهات عظات تنشر لهذا الرجل العملاق لتعليمنا ولتثبيت إيماننا.. هذا مثال واحد لآلاف الأمثلة..

إنتبهوا أحبائى، الكنيسة تتعرض لإرهاب فكرى يفرض عليها قسراً:

+ تُهاجَم فى عقيدتها، وممنوع أن تُدافع وإلا فهى رجعية سلفية متخلفة..!!
+ يُخطَف أولادها من حضنها بدعوى المحبة (وكلنا واحد)، وتُتهم بأنها هى التى أهملت الإفتقاد ومنهجها مُمِل ونمطى وعاجز..!!
+ يتسرب ويتسلل الذئاب بين خدامها، وإن وقفت ضدهم لحماية القطيع فهى قاسية لا تقبل الآخر..!!
+ تُتِّهم بعبادة الأصنام متى مارست الأسرار والطقس وحفظت التقليد، وليس لها أن تسمى الأسماء بأسمائها متى غُسلت عقول أبنائها بسموم اللاطائفية..!!
+ يٌشهَّر بآبائها على صفحات الجرايد والنت، وعليها أن تقبل بدعوى حرية الرأى والديمقراطية..!!

وبروح الإفراز والحكمة، لن تنحنى الكنيسة أبداً لهذا الإرهاب الفكرى، وتعرف بخبرة ألفى عام كيف تفرق بين كلمة عتاب تقال بحب الأبناء الحقيقيين من أجل البناء، وبين إرهاب يلبس قناع (المحبة) والغيرة الزائفة على وجوه الذئاب الخاطفة..!!

أقول بكل أسف أننا سكتنا على إنتقاد الكهنة عندما رضينا بالشكاوى الكيدية والوشاية والفاكسات، وروَّجنا لحق الشعب فى إنتقاد راعيه (لا إختياره فقط)، فتفشى المرض الخبيث وطال من هم أعلى وأكبر، فمن يستهن بالكاهن ويجعل من حياته وتصرفاته مادة للسخرية والتندر، ما أسهل أن ينكر الكهنوت كله، ومنه إلى الإستهانة بكل الإيمان المستقيم..!!

ودعونى أحبائى أن أكون أكثر جراءة وصراحة وأقول أن من يعانى من أن أولاده قد أداروا ظهورهم للكنيسة بعضهم قد إشترك فى المأساة وقد ملأ آذانهم بالإدانة وكلام سلبى ضد الآباء والكنيسة وهو لا يدرى أنه قد هدم داخلهم قيم إحترام الكبير وحب الكنيسة..!!

أقول هذا بقلب أب يحزن لكل من يترك الكنيسة، ويصلى من أجل عودة الكل، فالخسارة هى خسارتنا كلنا، ولا رابح إلا عدو كل خير..

وهنا أقول أيضاً وبكل بوضوح أننى لا أنادى بالتستر على فساد أبداً، ولا أرضى بفساد وسط حقل الخدمة، كما لا أنكر العثرة وأقر بوجودها وأرتعب من خطورة نتائجها.. وأبدأ بذاتى وألحظها وأحاسبها وأقوِّمها، (ولى ضميرى وأب إعترافى ورئاستى الكنسية)، ولكنى أضع الأمور فى نصابها الصحيح، وأطالب بالمحاسبة بوسائل قانونية كنسية تخص رئاسة الكنيسة وحدها ولا دخل للأبناء بها، ولا يصح بل وما أخطر أن تكون المادة الكنسية وأمور الإكليروس مادة لخطية الإدانة القاتلة للنفس قبل أن تهدم كل البناء (لا سمح الله)..

أعرف أن أعاتب أبى، ولكنى ملعون متى عرَّيته (تك ٩)، أعرف أن أتساءل لأفهم، وأعرف أن أستفسر لأوضح الأمور متى كانت تعنينى بشكل شخصى، ومتى فهمتُ ستتغير الأشياء أمام ناظرى وستتغير معها أحوالى وبنائى الروحى وبناء الكنيسة كلها..

أعود إلى السطر الأول وأقول أننى:
أشعر بالضعف لكثرة ما يُلقَى على رأسى من حجارة..
وأشعر بالهوان لكثرة ما لقانى من إهانة.. وأشعر بالحزن أن أولادى هم من يعرّونى ويعيّروننى..

هذا هو لسان حال أمى الكنيسة لا لسانى أنا البشر الضعيف، فهل ترضى الضعف والهوان والحزن لكنيستك..؟

لا .. لا .. أبداً، فالضعف تكفيه نعمة الله ليكون قوة، والهوان مجد فى جروح مخلص الكنيسة ومصلوبها، والدموع والحزن هو فرح فى عيون الأم وهى ترى توبة أبنائها وعودة الوعى لديهم بغيرة قلوبهم الحلوة، كنيستنا بخير بصلوات القديسين، ورُكَب لملايين لم ولن تنحنى إلى بعل..

(هذه خواطر ومشاعر لا مقال وأقوال، فإعذرونى أحبائى إن شاركتكم خواطرى ومشاعرى، وإرأفوا بحالى وكفى إلقاء حجارة، أريد من يطيب خاطر أمى المجروحة بكلمة حب، لا بحجارة، مرحباً بتعليقات الأبناء الحقيقيين، وعلى المزيفين وأصحاب الأقنعة أن يمتنعوا..)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خواطر كاهن
خواطر رجل
خواطر
خواطر ميت..
طقس اعتراف كاهن على كاهن آخر


الساعة الآن 09:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024