عذوبة الجاذبية وعنفها!
القدِّيس أغسطينوس
"لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب" (يو 6: ٤٤).
لكي يعلمنا السيِّد المسيح أن هذا الإيمان عينه هو عطية وليس عن استحقاق يقول: "لهذا قلت لكم أنه لا يقدر أحد أن يأتي إليَّ إن لم يُعطَ من أبي". أين قال الرب هذا، فإننا إذ نتذكر كلمات الإنجيل نجد الرب يقول: "لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب" (يو 6: ٤٤). لم يقل: "يقود" بل "يجتذب".
هذا العنف (للجذب) يحدث للقلب لا للجسم. لماذا إذن تتعجبون؟ َآمنوا فتأتوا؛ حِبُّوا فتُجتذبوا.
لا تفترضوا هنا نوعًا من العنف القاسي أو الصعب، بل هو عنف رقيق، أنه عذب، أنها العذوبة عينها هي التي تجتذبكم.
ما الذي يجتذب القطيع عندما يُظهر له العشب الطازج أثناء جوعه؟ مع هذا فإنني لا أتصور اجتذابًا جسديًا، بل هو ارتباط سريع بالرغبة (في الأكل).
بهذه الطريقة تأتون أنتم أيضًا إلى المسيح.
لا تفهموا ذلك أنه يحتاج إلى القيام برحلاتٍ طويلةٍ، وإنما أينما تؤمنون تأتون. فإننا نأتي إلى ذاك الذي هو في كل موضع؛ نأتي إليه بالحب لا بالإبحار. فإن هياج أمواج التجارب المتنوعة شديد في مثل هذه الرحلة.
آمن بالمصلوب، فيستطيع إيمانك أن يصعد بك إلى الخشبة.
إنك لن تغرق، بل تحملك الخشبة. هكذا وسط أمواج هذا العالم كان يبحر ذاك القائل: "وأما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح".
V v v
اجذبني بحبك، واكشف لي عن أمجادك، فأترك كل شيءٍ، والتصق بك!
آتي إليك محتضنًا الكثيرين ليشتركوا معي في اللقاء بك!