تحظى القديسة العذراء مريم فى كنيستنا القبطية وسائر الكنائس بتكريم روحى سامى ولا عجب فهى والدة الاله المخلص وهى امه ليست فقط بالجسد بل وبشهادة ابنها يسوع عنها ( ها امى واخوتى لان من يصنع مشيئة ابى ابذى فى السموات هو اخى واختى وامى )( مت 49.12-50) وهكذا اعطى السيد المسيح لكل تلاميذه فى الاجيال كرامة النسب اليه كاخ وكاخت على مثال امه القديسة العذراء اذا كانت مثلها يصنعون مشيئة ابيه السماوى كما استودعها للكنيسة ( اى العذراء مريم )
ولكل المؤمنين به كأم لهم حينما استودعها وهو على الصليب للقديس يوحنا وهو التلميذ الذى كان يسوع يحبه فأصبحت القديسة مريم بمثابة الام بالنسب الروحى لكل من يحبه يسوع اما بالنسبة للاقباط على وجه الخصوص فالقديسة العذراء مريم تمثل مكانه سامية وعالية جدا فى صميم وجداننا ومشاعرنا كشفيعة ومعينة لنا فى اوقات الشدة والضيق والالم وان لنافى ذلك خبرات دامغة عديدة صارت تنعكس على حرصنا على ممارسة الصوم المسمى بأسمها
صوم العذراء ويبدا صوم العذراء 7 اغسطس وينتهى يوم 22 اغسطس بتذكار استعلان رفع جسدها الطاهر إلى السماء فنحن نصوم هذا الصيام بغيره ونسك شديدين مع فرح وابتهاج فائقين باستطالة للمدة القانونية المحدودة له فنصوم ثلاثة اسابيع بدلا من الاسبوعين كما نمتنع عن تناول اطعمة لم يمنعها الطقس فى هذا الصوم وهذا ايضا دليل فى مواجهة الذين يتذمرون على كثرة الاصوام فى الكنيسة القبطية ويطالبون بتخفيضها حرصا على راحة الاقباط ولكن الاقباط شعب ناسك بطبعة لا يهمه طول الاصوام وتعددها ولا يفت فى عضده الروحى كثرة ايامها ولا خشونتها فياليت الذين يتذمرون يفهمون اعماق الصوم ويختبرون رحابه وبركة اختباراته ووفره ثمارة الروحية فى حياتهم فيحبونه كما يحبه الاتقياء الاقباط وبسطاوهم فيمارسونه بتقوى وشوق كثيرين
بركة صلوات سيدتنا وملكتنا كلنا العذراء القديسة مريم تكون مع شعب ابنها الحبيب
