رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطايا تتنكر في زي فضائل بقلم قداسة البابا شنودة 31\10\2010 إن الشيطان لا يحارب الناس بالخطية مكشوفة وواضحة إلا للمستهترين، أما الذين يريدون أن يعيشوا فى خوف الله فإن الشيطان إذا حاربهم، كثيرا ما يأتيهم بالخطية فى زى متنكرة فى زى فضيلة، حتى لا ينتبهوا لها . وسنضرب أمثلة لأمثال هذه الخطايا . فمثلا تحت اسم الحكمة، كثير من الخطايا تختبئ، فقد يقع الإنسان فى التملق وفى الجبن وفى الرياء، ويسمى هذه حكمة لكى يكسب محبة الرؤساء. أو قد يقع فى مجاراة الشر، والسير فى التيار العام الخاطئ ويسمى هذه حكمة لكى يستطيع أن يعيش مع الناس بلا شذوذ . وأحيانا يستخدم الشخص الكذب والخديعة واللف والدوران. ويسمى هذه حكمة لأنها أقصر الطرق التى توصله إلى غرضه أو تحفظه فى أمان. وكأن الوصولية أيضا حكمة! وهنا يكون قد أخطأ فى مفهوم الحكمة، لأن الشر ليس حكمة ولأنه ليس من الحكمة أن يخسر الإنسان مصيره الأبدى من أجل أى غرض أرضى زائل. إن الحكمة التى تصبح لونا من المكر والدهاء والحيلة ليست حكمة روحية. كم يحتاج أمثال هؤلاء الحكماء أن يتوبوا عن حكمتهم. ولكن من الصعب أن يتوبوا لأنهم لا يرو ن أن ما يفعلونه خطيئة، بل يقنعون أنفسهم أن تصرفاتهم تدل على ذكاء وحسن تصرف! وهل من المعقول أن يتوب الإنسان عن الذكاء وحسن التصرف ! كلا . بل للاسف إن كثيرين يقصدون هؤلاء ليعلموهم كيفية الوصول، ويصبحوا مرشدين إلى طرق خاطئة وقد يفتخرو ن بحكمتهم هذه وكيف أنهم استطاعوا أن يستخدموا العقل للوصول إلى الغرض. مثال ذلك، التاجر الذى يفتخر بأنه استطاع أن يلعب بالسوق، ويكذب ويخدع ويكسب، وأيضا الموظف الذى يفتخر بأنه طوي رئيسه بأسباب ملفقة عرضها عليه، فإن طلت عليه الحيلة وصدقه! وكذلك الذى يفتخر بأنه يستطيع أن يمثل أى دور على أى أحد، ويكسب الموقف بتمثيله المتقن! أو كالشاب الذى يفتخر بأنه يستطيع أن يسقط أية فتاة مهما كانت متدينة بحيله وحكمته!! لا يمكن لأحد من هؤلاء أن يتوب لأنه يفتخر بأخطائه، ويغطيها، باسم الحكمة والحيلة، يذكرنى هذا الأمر بالشياطين التى تفتخر بإسقاطها لأحد من القديسين إذا استطاعت. هناك أيضا خطايا تختبئ تحت اسم الحرية، فالشباب الذى يحيا فى حياة العبث واللهو يسمى تصرفاته بالحرية، وبعض الصحف التى تشهر بالآخرين وبسمعتهم تطلق علي هذا الامر حرية النشر، وجماعة الوجوديين فى كل أخطائهم يتعللون باسم الحرية والشعور بالكيان الشخصي أى الشعور بوجودهم، وتحت هذا ألاسم يقترفون كل أنواع الإباحية والاعتداء على حريات الآخرين. وصدق من قال: كم من جرائم اقترفت باسمك أيتها الحرية، والذين يخرجون عن التقاليد المتبعة والعرف المعروف، وينشرون بعض البدع التى لما ،يألفها الناس.يسمون هذا تجديدا! وان قاومهم المتمسكون بالتقاليد والعرف، يقولون: هل تحجرو ن على تفكيرنا؟! لاشك أن لنا الحرية أن.نفكر كما نشاء! وأيضا أن ننشر أفكارنا هذه وسط الآخرين. وما أكثر التسميات التى تختبئ حولها الكثيرمن الأخطاء. فتحت اسم الدعابة والمزاح مثلا تتستر خطايا كثيرة بتهكم إنسان على أخر ويجرح شعوره ويتخذه مجالا للضحك فيهزأ به الآخرون، غير مبال بوقع كل هذا عليه.. وان لمته يقول: إن هذا مجرد مزاح ودالة وعشم! وهكذا يسيء عدم احترامه لغيره مزاحا ودالة!.. وتحت اسم المزاح أيضا قد يكذب ويسميه كذبا أبيض أو دعابة؟ وكل أنواع الهزل غير اللائق يختفى تحت اسم المزاح والدعابة.. وتدخل كلها تحت اسم خفة الدم واللطف وخفة الروح وتسال: أليس لهذا المزاح حدود؟! فلا تجد جوابا. وأيضا قسوة الأب على أبنأئه تختفى تحت اسم الحزم والتأديب واضطهاد هذا الأب القاسى مفهوما جديدا للتربية يختبئ وراءة، وقد يقتل أب ابنته الخاطئة. ولا يسمى هذا الأمر جريمة قتل، وانما يسميه غسلا ومحوا للعار ودفاعا عن الشرف. كل ذلك لتبرير الخطأ. وبالمثل فإن كثيرا من ألوان الغضب والنرفزة تختفى وراء اسم الدفاع عن الحق، أو الدفاع عن النظام، أو الدفاع عن الكرامة. وكذلك اضطهاد الشخص لمن يخالفه فى الرأى أو العقيدة يسميه الغيرة المقدسة. وما أكثر ألوان الإباحية والخطأ التى قد يسميها البعض أنها ألوان من الفن! والتدخين الذى يضيع الصحة، ومستعبد الإرادة وتنفق فيه الأموال، يأخذ عند المدخنين اسم المتعة وراحة النفس لكى لا يتعبهم ضميرهم كثيرا. أما أنت يا أخى القارئ فأهرب من التسميات الخاطئة التى يحاول البعض أن يبرروا بها أخطاءهم أو يخفوها ولتكن لك مبادئك الثابتة الراسخة التى لا تتزعزع بسميات جديدة ومفاهيم غير روحية. واحتفظ بنقاوتك. ولا تسمح أن تسمى خطيئتك باسم اخر يريح ضميرك اراحة وقتية زائفة،. بينما تشعر فى أعماقك أن التسمية الجديدة هى لون من الهروب من المسئولية. لأنك إن سميت خطيئتك باسم أخر لن تتوب، أما سبيل التوبة فهو أن تكون صريحا مع نفسك. لا تشفق عليها شفقة زائفة واعرف أن الذين يسمون أخطاءهم بأسماء فضيلة فإنهم.قد يدا فعون عن سلوكهم الخاطيء، وبالتالى يستمرون فيه، وقد يصبح عادة لهم أوطبعا لهم أومنهجا ثابتا فى حياتهم لا يغيرونه. ذلك لأنهم لا يسمون الخطية باسمها الحقيقي. إنما بالتسمية الجديدة التى تغطيها لآ يعترفون بالخطأ، بل قد تهتز المبادي، والقيم عندهم. ولنحترص إذن من الشيطان الذى فى حيله الشريرة، يعمل على تغيير القيم من جذورها ويدخل الناس فى حرب مسميات أو حرب مفاهيم وكلها خدعة. |
|