رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كيف تجعل إبنك.. متواضعاً
مينا أنور ************** إن التواضع فضيلة أساسية لدخول الحياة الأبدية.. المتواضع هو.. الإنسان السعيد الذى يرى كل شئ جميل ونقى. المتواضع هو.. الشخص الذى يشكر ويفرح وينطلق ويحب بلا قيود. المتواضع هو.. الشخص الذى يسهل عليه العطاء والأخذ وإحتمال المشاكل والتجارب ويقضى حياته بهدوء ويدخل فى النهاية إلى فرح سيده. التواضع ليس هو.. الإحساس بالدونية والعجز والخوف. التواضع ليس هو.. الضيق والتبرم بسبب قلة الإمكانيات والإنجازات. التواضع ليس هو.. الإنزواء والإنطواء والهرب من المسئولية بحجة إنى لا أصلح لشئ. ولكن.. التواضع.. أصبح صفة نادرة.. ربما بسبب تعظم المعيشة وطغيان المادة..أو ربما بسبب الأنانية والكرامة والإفتخار.. أو ربما بسبب الأفلام.. ولكن فى أغلب الظن هو نتاج سوء التربية. فإن كنا تكلمنا عن كيف تجعل إبنك متميزاً؟ فإحذر لئلا تدفعه للغرور والكبرياء. أن تجعل إبنك متميزاً لا تستدعى أبداً المبالغة فى مديحه.. أو إنك تجعله فى مقارنة مستمرة مع أقرانه وتؤكد له إنه الأعظم وكل ما عداه حقير وقليل. إحذر.. يا عزيزى.. + أن يراك إبنك منتفخاً متفاخراً. + أن يراك تحتقر الفقير أو الصغر قيمة أو سناً. + أن تتباهى بما تملك وتتفاخر بالإنجازات.. هذا يجعل إبنك متكبراً.. وقد تصطدم أخيراً معه لأن المتكبر لا يحتمل المتكبر. + أن تهين إنساناً أو تحرجه.. فالم التى تهين أى إنسان أمام اولادها أو تعامل أحداً بدون إحترام.. تزرع فى قلوب أولادها كبرياء وتعالياً..يكون ثمنها غالياً جداً. وغياب التواضع سيكلف إبنك أو إبنتك كثيراً ” تأتى الكبرياء فيأتى الهوان ومع المتواضعين حكمة”( أم 11: 2). * قد لا يستطيع أن يحب. * هناك علاقة وثيقة بين الحب والتواضع.. فالمتواضع يرى عيوبه وضعفاته ولكنه يثق فى محبة الله.. ومن هنا يستطيع أن يرى عيوب الناس وضعفاتهم ويستمر فى محبتهم. فالمتواضع لا يفكر فى نفسه كثيراً.. ولهذا يقدر بسهولة أن يعيش معنى “المحبة.. لا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء”( 1كو13: 5). وإن لم يقدر طفلك أن يحب.. سيخسر سعادته ومستقبله وعلاقته باصدقائه وشريك حياته.. ويخسر ابديته. * قد لا يستطيع أن يحتمل. لابد أن يتعرض كل إنسان إلى إحباطات وأوجاع خلال حياته.. والشخص المتكبر لا يحتملها.. وينهال باللوم على الآخرين وعلى الله، وقد يقع فى اليأس بسهولة أو يقع فى التذمر والغضب بلا حدود. * قد لا يستطيع أن ينجح. ” قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح”( أم 16: 18) المتكبر.. لا يحتمل النقد.. فلا يتحسن أو يتطور. المتكبر.. لا يقبل المشاركة.. وهذا يضعف إنتاجه وتفوقه. المتكبر.. لا يرى إلا نفسه.. فقد ينجح قليلاً ولكنه لا ينجح دائماً. المتكبر.. لن يحبه الناس.. فيتعذب من وحدته ولا يشعر بطعم إنجازاته ونجاحه. إذاً.. كيف تجعل إبنك متواضعاً؟ أولاً.. مدرسة الشكر: الشكر هو طريق للتواضع.. + حين يراك إبنك.. تشكر الله كل يوم على كل شئ بسعادة وبعرفان يتعلم التواضع. + حين يراك إبنك.. تشكرالإنسان الذى يساعدك بأدب وإحترام وتقديريتعلم التواضع. + حين يراك إبنك.. تشكروالدته بحب وبإبتسامة رقيقة وتشجيع سخى.. يتعلم التواضع. لا تكتفى.. ياعزيزى.. أن تعلم إبنك أن يقول”شكراً” على كل شئ.. ولكن إجعله يسمعها منك مراراً وتكراراً. حين تستفيض فى شكر الله كل ليلة على كل ما فعله معك طول اليوم بالتفصيل يسمعك طفلك.. فإنه يشعر بالأمان ويتعلم المعنى العميق لقول الكتاب” ولكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطاة لى لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر منهم جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمة الله التى معى”(1كو 15: 10). ثانياً..