رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإرتـــداد -----------لم يكن حبيب متديناً... تربي في بيت لا يعرف للكنيسة طريقاً... وإنشغل مع الشباب بالسينما والمخدرات و...... تخرج حبيب من كلية التجارة... وعمل في شركة... وإرتبط عاطفياً بزميلة لكنها كانت غير مسيحية. لم يهتم والداه بالموضوع وتصورا إنها عاطفة مؤقته... حاول صديقه من الكلية (مينا) أن ينبهه إلا أنه لم يكن يسمع له... بل كان يري مينا "مدّروّش". ووقع حبيب في الخطية... ومن خطية إلي خطية... وبدأ موضوعه مع زميلته يُعرف... وأصرّت أن يتقدم لخطبتها... وبالتالي لابد أن يترك دينه. وخاف حبيب وتردد... إلا أن الضغط عليه كان قوياً... ما بين تهديد... وما بين دلع. وحدث المحظور... وباع حبيب المسيح... وتزوج خارج الكنيسة... وحزنا والداه عليه، وأحسا بذنبيهما إنهما لم يغرساه في الكنيسة ولم ينتبها إلي بُعده عن الإعتراف والتناول. إنقطعت الصلة بينه وبين والديه وأخته... وسافر بلاد عربية للعمل... ولكن الله بترتيبه لم يعطيه نسلاً. تمّررت حياة حبيب... وإنتهت العاطفة وفاجأته الحقيقة... كان لابد له أن يتنازل عن كل شيء... عن عاداته... وتربيته... ولغته... وأصدقاءه... وأهله... وطبعاً الكنيسة!!! واكتشف حبيب أنه خسر كل شيء وتفاقمت المشاكل بين حبيب وزوجته وتركها... لكنه لم يستطع العودة إلي مصر... كان خائفاً... وكان حيراناً. ظل يعمل وحيداً... لا دين له... سنوات طويلة... ولكن الله الحنّان لم يتركه... وأرسل له مينا... فقابله بعد سنوات في عمل مشترك ولم يتردد مينا من أن يسأله عن أخباره... وبكي حبيب... بكي بحرقة... واعترف بخسارته... وكان سؤاله "هل هناك حَل؟". وسارع مينا بتشجيعه... وأرسل لأبوه الروحي في مصر... الذي لم يكف عن ذكره في كل قداس... ليخبره بالأخبار المفرحة. ورجع حبيب إلي مصر... بعد سنوات طويلة... وعاد إلي أبوه وأمه التي تعلّمت أن تصلي بدموع لعلها تنقذ إبنها. وإرتمي حبيب في حضن أبونا الذي أكد له الغفران بالتوبة. وتجنب حبيب أن يراه أحد من المعارف القدامي... ولكن أبونا سمح له بالتناول بعد فترة... وظل حبيب وحيداً... نادماً. لم يعد حبيب صغيراً... لم يكن محتاج لعمل فقد عمل كثيراً وكسب كثيراً... إنتهت كل علاقته بالماضي المظلم ولكن لم تكن هناك قيمة لحياته بعد، حتي سأل أبونا مرّة: "هو أنا ممكن أخدم زيكم؟". "طبعاً ممكن يا أبني... أنت خلاص رجعت... وبتصلي وتصوم... وتقرأ في الإنجيل وتتناول..." "أنا فعلاً مش بأعمل حاجة غير كده... بس نفسي أقدم حاجة لربنا كنوع من الإعتذار... أنا قدمت فلوس كتير لكنائس فقيرة لكن مش حاسس إن ده اللي نفسي أعمله...". "تعال يا أبني... إنزل خدمة في القرى الفقيرة... بعيد عن أي معارف... الحصاد كثير والفعلة قليلون". وإنطلق حبيب لخدمة القرى الفقيرة... ودخل وسط الناس وأحب الناس وأشترى بيتاً وسط الفقراء وعاش وسطهم!... يُعلّم... ويخدم... ويواسي المحتاجين... ويفتقد الكل... ولم يعرف أحد سرّه. حاول أهل القرية أكثر من مرّة أن يزكونه ليقبل الكهنوت... وكان يبتسم إبتسامة حزينة ويقول لهم: "كويس قوي إن ربنا قبلني أخدمه... ده كده عز قوي... بس صلوا لي نكملّها علي خير" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخدمة هي الحل |
الإرتـــداد |
الخدمة هي الحل |
الخدمة هي الحل (1) |
الخدمة هى الحل |