تعرف على حشرة قد تودى بحياتك عند تناول اللحوم الحمراء
لا يتأثر البشر عادة بلدغة من القُراد الذي يعرف باسم "قراد الشلل"، لكن في بعض الحالات، يمكن لهذا النوع من القراد أن يسبب حساسية قاتلة ونادرة جراء تناول اللحوم الحمراء.
ووفقا لما ذكره "بى بى سى " فإنه بالشواطئ الشمالية لمدينة سيدني الأسترالية في ذروة الصيف، تجد الشجيرة الكثيفة والرطبة تعج بالحياة، ورائحة شواء اللحم التي يسيل لها اللعاب، ولكن في تلك الشجيرات يختبئ مخلوق صغير يدفع محبي تناول اللحوم إلى تركها لأنها ستسبب حساسية مفرطة يمكن أن تؤدي إلى انقباض الشعب الهوائية، وانخفاض شديد في ضغط الدم، ثم الوفاة.
ويعود هذا إلى اللدغة الشائعة لقراد الشلل الذي يعرف بـ"اللبود الحلقي الهالة" وقد أصيب أكثر من 800 شخص حول شواطئ سيدني الشمالية بحساسية خطيرة ونادرة جدا جراء تناول لحوم الثدييات، ومعظم الناس لا يعانون أي آثار محددة من لدغتها، لكن بالنسبة للبعض فإن مزيج بروتينات القرادة وبروتينات الثدييات الذي يدخل الجسم مع لعاب القرادة عند لدغها للبشر يعتبر كافيا للتسبب في حساسية قد تسبب الوفاة.
وقد ظهرت حالات مشابهة أيضا على طول الساحل الشرقي لأستراليا وفي أجزاء من الولايات المتحدة وفي أوروبا، إلا أن سيدني تتمتع بالسمعة الأسوأ كونها الأكثر خطورة بين المناطق التي تنتشر فيها هذه الحساسية الغريبة.
ويكتسب "القراد" سمعته السيئة من قدرته على إثارة حساسية شديدة تهدد الحياة بسبب ذلك البروتين الموجود في لعاب القراد.
وتساءلت شيريل فان نيونن، المتخصصة في أمراض الحساسية في سيدني، عن احتمال وجود شيء في لعاب القراد حصل عليه من جسد مضيفه السابق.
وقد شاهد مجموعة من الأطباء الأميركيين أيضا صعودا غير مبرر في ردود الفعل ذات الحساسية الشديدة تجاه دواء يستخدم في علاج سرطان القولون.
وبعد تحقيق مطول، اكتشف الباحثون الجاني، وهى مادة "جالكتوز-ألفا-1،3-غالكتوز"، أو ما يعرف اختصارا باسم "ألفا-غال"، وهذا النوع من الكربوهيدرات موجود في جميع الثدييات باستثناء القرود، مما يستثني البشر بالتالي. ولأن علاج السرطان "ستوكسيماب" يطور باستخدام بعض خلايا الفئران، فإنه أيضا يحتوي على مادة "ألفا غال"، وهذا ما يحفز رد فعل المرضى شديد الحساسية.
وعندما علم الباحثون الأميركيون بتلك الحساسية للحوم الثدييات المتعلقة بلدغة القراد الأسترالية، اقتربوا أكثر من حل ذلك اللغز. فتلك المناطق من الولايات المتحدة لها الجاني الخاص بها، وهو قراد اليغموش الأميركي، أو ما يعرف بـ"قراد النجمة الوحيدة"، فالتوزيع الجغرافي لهـذا القراد يتطابق تماما مع توزيع ردود الفعل تجاه علاج ستوكسيماب.