رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اقرعوا الباب
"اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم" (مت 7: 7 ) إن المسيح في هذه الأقوال العظيمة كأنه يقدم لنا دفتر شيكات على بنك الإيمان موقع عليه بتوقيع المسيح نفسه. أو كأنه يقدم لنا كارت بلانش لنسحب من البنك السماوي كل احتياجاتنا كيفما كانت. فسواء احتجنا إلى القوة الإلهية أو احتجنا إلى الحكمة الإلهية، فعلينا أن نسأل من الله وهو سيهبنا كل ما نحتاج إليه، إذ نتقدم إلى إله كل نعمة، الجالس على عرش النعمة، فنجده من مطلق نعمته يعطينا نعمة فوق نعمة. لقد استخدم الرب هنا لا تعبيراً واحداً بل ثلاثة تعبيرات عن الصلاة "والخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً" إذ قال "اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم". والرب بهذه التعبيرات التي تزداد اتساعاً وعُمقاً - كما سنرى، يريد أن يشجعنا وأن يزيل اليأس من قلوبنا لكي لا نتوقف عن الصلاة مطلقاً. قال لوثر: إن المسيح يعرف كم نحن خجلون، وكم نشعر بعدم الاستحقاق وعدم الكفاءة لأن نعرض احتياجاتنا على الله. نحن ندرك كم أن الله كبير جداً، بينما نحن لا شيء بالمرة، ولهذا فإن الرب هنا يشجع قلوبنا لكي نتخلص من تلك المشاعر، ونتحرر من تلك الشكوك، لنتقدم بثقة إلى عرش النعمة! والآن ما هو الفارق بين السؤال والطلب والقرع؟ السؤال يكون عادة لشيء محدد. والطلبة هي أعم من ذلك وأكثر عمقاً، وأخيراً فإن القرع يفيد اللجاجة في الطلب. الطفل عادة يسأل من أمه وهى معه. ويطلبها إذا غابت عن ناظره، ويقرع بابها إذا فصل الباب الموصد بينهما، أو يمكن القول: السؤال هو ممن ضلّ الطريق ويريد الإرشاد، والطلب هو البحث عن شيء ثمين له قيمة عُظمى بالنسبة للإنسان. والقرع هو عندما لا يكون بوسعنا الرجوع دون نوال حاجتنا (لو 11: 5 -10) . هناك حادثة وردت في الأناجيل تصوّر لنا مسألة اللجاجة تصويراً عملياً، وأعنى بها حادثة الرجل المفلوج الذي شفاه المسيح. لقد حمله الرجال الأربعة وأتوا به إلى البيت حيث كان الرب، لكنهم إذ لم يقدروا أن يدخلوا بمريضهم، حملوه إلى السطح ونقبوه ودلوا السرير بالمفلوج. والرب لم يغضبه إصرارهم على نوال حاجتهم منه، بل بالعكس سُرّ به، إذ يقول البشير "لما رأى يسوع إيمانهم" (مر 2: 5 ) . فلا شيء ينعش قلب الرب في عالم الاعتداد بالذات والاستقلال عن الله، قدر الإيمان البسيط الواثق فيه. منقوووووووووووووووووول |
|