لماذا تتجعّد الأصابع بعد تعرضها للماء؟!
كشفت دراسة بريطانية أن الجهاز العصبي للإنسان هو المسؤول عن تجعّد أصابع اليدين والقدمين بعد قضاء وقت في الماء، وذلك عن عمد لتسهيل إمساك الأصابع بالأشياء حتى وهي مبللة.
وكشفت دراسات حديثة أن الجهاز العصبي يتحكم في عملية التجعد من طريق تغيير ضغط الدم تحت الجلد.
واعتبر باحثون أن التجاعيد المتكونة نتيجة بلل الماء هي رد فعل عصبي لمساعدة اليدين على الإمساك بسطح ما أو بشيء ما، ولمساعدة القدمين أيضاً على الثبات وعدم التزحلق عند الوقوف أو السير.
وأكد عالم الأحياء في جامعة نيوكاسل بإنكلترا توم سمالديرز أن «ظاهرة تجعد أطراف الأصابع مألوفة لدى جميع البشر، وهي ليست ردة فعل فيزيائية نتيجة امتصاص الجلد للماء، لكنها خاصية وظيفية ورد فعل تلقائي يصدره الجهاز العصبي في ظرف دقيق جداً، لغرض محدد جداً، وهو شبيه بسلاح دفاع ذاتي فريد من نوعه، على افتراض أن المكان الذي يوجد فيه الشخص مبلل. فيكون تجعد أطراف أصابع اليدين والقدمين بمثابة البراثن التي تنبت في اليدين والقدمين لتعطينا قوة أكبر على الإمساك بالأشياء والسير».
وأشرك سمالديرز وزملاؤه الباحثون 20 متطوعاً وطلبوا منهم نقل قطع رخامية وكتل رصاصية صغيرة مختلفة الأحجام، في ظرفين مختلفين، الأول بأيدي جافة والثاني بعد وضعها في الماء لمدة نصف ساعة.
وسجل الباحثون أن المشاركين نقلوا الأشياء التي طُلبت منهم لما كانت أيديهم متجعدة أسرع بنسبة 12 في المئة، مما فعلوا عندما قاموا بالمهمة نفسها بأيد جافة وغير مبللة.
وقال سمالديرز: «أظهرت لنا هذه الدراسة بوضوح أن الأصابع المتجعدة تؤدي إلى قبضة أكثر إحكاماً».
وشبه سمالديرز أطراف الأصابع الطبيعية والجافة الخالية من الثنايا بعجلات السيارة الملساء، بعد طول سيرها على الطريق والتي تكون أكثر عرضة للانزلاق، وبين عجلات السيارة الجديدة التي تساعدها تجعداتها على تحقيق ثبات وتوازن أكثر عند سيرها على أي نوع من الطرق.
واعتقد العلماء سابقاً أن حالة التجعد والتغضن التي تصيب أطراف الأصابع بعد إطالة غمسها في الماء تحدث نتيجة امتصاص الطبقات العلوية للبشرة للماء وانتفاخها.