أعراض الحب !!!!!

[نونا بنت البابا]

خفقان القلب وارتفاع حرارة الجسم
واصطدام الركبتين

سأل شاب احد الخدام عن اعراض الحب وقال له أنه عندما يري فتاة بعينها يشعر بخفقأن في قلبه، وبتتابع دقات قلبه تتابع المتسابقين في الماراثون وبأن درجة حرارة جسده ترتفع او تنخفض دفعة واحدة وبأن ركبتاه تصطدمأن بشدة وكأنهما متصارعين في حلبة الصراع، وقال ايضاً أنه يشعر ـ عند رؤيتها ـ بثمة رجفة تكتنف بدنه، وقشعريرة تسري في أوصاله!! ثم اكد له أن هذه الاعراض هي علامات الحب، وأن هذا دليلاً لا يحتمل النقاش علي حبه لتلك الفتاة.
وهنا أندهش الخادم وقال له (لا ادري بالضبط ما هي الحقيقية العلمية التي بني عليها هؤلاء نظريتهم هذه عن الحب وعلامته، لكن كل ما اعيه جيداً هو أن هذه الأعراض التي وصفها لي ذلك الشاب، إنما تنتج أصلاً عن ازدياد إفراز الغدة الكظرية (فوق الكلوية) لهرمون الأدرينالين الذي يزداد إفرازه اثناء الأنفعالات النفسية كالخوف والغضب.. فيجعل الإنسأن مستعداً لمواجهة موقف معين كالمنازلة الكلامية، او الخوف من مواجهة خطر ما، او الخوف من الفشل في تحقيق هدف ما، او عند الغضب من شخص او فعل ما. أي أن هذه الأعراض هي للخوف او للغضب، أنا أناشد ذلك الشاب واصدقائه من اصحاب ذلك الرأي، أن يجيبوا عن هذا السؤال : هل من يحب شخص ما يخاف منه؟! و يغضب عندما يراه؟!
بالطبع لا، لأنه لا خوف في المحبة، بل المحبة تطرح الخوف الي خارج (1 يو 4 : 18) وحقيقة مشاعر مثل هذا الشاب هي الخوف، وأعلم أنه قد يبدر بذهنك ـ عزيزي القاريء ـ سؤال عما تعنيه هذه الكلمات، حسناً سوف نحلل الأمر معاً.
إن ذلك الشاب يريد أن يحوز إعجاب هذه الفتاة، فيريد ـ لتحقيق غرضه ـ أن يسلك سلوكاً يجبرها علي الأعجاب به، وهو بالطبع يخشي الفشل في مسعاه، ونتيجة لخوفه هذا يرسل عقله الباطن الي الغدة فوق الكلوية، لإفراز هرمون الإدرينالين ليجعله مستعداً لمواجهة ذلك الموقف الذي يخشاه، وليمنحه القوة المضاعفة لتحقيق هدفه الذي يخشي الفشل في تحقيقه.
لكن إذا سألنا من يحب حباً حقيقياً عن حقيقة مشاعره لمن يحب، فسوف يجيبنا بأن مشاعره سوف تكون كمشاعر من يقابل شخص يحبه من نفس جنسه، فإذا كأن شاباً، فسوف يشعر ملاقاته لمحبوبته بنفس مقدار السعادة ـ إن لم يزد ـ الذي يشعر به عندما يري احد المقربين اليه من الشباب، بمعني أن مشاعره ستكون فرحاً لا غضباً، ثباتاً لا اضطراباً، طمأنينه لا خوفاً، فهذا هو الحب، وذلك هو الخوف.