منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 01 - 2016, 10:04 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

آدم القديم و آدم الجديد

لنعود أولاً الى بداية الأنسان ونتأمل بلوحة الخلق للأبوين آدم وحواء . كيف خلق الله الأبوين أبرياء من الخطيئة ، أنقياء ، أبرار ، أحرار ، وكان آدم صديقاً لله ، ودعاه الكتاب أبن الله . لكن تلك اللوحة الجميلة الطاهرة تشوهها الأنسان بأرادته الحرة بعد أن أراد أن يبني حياته على أسس ذاتية لكي يقودَ حياتهِ ومستقبله بنفسه من دون الله . وهكذا قطع الأنسان العلاقة بحريته مع الخالق الذي حسبه منافساً له لهذا عصى أوامره له . فأصيب بالخيبة والمرارة والفشل ، فطرد من الفردوس عرياناً وفقد صحبة الله . هذه كانت قصة الأنسان في العهد القديم . أما العهد الجديد ، عهد النعمة والمصالحة ، فرسم لنا لوحة جديدة وكاملة لأنسان جديد مرتبط بصداقة وعلاقة جديدة مع الله . فصورة آدم وحواء غطتها صورة آدم الجديد ( يسوع المسيح ) والحواء الجديدة ( العذراء مريم ) فالمسيح أفاض علينا النعمة والخلاص وبيّنَ لنا بمثاله الصالح وأعماله الخارقة وصبره وقوة تحمله في التجارب والمصائب بسبب أتكاله على أرادة الله فاصبحت أرادة الله أرادته أي أرادة أنسان ، لذلك تحدى الموت بموته على الصليب ومن ثم قيامته منتصراً على الشر . أما مريم العذراء فعاشت عذراء من الخطيئة وتحدت التجربة لأن نمط حياتها لم يختلف عن أبنها وخالقها ، فتميزت بالطاعة لأوامر الله . ولم يعصف بها الضعف والغرور كما حصل لحواء أمها ، بل عملت حسب مشيئة الرب فسلمت حياتها له بكل تواضع فلن تنال منها رياح التجارب ، وتحدت السيف الذي قصده زكريا النبي في حديثه اليها ، وحتى عندما عُلق وحيدها على الصليب خضعت نفسها لأرادة الله . فآدم وحواء العهد الجديد هما المثل الصالح لكل أنسان لكي يخضع خضوعاً كاملاً لله ويلتزم بوصاياه ويعمل بها .
أدركت مريم عمق حب الله للأنسان ففهمت رسالته مع الأضطراب والقلق لكلام الملاك . كرست ذاتها نفساً وجسداً وقدمتها الى الرب الذي دعاها الى الخدمة فشعرت بفرح عظيم وقالت ( ها أنا أمة للرب ) لكنها أرادت أن تعيش البتولية ، فقالت للملاك ( كيف يحدث هذا ، وأنا لست أعرف رجلاً ؟ ) فلبى لها الله طلبها على لسان الملاك ، فقال ( الروح القدس يأتي عليك ، وقدرة العلي تظللك . لذلك أيضاً فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله ) " لو 35:1 " وهكذا حافظ الله على بتوليتها بعد الولادة أيضاً . تجسد الله الكلمة في أحشاء مريم ، وهي حبلى بأبن الله أنطلقت في زيارة نسيبتها اليصابات ، دفعها الروح الحال عليها والأبن الساكن فيها الى تلك الخدمة الأنسانية المليئة بالمحبة لقريبتها . دخلت مريم بيت زكريا فسلمت على أليصابات . فبسماع اليصابات سلام مريم أرتكض الجنين في بطنها وامتلئت من الروح القدس . دخول مريم وسلامها يحتلان حضور الله العجيب الساكن في مريم فتحرك يوحنا في أحشاء أمه أمام حضور المسيح الرب . وبدافع من الروح القدس الذي حل في اليصابات ، هتفت قائلة ( مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك ) . الله عمل عمله من خلال مريم التي حملت المسيح وجسدت حضوره في بيت زكريا فتقدس يوحنا الكائن في حشا أمه بهذه الزيارة وأشاع الفرح في قلوب الجميع .
