في ذكرى رحيلها.. 21 معلومة لا تعرفها عن الشحرورة

[Mary Naeem]

في ذكرى رحيلها.. 21 معلومة لا تعرفها عن الشحرورة

اسمها الحقيقي "جانيت جرجي فغالي"، وُلدت يوم 10 نوفمبر عام 1927 في بلدة بدادون بجبل لبنان، وتلقت تعليمها في إحدى مدارس الراهبات هناك.

حين وُلدت استقبلتها عائلتها بأسوأ ما يمكن أن تُستقبَل به مولودة؛ بكاء، وعويل، وصراخ، وعتاب لأنها البنت الثالثة وكانوا يأملون في صبي، وكانت والدتها تقول "لماذا يا إلهي بنت، لماذا لم تكن ولدًا!"، وبعدما أفاقت من الولادة تأملت وجهها وقالت باكية "وقبيحة أيضًا يا ربي!".

كان والدها يحنو عليها، وبعثها إلى مدرسة "الجيزويت" في العاصمة بيروت، ولكنها لم تستطع مع ذلك التخلي عن "العفرتة" بين يوم وليلة، ولجأت مدرساتها إلى أن يجلسانها في أول مقعد من الفصل؛ حتى يضمنَّ مراقبتها.

كانت سببًا في فرار جيرانها بعيدًا؛ فكانت تصب الماء عليهم، وتختار الأذى لأي عجوٍز لا يستطيع أن يجري خلفها، حتى أنها قالت في أحد اللقاءات الإعلامية "كان الناس يشكون لأمي، ولكن أية علقة لم تكن تردعني، وفرّ الجيران، عَزِّلُوا!".

أُصيب أخيها بداٍء في المعدة ألزمه الفراش لأشهر معدودة، فكان من فرط الحمى يغمض عينيه، وكان بينه وبين صباح حب كبير؛ ينظر إلى شقاوتها على أنها مطمحه فورمغادرته الفراش، وبعد أن شُفي الصبي وخرجت به صباح إلى الحديقة لترفه عنه، كان الجو باردًا، فانتكس مجددًا وعاد إلى فراشه وانتابته حمى شديدة انتهت بالتهاب رئوي، ثم مات بعد أيام قليلة.

بلغ عدد أزواجها (9) من أشهرهم "نجيب شماس" والد ابنها الوحيد الدكتور "صباح"، وعازف الكمان "أنور منسي" والد ابنتها "هويدا"، والفنان "رشدي أباظة" الذي يعد الرابع في ترتيب أزواجها، فضلًا عن تزوجها من المخرج المسرحي "وسيم طيارة"، وكانت علاقتها بــ "جوزيف غريب" هي آخر زيجاتها.

منعها زوجها الأول من رؤية ابنها لما يقرب من العامين بعد انفصالهما، حتى أن الطفل أضرب عن الطعام كي يراها، فلانت عواطف الأب ووافق على السماح بلقائهما.

تزوجت من الإعلامي المصري المحافظ "أحمد فراج" والتزمت بالشروط التي وضعها قبل إتمام تلك الزيجة، مثل رفض الحفلات الخاصة والثياب العارية والقبلات على شاشة السينما وغيرها.

أطول علاقة زوجية تعدت الـ 17 عام، قضتها مع الراقص "فادي القنطار".

تكلف بتدريبها الملحن "رياض السنباطي" بعد مجيئها إلى مصر، ولاقى صعوبة في تطويع صوتها الجبلي؛ حيث كان ما زال معتاداً على الأغاني المتسمة بطابع لبنان الفولكلوري.

ظهرت "جانيت" لأول مرة باسم "صباح" على شاشة السينما من خلال فيلم "القلب له واحد" أمام الفنان "أنور وجدي" عام 1943، وتوالت بطولاتها السينمائية التي بلغت حوالي 85 فيلماً مع كبار الممثلين أمثال؛ "رشدي أباظة"، و"أحمد مظهر"، و"محمد فوزي"، و"فريد الأطرش"، و"عبد الحليم حافظ".

شاركت في حوالي 27 مسرحية لبنانية منها "موسم العز"، "دواليب الهوا"، "ست الكل"، "شهر العسل"، "ست الكل"، "كنز الأسطورة".

نالت "صباح" خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والأوسمة؛ حيث حصلت علي ثلاثة أوسمة تكريمية من ملك الأردن الراحل "الحسين بن طلال"، كما كرمها الرئيسان التونسي "الحبيب بورقيبة" والسنغالي "ليوبولد سينغور"، ومنحها الرئيس الراحل "أنور السادات" الجنسية المصرية تكريماً لها.

تغنًّت بحوالي 3500 أغنية من بينها أغاني المهرجانات والأفلام والمسرحيات، كما شاركت في نشيد "الوطن الأكبر" للموسيقار محمد عبد الوهاب إلى جانب مجموعة من عمالقة الطرب آنذاك.

تُعتبر "صباح" ثاني فنانة عربية بعد "أم كلثوم" تغني على مسرح الأولمبيا في باريس في الستينات.

نجاح "الشحرورة" لم يعتمد فقط على حلاوة صوتها، والتدقيق في اختيار الكلمات والألحان وإنما لخفة دم اشتُهرت بها وأداء رقيق اقترب في كثير من الأحيان لدرجة "الدلع"، وهو ما تسبب في منع إذاعة أغنية لها لفترة طويلة.

عندما اقترب عمرها من الثمانين، وقعت في غرام "عمر محيو" ملك جمال لبنان السابق، الذي كان في العشرينات من عمره، وعاشا قصة حب دامت عامًا ثم انتهت.

تنبأت بانتهاء حكم المعزول "مرسي" قبل الإطاحة به، وأكدت أن جيش مصر هو حاميها.

قالت قبل وفاتها بفترٍة قصيرة "لا أخاف الموت أبداً لأنهم يقولون إن من يموت يرى أحباءه الذين توفوا منذ زمن، وأنا اشتقت لأهلي وأقاربي وأصدقائي الذين فارقوني وأود رؤيتهم بعد كل هذه السنوات".

أصابتها عدة جلطات بمناطق مختلفة من الجسم، ولكن ما كان يخفف عنها ويسعدها كثيرًا أنها كانت تستطيع الإنفاق على نفسها خلال أزماتها الصحية إضافًة إلى وجود أقاربها جانبها الأمر الذي كان لا يسمح لإحساسها بالوحدة أن يعرف لها طريقًا.

في فجر يوم 26 نوفمبر عام 2014 رحلت عن عالمنا الفنانة "صباح" بعد أيام من احتفالها بعيد ميلادها السابع والثمانين لتلتقي بأحبتها ممن فارقوها.