رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
مضى يوم! لقد عبرتُ بك إلى اليوم الثاني من السنة الجديدة، هل تذوقت عذوبة رعايتي اليومية الفائقة؟ ماذا فعلت باليوم الأول؟ إني أحبك، فهل تقبل حبي لك، وترده بالحب؟ أتحبني أكثر من الكل؟ ارعَ اخوتك، فإنهم أحبائي. أقمتك سفيرًا لي، لا يعبر بك يوم دون ممارسة حقك في أن تخدم أخاك، وتهتم بخلاصه. فماذا فعلت بالأمس؟ لا تترك يومًا ما ينقضي دون أن تصلي من أجل خلاص العالم كله، دون أن تبعث برسالة مفرحة خلال ابتسامتك المفرحة، وصلاتك، ومطانياتك، وأصوامك من أجل اخوتك. اخوتك في حاجة أن يروني فيك. كن متهللاً، فالفرح هو إشراق بهائي، هو دواء للنفوس الجريحة! ها أنا عابر على شاطئ البحيرة أدعوك أن تصطاد الناس من بحر الخطايا. ثق في دعوتي لك، في حبي، وفي فرحي! احملني فيك، فأصرخ على فمك: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وأنا أريحكم". نعم اقبل بفرح أن تحمل أثقال اخوتك. لستَ أنت الذي تحملها، بل أنا الساكن فيك أحمل أثقالك وأثقالهم! كل يومٍ يعبر بك لن يعود، كل فرحٍ بممارسة الحب قد لا يتكرر. انتهز كل فرصة، أريدك يا أيها السفير أن تشهد لي، فتتذوق عذوبة الحياة، ولن يجد الملل أو الضجر له موضعًا في أعماقك. اكليمندس السكندري |
|