رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العطاء (العشور والتقدمات) إن العطاء في المسيحية يُفترض أنه يكتسب معنى جديداً, معنى يرتكز على فهم العابد وتقديره لعطية الله العظمى ابنه يسوع المسيح. العطية التي قال عنها الرسول بولس (فَشُكْراً لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا), 2كورثوس9: 15. فالله (اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ), رومية8: 32. كيف من جهتنا لا نُضحّي أمامه بالزهيد, أي بالعشور والتقدمات. إن الحديث عن التقدمات يمس جيوب الجميع, بل هو يمس ذلك الصنم الجالس في قلوبنا, والناظر إلى انحناءتنا بابتسامته الساخرة. ولأننا مع الأسف اعتدنا أن نأخذ أكثر من أن نعطي فقد انقسم المؤمنون بموقفهم من العشور, فمن قائل إنها وصية تخص الشعب القديم وقد انتهت الآن, إلى قائل بأن المؤمن ليس مُلزماً بهذه الوصية باعتبار أن كل ماله للرب وليس العشر فقط, إلى قائل إن العشور هي وصية ملزمة وهي الحد الأدنى للعطاء. قال الرب يسوع المسيح (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ), متى23: 23. وهذا يعني أن الرب يسوع قد صادق على استمرارية وصية العشور في العهد الجديد, باعتبارها طريق لنوال البركة, وأيضاً عون لنشر الإنجيل. إنّ العشور بتعريفها هي(1/10 من كل المورد), وهي الحد الأدنى للعطاء مما نملك (الثروة, والمقتنيات, والهدايا, والإرث, وفوائد الأرصدة في البنوك, الخ.. وحتى وقتنا). وهي بالتالي إقرار من المعطي أن كل شيء إنما هو ملك لله. أمّا التقدمات فهي العطاء مما تبقى بعد اقتطاع العشور. عندما يدفع أحدهم أجار المنزل بشكل منتظم فإنه يُقر بأنه ليس المالك, وعندما يتوقف عن الدفع فإنه يسرق المؤجر ليتحول إلى مالك. وهكذا بالنسبة للعشور فإن تقديمها للرب يعني أن كل شيء إنما هو ملك لله (لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ!), 1أخبار الأيام29: 14. أما التوقف عن الدفع فهو إعلان صريح بأن الرب لا علاقة له بما نملك. لذلك قال الرب لشعبه الذي امتنع عن دفع العشور (أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ), ملاخي 3: 8. فأي تهاون في دفع العشور, أو أي انتقاص من العشور يعني أنك سارق للرب. البعض يعتقد أنه يستطيع التصرف بالعشر كما يريد, فقد يعطيه لفقير, أو لمريض, أو لإرسالية الخ.. لكن الكتاب يحذرنا من ذلك قائلاً (هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ), ملاخي3: 10. قارن [(فَالمَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ لِيَحِل اسْمَهُ فِيهِ تَحْمِلُونَ إِليْهِ كُل مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَكُل خِيَارِ نُذُورِكُمُ التِي تَنْذُرُونَهَا لِلرَّبِّ) تثنية12: 11+ 1كورنثوس16: 1-4.] وبلغة العهد الجديد تعطى العشور للكنيسة التي ينتمي إليها المؤمن ويمارس فيها كل نشاطاته, وهذه الكنيسة تتصرف بالعشور حسب الحاجة وحسب رؤيتها لمستقبل الخدمة. * كيف نُعشّر ونقدم: 1- (المعطي فبسخاء), رومية12: 8. 2- (ليس عن حزن أو اضطرار), 2كورنثوس9: 7. 3-(وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً) 1كورنثوس13: 3. 4-(وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ أو فِعْلٍ، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ), كولوسي3: 17. |
|