منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 03 - 2016, 06:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,380

صيامنا المسيحي صيام خلاصنا

صيامنا المسيحي صيام خلاصنا
من الصعوبة التامة أن يصعد أحد إلى قصر امبراطور عظيم ويدخل إلى مجلسه وهو من عامة الطبقة الكادحة الفقيرة الغير متعلمة، وبكونه مُعدماً ليس له سوى الثوب الرث الذي يرتديه، فهو يعتبر غير لائق أن يذهب حتى باب القصر ليترجى أن يدخل أو حتى يطلب شيئاً، لأنه يخجل من مظهره الذي لا يليق بالمجد الإمبراطوري العظيم.
وأيضاً الطفل الرضيع لا يستطيع أن يذهب إلى أمه مهما ما كانت حاجته شديدة إليها، لأنه في حالة عجز طفولته لا يقدر على ان يُتمم إرادته، لأن كل ما في يده هو أن يبكي بصوت عال حتى تسمعه أمه فتأتيه وتسدد حاجته حسب ما يتناسب معه.
والإنسان في شقاء فقرة الروحي واللاهوتي وانعدام الفضيلة وعجزه الطفولي، لا يقدر على أن يصعد سلم المجد الإلهي لكي يصل للعلو البهي ليتواجد في الحضرة الإلهية، فكما أن للطيور والأسماك أو الحيوانات طبيعتها الخاصة التي تؤهلها لتتكيف مع البيئة التي تعيش فيها، لأن الأسماك لا تقدر أن تحيا على الأرض، والحيوانات لن تقدر على أن تسكن الأشجار الشاهقة وتبيت فيها، هكذا لن يقدر أحد ان يحيا في السماوات أن لم يكن حاصل على الطبيعة التي تكيف كل قواه مع بيئة المكان الذي يعيش فيه.
وبكون الإنسان في طبيعته الساقطة عاجزٍ تماماً على أن يصل لملكوت الله، مهما ما بذل وأعطى وصنع من أعمال صالحة للغاية – رغم أهميتها وضرورتها – فأن ملك المجد بنفسه وذاته تنازل من علوه وقَبِلَ أن يهبط لمستوى إنسانيتنا المُعدمة من البرّ والتقوى العاجزة أن تصل لبداية الطريق الإلهي الصحيح، إذ أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي 2: 7 – 8)، لأنه ونحن تحت ضعفنا مات في الوقت المُعين – كالتدبير – لأجل الفجار (رومية 5: 6)، بهدف أن يرفعنا لمستواه الإلهي الفائق، لأنه مكتوب: "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنا 3: 13)
فألبسنا طبيعته الخاصة، التي كست عُرينا ولاشت خزينا، فصرنا مؤلهين على نحوٍ خاص، لا بحسب أعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 3: 5)، وقدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2بطرس 1: 3 – 4)، وبذلك صار برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون (رومية 3: 22)، فكل من آمن به لا يخزى (رومية 10: 11)، لذلك نظل شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور (كولوسي 1: 12)، فالآب بواسطة الابن الحبيب جذبنا بروحه لكي يحضرنا أبناء إلى مجده، لا دينونة علينا ولا عيب فينا، لأننا صرنا في ابنه الحبيب، لأننا معه نُصلب لنموت عن إنسانيتنا الساقطة ونحيا بقيامته صائرين غرسه الخاص للتمجيد.
فرب المجد والحياة نزل أقل من الملائكة من جهة أنه لبس جسدنا القابل للموت، لكنه ارتفع بجسم بشريتنا لأعلى من الملائكة ليجلسنا معه في السماوات عن يمين القوة والعظمة بخلاص أبدى مضمون مختوم بدم حمل بلا عيب ولا دنس، دم ابن الله الحي الذي دخل به مرة واحدة للأقداس فوجد لنا فداءً أبدياً لا يحتاج أن يقدم أحد شيء آخر ليثبته أو يناله، بل يتوب ويؤمن فقط فيناله ويصير قوة في حياته الخاصة فيتغير كل يوم عن شكله بتجديد ذهنه ويتطبع بالطبع الإلهي ليرتفع كل يوم – في نمو – مع المسيح الرب إلى العلو الذي قصد أن يرفعنا إليه حسب التدبير الأزلي الذي للثالوث القدوس، ومن هنا يأتي صيامنا في هذه الأيام الحلوة التي نحيا فيها قوة عمل مسيح الخلاص ونعيش في ذكر دائم، لأن الرب لازال وسيظل يعمل فينا ويغيرنا على صورة مجده الخاص، لأن خلاصه خلاص أبدي، ومفعوله مفعول ذات سلطان لا يتوقف قط، فلننتبه لمسيح القيامة والحياة ونصوم بتقوى رافعين القلب إلى العلو الحلو الذي لبهاء مجد الحضرة الإلهية، لأن هذه الأيام هي ربيع نفوسنا لكي نرتوي من النبع الذي لا ينضب، نبع الخلاص والبرّ وفرح الحياة الجديدة التي لنا فيه آمين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وبدا احلا صيام صيام العدرا 😇
أن سخاء مريم يشابه سخاء أبنها الإلهي
بارك صيامنا يا رب
هل تعرف صيام الشعب المسيحي فى مصر بغير الصياميات الطقسية ؟
أ.. ب.. في الزواج المسيحي – س... سخاء Generosity


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024