ألغاز سقوط الطائرة الروسية في سيناء
تحطمت، السبت، طائرة روسية من طراز إيرباص 321 فوق جزيرة سيناء، كانت تحمل على متنها 224 شخصًا، بينهم 17 طفلاً على الأقل. الطائرة أقلعت من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية، حيث سقطت بالقرب من العريش.
ألغاز عديدة، حملها الحادث نتجت عن تضارب الأقوال بين الجهات المعنية سواء المصرية التي وقعت الحادثة على أراضيها أو الروسية.. وتعددت الروايات بشأن أسباب سقوط الطائرة.. ليظل الصندوق الأسود هو الأمل الوحيد في الكشف عن الحقيقة.
اللغز الأول:
في مقابلة مع قناة "إن تي إن" الروسية"، كشفت "ناتاليا توخاشيفا"، زوجة مساعد الطائرة الروسية المنكوبة عن تفاصيل آخر اتصال هاتفي تم مع زوجها قبل دقائق من وقوع الحادث.
وأشارت إلى أن ابنتهما، أجرت اتصالاً هاتفياً بوالدها قبل أن يصعد إلى الطائرة المنكوبة في رحلتها الأخيرة، وقالت إن زوجها اشتكى من الطائرة، وقال إن الحالة الفنية لها ليست على ما يرام.. وفي ظل وجود اتفاق بين شركة "مترو جيت" الروسية وشركة "مصر للطيران" ينصّ على أن تقدم مصر للطيران خدمة الفحص الفني للطائرات التابعة للشركة الروسية بناءً على طلب الأخيرة فقط .. يبقي السؤال لماذا لم يطلب المسئولين عن الطائرة فحصها قبل الإقلاع ؟!.
اللغز الثاني:
وصف مصدر فني مطلّع، يعمل في مصر للطيران، شركة "مترو جيت" الروسية بأنها ذات سمعة مثيرة للجدل في الأوساط الجوية العالمية، حيث يشوب تعاملاتها الكثير من المخالفات.. وهو ما يثير تساؤلات عن استمرار عمل الشركة رغم السمعة السيئة!.
اللغز الثالث:
عدم طلب فاليري نيموف، قائد الطائرة الهبوط الاضطراري، واختفائها من علي شاشات الرادار بعد 23 دقيقة فقط من إقلاعها. رغم أن "نيموف" من أمهر الطيارين الروس، وصاحب خبرة واسعة، حيث كان في الأصل طيارًا سابقًا في الجيش الروسي وخدم في الطيران العسكري، وكان يقود المقاتلات، والطائرات العسكرية التي تقل كبار الضباط العسكريين والشخصيات العسكرية، وتدرب على قيادة مختلف أنواع الطائرات المدنية مثل "توبوليف 134" و"توبوليف 154"، ومن ثم أتقن قيادة طائرات طراز "بوينج" و"إيرباص"، حسب شهادة المتحدثة الرسمية باسم شركة الطيران" المالكة للطائرة ، التي استبعدت وجود خطأ بشري وراء سقوط الطائرة ورجحت حدوث عطل فني .
اللغز الرابع:
وهو الأهم بالنسبة لنا، لكونه يمس الأمن القومي المصري هو بيان تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي زعم فيه أنه أسقط الطائرة الروسية؛ حيث نشر التنظيم بيانًا، قال فيه: "تمكن جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء تقل على متنها ما يزيد على 220 قتلوا جميعًا".
ووجه التنظيم رسالة إلى روسيا، بأنه لا أمان لهم في أراضي المسلمين وأن قتل العشرات يوميًا على أرض الشام سيجر عليهم الويلات وكما تقتلون تُقتلون.. ولم يذكر التنظيم الآلية التي استخدمها لإسقاط الطائرة، وما إذا كانت الحادثة موثقة بالفيديو أم لا ؟.
وقال اللواء محمد نبيل، الخبير الأمني، أن بيان "داعش" به تزيد، وربما يكون محاولة لاستغلال الموقف لتحقيق نصر زائف، لاسيما وأن القوات المسلحة عقب عملية "حق الشهيد" التي نفذتها الأيام الماضية لاستئصال الإرهاب، أصبحت متمكنة ومسيطرة علي شمال سيناء بالكامل.
وأكد أن تحليل الصندوق الأسود هو السبيل الوحيد لتوضيح كافة الحقائق وإثبات مدي صحة بيان داعش.
نقلا عن الدستور