احذر4 تطبيقات محمول تهدِّد كل خصوصياتك

[Mary Naeem]

احذر4 تطبيقات محمول تهدِّد كل خصوصياتك

تطبيقات الهواتف المحمولة لها تأثيرات كثيرة، سلبية وإيجابية، على جميع مناحى الحياة فى العصر الحالى، ولكن ربما أخطر هذه المناحى هو «الأمن القومى»، إذ كشفت «الوطن» أن بعض تطبيقات الهواتف المحمولة يحمل خطورة شديدة على الأمن القومى، وقد يتمكّن حامل هذه التطبيقات من انتحال شخصية مسئولين كبار فى الدولة، ما قد يمكّنه من الإضرار بالأمن القومى.

«خبير أمن معلومات»: بإمكانها انتحال شخصية أى مسئول فى الدولة.. وشركات المحمول تتركها لأسباب تجارية.. و«الاتصالات»: «نعجز عن مواجهتها»

محرر «الوطن» قرَّر خوض غمار تجربة شراء بعض هذه التطبيقات التى يجرى تسويقها بالطلب والدفع المُسبَق عبر إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وهو «iTel Mobile Dialer»، وحاول التواصل مع أرقام الهواتف المنشورة على الصفحة لمدة أربعة أيام متواصلة بعدما تَبيَّن أنها مُغلَقة، من أجل الحصول على التطبيق، ليردّ فى اليوم الخامس شخص رافضاً الإفصاح عن اسمه، مطالباً بتحويل رصيد قيمته 400 جنيه مقابل الحصول على التطبيق، وبالفعل حصل المحرِّر على الرقم السرى اللازم إدخاله لتفعيل التطبيق الذى جرى تحميله سابقاً عبر نظام تشغيل هواتف «أندرويد» و«آى فون» و«ويندوز»، ليتمكن بالفعل من تفعيل التطبيق، الذى تبين سهولة التعامل معه واستغلال ما يتيحه من إمكانيات، على رأسها تحويل رقم هاتفه إلى «private number» (رقم خاص) قبل كل اتصال، والاتصال من خلال أرقام المسئولين الحكوميين رفيعى المستوى. أعاد محرِّر «الوطن» محاولة الاتصال بالشخص المجهول الذى باعه الرقم السرى لتفعيل التطبيق، فى محاولة تقصِّى الأمر، ومعرفة هوية هذا الشخص، وإجراء حوار معه إن أمكن، إلا أنه رفض الإفصاح عن هويته، وهدّد بإنهاء المكالمة، قائلاً: «أنا مش بأقابل حدّ، التطبيق موجود معاك وهقول لك إزاى تشغله، وعلى فكرة، ممكن تجرّبه ساعتين، ولو عجبك هاخد منك الفلوس وهتجدّد البرنامج ده كل شهر بـ320 جنيه من خلال رقم سرى جديد هعطيهولك كل أول شهر، والاشتراك الشهرى ده هتاخد مكانه رصيد، أجدّدهولك فى حالة نفاده، ولو ماعجبكش يبقى خلاص هبعتلك الـ400 جنيه وكل واحد فى حاله، وانسى إننا اتكلمنا».
محرِّر الجريدة يشتريها من «مجهول» بـ400 جنيه للتطبيق.. والبائع: «مش باقابل حد.. ولو ما عجبكش هبعت لك فلوسك»

وأجاب «المجهول» عن استفسارات المحرر بشأن أسلوب تشغيل التطبيق قائلاً: «هذا التطبيق يوفِّر عديداً من الخدمات، فمن خلاله تستطيع أن تجعل رقم هاتفك المحمول يظهر لدى اتصالك بالغير كأنه رقم خاصّ، وتستطيع أن تنتحل صفة أى شخص أو مسئول حكومى أو أمنى، ما دمت تعرف رقم هاتفه، فيظهر رقم هاتفه لدى اتصالك بآخر، وبإمكانك أيضاً إجراء أى مكالمة دولية بسعر لا يتعدى 10 سنتات، أى ما يعادل 70 قرشاً تقريباً، ويمكنك تسجيل جميع المكالمات التى يُجرِيها أى شخص ما دمت كنت تعرف رقم هاتفه المحمول». وضمَّت قائمة التطبيقات الأكثر شهرة فى تقديم تلك الإمكانيات «iKeyMonitor iOS»، الذى يتميز بقدرته على رصد ومراقبة وسرقة محتويات وأنشطة أجهزة الهواتف المحمولة الأخرى العاملة بنظام التشغيل «IOS»، وكذا الاطلاع على رسائل الـSMS، والواتس آب، وسجلّ المكالمات، وتصفح الإنترنت. كما شملت القائمة تطبيق «FlEXISPY» الذى يوفِّر رصداً حياً للمحادثات التى تجرى على الهواتف المحمولة العاملة بنظام «آندوريد» و«آى فون»، مع إمكانية الاطّلاع على رسائل الـSMS، وكذلك تطبيق «Highster Mobile» على أجهزة «آندرويد» و«آى فون»، ويتميز برخص سعره وسهولة استخدامه، فبمجرَّد تنصيبه على الهاتف المراد التجسس عليه يرسل تقاريره مباشرة إلى حساب على الإنترنت، ومن خلاله يمكن التجسس على الرسائل القصيرة، و«واتس آب»، إذ يسجل كل المحادثات عليه، كما أنه يرسل سجلاً بجميع الرسائل التى حُذفت.
تطبيق «Spyera» هو الآخَر متخصِّص فى مراقبة المكالمات الواردة والصادرة والرسائل النصية، ويتميز بميزة إضافية هى إتاحة التنصُّت على المكالمات الهاتفية، ورؤية ومطالعة ما يُكتَب على تطبيقات المحادثات الشهيرة مثل «فيس بوك» و«واتس آب» والرسائل النصية القصيرة. من ناحيته، حذّر خبير أمن المعلومات الدكتور عادل عبدالمنعم، من انتشار عدد من تطبيقات على الهواتف المحمولة بإمكان حاملها انتحال الشخصية الرقمية لأى مسئول فى الدولة، واختراق الهواتف المحمولة وتسجيل مكالمات أصحابها، وتحويل رقم الهاتف إلى ما يُعرف بـ«private number»، وإجراء المكالمات الدولية بسعر 70 قرشاً للدقيقة، وتكبيد الشركات خسائر ضخمة. وقال عبدالمنعم لـ«الوطن» إنه سبق أن حذر المواطنين قبل نحو 6 سنوات من التعرض للنصب والاحتيال عبر استغلال هذه التطبيقات، مشيراً إلى أن شركات المحمول الثلاث تعلم تماماً حقيقة هذه التطبيقات، فتمنع انتحال شخصية أى من مسئوليها، بالإضافة إلى قدرتها على حظرها دون أن تفعل لأسباب تجارية وتقنية. من ناحية أخرى، اعترف مسئول حكومى بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، بانتشار وتداول تلك التطبيقات تحت سمع وبصر وزارة الاتصالات، التى وصفها بـ«العاجزة» فى مواجهة هذه التطبيقات التى يتم تشغيل معظمها من خارج البلاد. وقال المسئول، الذى رفض نشر اسمه، إن الجهاز يعمل على الحد من تفعيل هذه التطبيقات، إلا أن منعها من الناحية الفنية أمر مستحيل.