الشهيد صموئيل فرج , شهداء ليبيا الـ 21 , من الطفولة الى الإستشهاد
ميلاده ونشأته
فى قرية السوبى بمركز سمالوط بمحافظة المنيا عروس الصعيد وٌلد الشهيد صموئيل فرج فى 1 يناير 1984 م وسط عائلة تتميز بالبساطة والتدين ، تتكون هذه الاسرة من ابوين مسيحيين و 4 اخوات هما ( رضا – عادل – مادونا – ميمى ) وفى وسط تربة خصبة من الاصوام والمواظبة على القداسات وقراءة الكتاب المقدس و زيارة الاديرة نشأ الشهيد صموئيل فرج متأصلاً فى تلك التربة الخصبة فكان محبا للاديرة خصوصا دير الانبا صموئيل ومواظباً على قراءة الانجيل حتى انه كان يُرى حاضناً الانجيل وهو نائم .
دراسته وعمله
أكمل الشهيد دراسته فى وسط ظروف مادية صعبة فتخرج من الابتدائية والاعداية ثم التحق بالدبلوم وعمل بمهنة النقاشة حيث كانت مصدر للرزق له وللاسرة ، وكغيره من الشباب الحالم بمستقبل أفضل ومستقر له ولاسرته فكر الشهيد صموئيل فرج فى السفر الى خارج مصر من أجل ظروف مادية أفضل باحثاً عن لقمة العيش كما قال لنا والده الأستاذ فرج ،، وبالفعل سافر للمرة الاولى الى ليبيا عام 2001 م وقضى هناك 7 شهور ثم عاد الى بلده ولكنه سرعان ما سافر للمرة الثانية قبل خطوبته ب 3 سنوات وقضى هناك 8 شهور كان اخرهم يوم القبض على القذافى ! ، ثم عاد الشهيد بعناية الهية فائقة فى ذلك وذلك بسبب كثرة المشاكل هناك وقيام الثورة الليبية وغياب الامن ولأن ساعته لم تكن أتت بعد !!
زواج الشهيد صموئيل فرج
تزوج الشهيد صموئيل فرج من احدى جيرانه والتى تبلغ من العمر 24 عام واستقر فى البلد مشتغلاً بمهنة النقاشة مجددا ، وكانت العلاقة بين الشهيد صموئيل فرج وزوجته كأى علاقة زوجية لم تخلو من المشاكل والانفعالات ولكن سرعان ما كان الشهيد يبادر بقلبه الطيب الوافى بالتصالح مع زوجته وكأن شئ لم يحدث ( كما ذكرت لنا زوجته ) ! .
السفر الأخير الى ليبيا
وبعد مرور 8 اشهر من زواجهم كانت زوجة الشهيد حامل ولكنه قرر السفر مجددا للمرة الثالثة الى ليبيا من أجل مستقبل أفضل لإبنته التى لم يكن رآها بعد ،، كان الشهيد صموئيل فرج يود أن يسميها " دولاجى " ، او " هيلانة " ولكن زوجة الشهيد أصرت أن تسميها " مايفن " فسافر الشهيد للمرة الثالثة والاخيرة الى ليبيا وزوجته حامل فى " مايفن " ولكنه ظل متابعاً لها بالتليفون وكانت له توصيات و نصائح خاصة لها صرحت بها زوجة الشهيد بعد الاستشهاد ::
توصيات الشهيد لزوجته ( كما ذكرتها زوجته )
كان الشهيد صموئيل فرج الذى لم يرى ابنته " مايفن " متابعا لهم فى الاتصالات وكان دايما فى كل اتصال يوصى زوجته بالذهاب الى الكنيسة من اجل عوضك اللى فى بطنك ! كان دايما بيوصيها انها تعطى الغلابة اللى هما عايزينه ،، فكان الشهيد شغوفا بالاعمال الخيرية فى الخفاء حتى مع الغير مسيحيين ولم نعرف بذلك الا بعد استشهاده من خلال موقف سأسرده عليكم فى نهاية القصة ..! كان بيتابع زوجته فى التليفون وكان بيقولها بالحرف " شدى حيلك لان مش هاجى معاكى عند الدكتور ! "
فى علاقته مع الناس
كان الشهيد صموئيل فرج خادما فى الخفاء وبيقضى مصالح الناس على قدر استطاعته وكان دائم الهزار و الضحك معهم حتى انه اذا رأى شخصا حزين او زعلان او مهموم يجرى عليه وينكش فيه ويقوله " بكرا هتدبر "
وعندما يتعرض لمشكلة او ازمة كان دايما بيقول " دى مش مشكلتى ،، دى مشكلتك انت يارب ! " فى المرة الثانية التى سافر بها الى ليبيا قبل خطوبته ب 3 سنين عرض عليه أحد المقاولون الغير مسيحيين ان يتزوج من ابنته وله مايشاء من المال والارض ولكنه رفض قائلا " انا مرتبط ! "
فى علاقته مع القديسين والشهداء
كان محبا للقراءة سيرهم جميعا وخصوصا شفيعه الشهيد العظيم " مارجرجس " اللى اتشفع بيه اثناء دخوله الجيش وفعلا حصل على المعافاة بشفاعته !
