سألنى صديقى ماذا تقول لإنسان أحب وأخلص ولم يلق غير النكران والجحود..لقد قدم كل شىء وليس لديه شىء يقدمه الآن بعد أن زاره الخريف وتساقطت أوراق العمر ولم يبق له غير وحشة الأيام وسكونها..أنه أحب وهو غير قادر على أن يكره وأعطى لأنه لم يكن بخيلاً فى المشاعر والمواقف والأزمات..والآن يتساءل هل أخطأ؟
قلت:الأرض أنواع هناك أرض خصبة تنمو فيها أنواع من الأشجار تعطى الظلال وتمنح الثمار وهناك الأرض المالحة لا تحفظ شيئاً والبشر مثل الأرض هناك إنسان لا يستطيع أن يكره حتى ولو حاول وهناك إنسان آخر تتسلل الكراهية فى مسام جلده والفرق كبير جداً بين مَن يعيش بالحب ومَن يحيا بالكراهية..والإنسان حين يحب تتعلم الأشياء الحب منه أنه يعطى ويخلص ويتفانى فى أخلاقه النبيلة..والذين أدمنوا الكراهية يصبحون جزء منها..إنهم يعيشون بها ومعها فى كل شىء ينشرون أمراضهم الخبيثة وتشم رائحتهم الكريهة
فى الأماكن التى يعيشون فيها والأوراق التى يكتبون عليها والملابس التى يرتدونها ان للحب رائحة زكية قد تجدها فى إنسان بسيط يرتدى ثوباً نظيفاً رخيصاً اشتراه من ماله الحلال..وتبدو أمامك الروائح الكريهة من إنسان يرتدى أفخر الثياب ولكنها ملوثة بالأخلاق الوضيعة..والنفس المريضة والحقد على كل ما هو جميل فى هذه الحياة..والحب ليس مجرد صفقة يخسر الإنسان فيها حبيباً لأن العاشق الحقيقى لابد أن يكون محباً لنفسه أولاً..وحين يحب الإنسان نفسه لا يقبل لها أى شىء يسىء لها وهو أيضاً حين يحب يضعها فى أرفع الأماكن صدقاً وعطاء ورحمة وإذا لقى من الآخرين الجحود فهو لا يذكر أخطاءهم ولا يقبل أن يكون واحداً منهم لأن الله خلقه لكى يحب...أما أوكار الكراهية فهى تجمع دائماً النفوس الوضيعة وهؤلاء الكارهين لأنفسهم
والإنسان حين يكره نفسه يهرب منها ويشعر بحقارتها..ان اللص يعلم أنه حرامى وأنه أخذ مالا يستحق..لا تندم على لحظة حب كنت فيها أكثر نبلاً وغيرك أكثر وضاعة..ولاتحزن على يوم أسعدت فيه إنساناً حتى وأن شقيت بسوء أخلاقه
وكن على يقين أنك لن ترضى لنفسك الا ما تحب.