مدرسة الإعتذار: الإعتذار لله.. هو أساس التوبة.. فالأب التائب.. لابد أن أولاده متواضعون، والأم التى تراجع نفسها وتحاسب ضميرها بإنتظام وتطلب الرحمة بخجل وإنكسار وتعترف بأمانة وتدقيق.. لابد أن أولادها متواضعون. + لا تكتفى أن تعلم أولادك أن يقولوا ” اخطأت.. أسف..sorry” ولكن إجعلهم يسمهون هذه الكلمات منك أنت كثيراً. + عزيزتى الأم.. لا تتعالى أن تقولى كلمة إعتذار لزوجك أمام الأولاد..إنها ثروة لمستقبلهم..ولا تستكثرى أن تقولى إعتذار حتى لأولادك لأن هذا يجعلك تزدادين جمالاً فى نظرهم. + لا تكتفى يا صديقى.. أن تقول “أسف” حين تخطئ.. ولكن إقرنها بمعانى أخرى مثل” أنا مخطئ فى حقك بسبب.. انا فعلاً أخطأت ولا عذر لى.. أنت معك حق تزعل.. أنا هأحاول معملش كده تانى.. ماذا أفعل لكى تسامحنى ولا تتضايق..” فمثل هذه الكلمات الصادقة حين يسمعها الأطفال والشباب من الكبار بعضهم لبعض تجعلهم يفهمون التواضع ويتقنونه. ثالثاً.. مدرسة المسيح: “تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم”(مت11: 29). أيتها الأم الغالية.. هل تعلمين إن الحكايات التى تحكيها عن بابا يسوع من السنة الثانية لطفلك تجعله يحب يسوع ويتمثله ويحاول تقليده ومحاكاته طول العمر. ولكن.. + هل تنقلين هذه القصص كما قصدها الكتاب المقدس؟ + هل أنت قريبة من الإنجيل وكاتبه لتدركى كم يحمل تصرف المسيح من تواضع؟ + هل إنطبع فى ذهن إبنك.. صورة المسيح الطيب الذى يحتمل الإهانات بصبر وهو قادر على الإنتقام؟ + هل رأى طفلك صورة المسيح المتواضع وهو يشفق على الخاطئ الراجع إليه بحب؟ + هل علم طفلك أن المسيح المتواضع كان ينام فى مركب خشنة بلا تذمر؟ + هل إنطبع فى ذهن إبنك إن مسيحنا كان فقيراً بإختياره..ونجاراً بسيطاً.. وخادماً للكل؟ رابعاً.. مدرسة الطاعة: يقول يوحنا الدرج ” إذبح الكبرياء بسكين الطاعة”، جملة جديدة إذا أردت أن تجعل إبنك متواضعاً.. وبدون صغر نفس.. علمه كيف ومتى يقول “حاضر” بهدوء بدون تذمر ولا جدال.. ولكن بعد السؤال والتفاهم..” حكيم القلب يقبل الوصايا وغبى يصرع” (أم10: 8). + إذا سمع الطفل كلمة “حاضر” من أبيه لأمه ومن أمه لأبيه.. فإنه لا يجد صعوبة أن يقولها لأى منهما أو لأخيه. + الحوار الهادئ بين البوين والذى نهايته قرار مشترك وطاعة متبادلة.. يعطى أماناً للأطفال ويمثل أيقونة جميلة للطاعة والتواضع. علم إبنك كيف يخضع للقواعد فى البيت أو المجتمع.. واستخدم الحزم احياناً، ولكن مع التأكيد المستمر على الحب والإحترام. أيضاً علم أولادك كيف يقولون “لا” بقوة لكل طلب لا يتفق مع إرادة الله ووصيته.. ولا يتفق مع مبادئ البيت وقواعده.. وهنا يحدث التوازن بين الطاعة الحكيمة وقوة الشخصية. تذكر.. لكى يتعلم إبنك التواضع.. إدخله.. 1- مدرسة الشكر. 2- مدرسة الإعتذار. 3- مدرسة المسيح. 4- مدرسة الطاعة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنور | لو محتار تسمى إبنك ايه |
كيف تجعل إبنك.. محباً القمص داود لمعي |
كيف تجعل إبنك.. متواضعاً مينا أنور |
كيف تجعل ابنك متواضعاً ؟؟ |
كيف تجعل إبنك متميزاً |