رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نير شهوة البطن، ونير المسيح الحلو!
القدِّيس مار فيلوكسينوس "لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل 5: 17). حينما تصير البطن سيِّدة الجسد تأمره وتخضعه لإرادتها، وعوض الطريق المؤدي إلى السماء تريه الطريق الآخر الذي يهبط به إلى الهاوية... شهوة محبة البطن هي أكثر الشهوات سوءً. والإنسان الذي يصبح خاضعًا لها، متى حمل نيرها الثقيل على كتفيه لا يقبل أن يأخذ هدنة خلال خدمته لها. فإن هذه الشهوة تعمل فيه نهارًا وليلاً. ترسله حيثما تشاء كخادمٍ بائسٍ، ليس في طرق سهلة وممهدة، بل في طرق مملوءة بالحجارة المعثرة، وفي المواقع التي توجد فيها خسائر فادحه. لأن صديق الشهوات ليس له عيون يرى بها النور... الجسد ثقيل بطبعه، إلاَّ أن الشراهة تضيف إليه ثقلاً أخر... الحيوان إذا ملأ بطنه يترك بقية الطعام ولا يقوم بتخزينه... أما الإنسان فلا يفعل ذلك، لأن شهوته لا تمتلئ مع امتلاء بطنه. الأكل بدافع الشهوة شيء، والأكل بدافع الاحتياج شيء آخر. فمن يأكل بدافع الامتلاء يأكل من أجل النفس لا من أجل الجسد. يغذي جسده لكي يكون في كل وقت مستعدًا لخدمة النفس.... يليق بتلميذ المسيح أن يهرب من هذه الشهوة الحمقاء، ولا يصير عبدًا لبطنه... لقد قال بولس الرسـول عن البطن: "الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم" (في 3: 19)... الإنسان الذي ينحني تحت تلك الشهوة الأثيمة لا يقدر أن يحمل نير التلمذة للمسيح. صلاة لتشبع نفسي بحبك، فيتحرر جسدي من روح الهم! أنت هو خبز الملائكة، لبشبع كل كياني بك! |
|