رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَخَافَةُ الرَّبِّ يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً . رسالة يعقوب 4: 6 الله يقاوم المتكبرين لكنه يقف على الدوام الى جانب المتواضعين . نعم العيون المتعالية هي المتغطرسة والمتعجرفة ، وهو الموقف الذي يتفاخر معليا ً قيمة نفسه ومقللا ً من قدر الآخرين . هذا هو الكبرياء ، هو فكرة القلب تلك ، هو النظرة الصغيرة مع حركة الوجه البسيطة ، هو لمحة العين التي تصرح بأنك افضل من غيرك من الناس . الله يقول أنا أبغضها فهي تأتي متقدمة في لائحة مَكرهة الله ، فالله يُبغض العيون المتعالية . سفر الأمثال 8: 13 مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ. هناك الكثير من المؤمنين في وقتنا الحاضر ممن يفتخرون بجنسهم أو عرقهم أو حتى خلاصهم بالنعمة . لا تفتخر بخلاصك بل ينبغي عليك أن تمجد الله على ذلك وأن تتواضع أكثر فأكثر . رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 5 فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا ما هو الفكر الذي في المسيح ؟ انه الفكر المتواضع ، فقد قال المسيح : إنجيل متى 11: 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. فالكبرياء هو الذي يدمر شهادة الكثير من المسيحيين ويجعلهم عديمي التأثير . كذلك فإن الكبرياء هو خطية ابليس نفسه ، فقد قال : أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 0 اشعياء 14 : 13 ، 14 ) وكان التكبر السبب الرئيسي لجنون نبوخذنصر ، فقد راح يزهو مثل الطاووس في قصره ِ في بابل ويقول : أَلَيْسَتْ هذِهِ بَابِلَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَنَيْتُهَا لِبَيْتِ الْمُلْكِ بِقُوَّةِ اقْتِدَارِي، وَلِجَلاَلِ مَجْدِي ؟ ( دانيال 4 : 30 ) لكن ما الذي حدث له ؟ نقرأ في سفر دانيال الفصل الرابع : 31 وَالْكَلِمَةُ بَعْدُ بِفَمِ الْمَلِكِ، وَقَعَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «لَكَ يَقُولُونَ يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ: إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ. 32 وَيَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ، وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، ومن المؤكد أن ما حدث لنبوخذ نصر لم يكن حادثا ً عارضا ً . إن علماء النفس المعاصرين يدعون حالة نبوخذنصر بالهيستيريا التي يمكن أن تؤدي الى فقدان الذاكرة ، فبنبوخذنصر لم يعد يُدرك من يكون ، لهذا فقد راح يتصرف كالحيوانات . لماذا ؟ لأنه حينما يزهو الانسان ويتكبر فإنه ينحط الى مرتبة الحيوان وهذا ما فعله الله مع نبوخذنصر بسبب كبريائه . ما هو التكبر ؟ إن تكبر القلب هو موقف الشخص القائل بأنه قادر ٌ على العيش بدون الله ، وكم من الناس في وقتنا الحاضر يحاولون أن يديروا حياتهم وكأنهم الله ، فهم يشعرون بأنهم ليسوا بحاجة لله ويحاولون العيش بدونه . يكمن وراء هذا الاضطراب النفسي المسمى بالكبرياء يكمن سبب ٌ دفين وهو الافتقار الى الشخصية الكاملة ، هو الرغبة بأن يكون المرء ُ إنسانا ً هاما ً ، رغبتك بأن تحظى بمعيشة ٍ مستقلة ، معيشة ٍ غير معتمدة على الله بتاتا ً ، هو الرغبة الملحة بأن يكون الها ً لنفسه ، وهذا هو السبب بأن يكون الخلاص بالأعمال مقبولا ً بل وجذابا ً ايضا ً للانسان . يُحب الانسان الصغير أن يقول : سأكسب خلاصي بنفسي وسافعل ذلك بمفردي دون الحاجة اليك ياالله . يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيقدرهم ويعطيهم نعمة . |
|