متى ندور حول الشمس أسرع ... نهاراً أم ليلاً ؟؟؟

[psychologist]

ظهر على صفحات الجرائد الباريسية فى يومٍ ما، إعلانٌ يعرض على كل قارئ طريقة للقيام برحلة رخيصة ومريحة لا تكلفه أكثر من ربع فرنك فرنسى، وقد صدَّق بعض الناس ذلك الإعلان وحوَّلوا المبلغ المطلوب، وبعد ذلك استلم كلٌ منهم رسالة كتابية جاء فيها ( سيدى ... يُرجى أن تبقى هادئاً فى سريرك، وتذكر أن الأرض تدور، فعند خط العرض 49 الذى تقع عليه باريس تقطع سيادتك فى اليوم الواحد أكثر من 25000 كم، وإذا كنت من عشاق المناظر الجميلة، أزح ستائر النافذة، وافتتن بالسماء المرصعة بالنجوم )

وعندما قُدّم المتهم بتدبير هذه الحيلة إلى المحكمة، وسَمع الحُكم الصادر بحقه، ودفع الغرامة المستحقَّة عليه، وقف وقفة مسرحية وراح يردد كالمنتصر، الجملة الشهيرة التى هتف بها جاليليو :

ومع ذلك، فإن الأرض تدور !

لقد كان المُتَّهم محقاً، لأن كل من يقطُن الكرة الأرضية، لا يتجوَّل بالدوران حول محور الأرض فحسب، بل تنقله الأرض بسرعة أكبر عند دورانها حول الشمس، لأن الأرض مع كافة قاطنيها تقطع فى كل ثانية مسافة 30 كم فى الفراغ، وهى فى نفس الوقت تدور حول محورها .

ويمكن بهذا الصدد طرح السؤال الطريف التالى :

متى ندور أسرع حول الشمس ... نهاراً أم ليلاً ؟؟؟

إنه سؤال محير .. فدائماً يكون فى أحد نصفى الكرة الأرضية نهار، وفى النصف الآخر ليل، فأى معنى لهذا السؤال ؟

لا معنى له فى الظاهر ...

فنحن لا نسأل متى تتحرك الأرض برمَّتِها حركة أسرع، ولكن السؤال هو متى نتحرك نحن الذين نعيش على سطحها حركة أسرع وسط الكواكب، وهذا السؤال ليس بدون معنى بتاتاً .

إننا فى المنظومة الشمسية نقوم بحركتين : ندور حول الشمس وفى نفس الوقت ندور حول محور الأرض، وكلتا الحركتان تُجمعان إلا أن النتيجة تختلف تبعاً لنصف الكرة الأرضية الذى نقع عليه، هل هو النصف المُظلم أم هو النصف المُضاء بنور الشمس .

إن سرعة الدوران حول المحور تُضاف الى السرعة الإنتقالية للأرض عند منتصف الليل، أما عند منتصف النهار، فعلى العكس، تُطرح سرعة الدوران من السرعة الإنتقالية، وهذا يعنى أننا نتحرك عند منتصف الليل أسرع مما نتحرك عند منتصف النهار ، وبما أن نقاط خط الإستواء تقطع فى الثانية الواحدة حوالى نصف كيلومتر، فإن الفرق بين السرعة عند منتصف النهار والسرعة عند منتصف الليل يصل فى منطقة خط الإستواء إلى كيلومتر واحد فى الثانية .