من حبه لزيارة الاديرة تمت سيامته شماس فى دير الانبا صموئيل المعترف ...
الشهيد صموئيل فرج فى ليبيا للمرة الاخيرة !
سافر الشهيد صموئيل فرج للمرة الثالثة والاخيرة الى ليبيا وكان بصحبة أخوه رضا السوبى الذى سرعان ما عاد الى مصر قبله بسبب تدهور الاوضاع هناك وكان الشهيد صموئيل فرج بيخلى أخوه يصوره كتير ويقوله ابقى ورى الصور للجماعة وطمنهم عليا . والقى اخو الشهيد نظرة الوداع الاخيرة على أخيه وحملها ايضا كأمانة الى بيت أهله هناك !
فى علاقته مع أصحابه الشهداء
كانت الخطة التى رسمها الله فى حياة الشهيد صموئيل فرج عجيبة جدا ،، فقد جمعته هناك بمجموعة من الاصدقاء كانوا لهم نفس النصيب والترتيب فى الخطة الالهية
كان الشهيد صموئيل من ضمن المجموعة الاولى التى تم أختطافها فى لييبا ،،، فتعال معى عزيزى القارئ لنعرف اولا علاقة الشهيد صموئيل فرج بهذه المجموعة
كانت المجموعة التى يسكن معهم الشهيد صموئيل فرج تتكون من ( الشهيد لوقا نجاتى ، والشهيد عصام بدار ، والشهيد عزت بشرى ، والشهيد جابر منير ، والشهيد صموئيل ألهم ) ،،، ومن السكن المقابل كان على علاقة قوية بالشهيد تواضروس يوسف والشهيد هانى عبد المسيح والشهيد ماجد سليمان
علاقة تجمعها الموده والمحبة فكما ذكرت سابقا فى قصة الشهيد عزت بشرى انه عندما تعرض الشهيد صموئيل فرج الى اصابة كان الشهيد عزت بشرى بجانبه متكفلا بجميع التزاماته ،، خادما له حتى تعافى تماما !
الخطف بداية طريق المجد والإستشهاد
فى يوم ( --------- ) عام 2015 قررت المجموعة الرجوع الى مصر بسبب تدهور الاوضاع الامنية هناك كان الشهيد صموئيل فرج نصيبه من نفس نصيبهم فعندما تحركوا بالسيارة متجهين الى الحدود الليبية تقابلوا مع اول كمين لأنصار الشريعة الاسلامية وتم تفتيش السيارة وسائلوهم عن ديانتهم فقالوا بكل فخر " مسيحيين " ! ،،، فاعتقلوهم وتركوا السائق الغير المسيحيى يعود حرا !
ومن ثم بدأت فترة أخيرة استمرت عدة ايام قبل الاستشهاد فى حياة الشهيد صموئيل فرج لا نعرف عنها الكثير ولكنها بالتأكيد كانت فترة عصيبة فى حياته بقدر ما كانت فترة عظيمة بل مجيده ايضا ، واى مجد أعظم من هذا أن تذهب سعيدا وتغادر هذا العالم وسط العذابات والالام ؟! " .
الإستشهاد
بعد مدة الخطف والتى كانت 11 يوم , بدون ان نعلم اى اخبار عن هؤلاء الشهداء , ظهر لنا تلك الجماعة الشريره ( داعش ) بذلك الفيديو الذى ادمى قلوبنا جميعا والذى ظهر فيه 21 شهيدا لابسين بدلا حمراء و مسحوبين بيد هؤلاء الشياطين اولاد ابليس حتى يعلنوا ايمانهم المسيحى المستقيم امام العالم كله و يبشروا بخلاص الرب ويثبتوا المؤمنين ونالوا أكليل الشهادة على أسم المسيح فى 16 فبراير 2015 وهو تاريخ ظهور ذلك الفيديو الذى لم يغيب عن أعيننا لحظة واحدة .
ما بعد استشهاده !
رغم الالم وصعوبة التجربة التى مرت على أهل الشهيد و بنت الشهيد " مايفن " التى لم يرأها ووالده وزوجته الا اننا نجدهم متعزين شاعرين بالثبات والرجاء .
ولعل من اجمل المواقف التى حدثت بعد استشهاد الشهيد صموئيل فرج ورواها لنا والد الشهيد الأستاذ فرج قائلا :
" ان بعد استشهاد ابنى جاءت اليا واحدة غير مسيحية فقيرة جدا عديمة الدخل تروى له شهادة صادقة حية وهى انها حلمت بالشهيد صموئيل فرج بيقول ليها روحى الغيط وعند الشجرة الثالثة هتلاقى هناك حااجة خديها دى بتاعتك وبالفعل فعلت كما قال لها الشهيد فى الحلم وراحت المكان ونفذت ما قاله فوجدت فلوس ليها كانت محتاجها بشدة وأضافت تلك السيدة ان الشهيد صموئيل كان متعود يساعدها من غير ما حد يعرف ولكن لان الله لا يترك نفسه بدون شاهد جاءت هذه الشهادة من تلك السيدة بعد الاستشهاد"