أثناء وجود الطفل يسوع في بطن مريم تحولت مريم الى الهيكل المقدس الذي حمل القربانة الحقيقية ، أول قربانة في أول هيكل في العهد الجديد . كان تابوت العهد على شكل صندوق خشبي ثمين يحتوي على وصايا الله والتي كانت ترمز للعهد الجديد والأتفاق بين الله وشعبه في تلك الفترة . فعندما ندعو اليوم العذراء مريم بتابوت العهد ، يعني بأننا نعلن أنها تحمل العهد الجديد اي يسوع المسيح .
أمام تابوت العهد رقص الملك داود وشعبه أحتفاءً بحضور الرب . هكذا فعلت اليصابات وأبنها في بطنها أمام تابوت العهد الجديد ، أمام مريم ويسوع التي تحمله مريم . وبكل اتضاع قالت اليصابات ( من أين لي أن تأتيني أم الرب ؟ ) أي أن أليصابات تمثل الشعب الجديد الذي يستقبل ربه بفرح وبهجة ويعلن أيمانه .
ولد يسوع ولادة عجائبية تليق بأبن الله . وبولادته أفاض الله علينا بابنه أسرار ألهية ورجاء للخلاص . أصبحت مريم أما لله وأماً لجميع الذين يؤمنون بأبنها . لجميع الذين لم يولدوا من زرع بشر . بل ميلاداً
ثانياً بالماء والروح .إذاَ يسوع بميلاده صارت والدته أماً لكل مؤمن ، لأن كل مؤمن صار عضواً في جسد المسيح . وهكذا أصبحنا أولاد الله بالمسيح . في اليوم الثامن ختن الطفل يسوع وحسب الشريعة . وبعد أربعين يوماً من ولادته تم تقيدمه الى الهيكل لأنه بكر ، فعلى مار يوسف والعذراء أن يخضعا لقوانين الشريعة ويقدما فرخي حمام أو يمام لكونهما فقراء . وتقدمة البكر هذه تذّكِر اليهود بأعتاقهم من العبودية في أرض مصر .
بعد أن بلغ يسوع أثني عشر سنة شملته فريضة الحج الى أورشليم في عيد الفصح اليهودي وكذلك في عيدي المظال والعنصرة . صعود يسوع الى اورشليم يرمز الى صعوده الى الصليب الذي عليه تألم ومات ، وقام في اليوم الثالث وصعد الى السماء . فمعنى صعوده الى أورشليم من يوم تقدمته الى الهيكل الى صعوده في الفصح اليهودي ومن ثم ضياعه عن أهله لثلاثة أيام . كما في القبر ومن ثم صعوده الأخير . كل هذا يدل أن المسيح سيشهد في أورشليم عن محبته للآب " يو 31:14 " فيترك والديه حتى يكون له بكليته .
وجود يسوع في الهيكل بين العلماء أكتشف عن رسالته بطريقة مستترة فيقول الأنجيل ( أنه كان جالساً بين العلماء ويستمه اليهم ويسألهم ) وهذا ما عمله في حياته التبشيرية يعلم في المجامع وفي الهيكل .
بحثا مار يوسف ومريم العذراء عن يسوع الضائع فوجداه في الهيكل . فلما أبصره دهشا ، فقالت له مريم ( لم صنعت بنا ذلك يا بني ؟ فقال لهما : ولمَ بحثتما عني ، ألم تعلما أنه يجب أن أكون عند أبي ؟ )كلامه واضح وصريح لكن لماذا لم يفهما والداه تلك الكلمات ؟ ألا يعلمان أنه أبن الله والله هو رب ذلك البيت ؟
كلمات يسوع حيراهما ونقلهما من مستوى الأنسان الى مستوى الله . من واقع عائلي ضيّق ، الى رسالة ألهية لم تكشف للعالم بعد . ومن هنا حارت الأم المتأثرة دون أن تفهم بأن يسوع نقلهما بسرعة الى مستوى الحياة الألهية . جواب يسوع لمريم كان بمثابة أمتحان لأيمان مريم ويوسف فنقلهما من عالم المادة ، الى عالم الأرواح ، من الأرضيات الى السماويات . لقد انطلق يسوع من عالم الناس ليصل بسامعيه الى عالم الله .عاشت مريم هذا الحادث كأختبار قاس وتجربة مريرة ، لكنها فهمت أن أبنها بدأ ينفصل عنها لأنها تعلم بأن رسالته ألهية وأنه ليس أبن البشر ، بل هو أبن الله ومخلص العالم .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصديق القديم هو الاعتزاز بالعهد القديم الذي أعلن عن العهد الجديد بالنبوات
البكرتان هما العهدان الجديد والقديم، فان القديم يتحرك في الجديد
الجديد وليس القديم
بين العهد القديم والعهد الجديد
الصوم: من القديم إلى الجديد


الساعة الآن 02:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024