رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخف آمن فقط ما أن دخلت الثمرة المحرمة جوف الانسان حتى دخلته ُ الخطية ولوثت داخله . أحدثت الخطية فيه ما لم يحدث له من قبل ، ناداه الرب فخاف منه واختبأ . لم يعرف الخوف الا بعد أن اقترف الخطية . ملئه الخوف واحتواه بجناحيه السوداوين . منذ ذلك الوقت ولا ينجو انسان ٌ من الشعور بالخوف ، الخوف الذي يحصره ُ ويعصره . ونحن نعيش الخوف كل ساعات اليوم . لا تخلو ساعة من هجمات الخوف علينا . في كل ركن ٍ مظلم نتوقع خطرا ً فنخاف ، وخلف كل منحنى ً في الطريق ، مجهول ٌ خفي فنرتعب . ترتعش اوصالنا وتتلوى أمعائنا وترتجف ركبنا وتتمزق عقولنا من الخوف . لا ينجو أحد من الخوف ، أشجع الشجعان يخاف ، الشجاعة حسن مواجهة الخوف . من حقنا أن نخاف . لنا الحق أن نخاف فنحن بشر لكن ليس لنا أن نستسلم للخوف . عاش داود النبي هاربا ً من النبي شاول ، كان ينام مفتوح العينين خائفا ً . كان يتصور انعكاس ضوء القمر على ورق الشجر نصلا ً موجها ً نحوه لقتله ِ . صوت دبيب الحشرة بجوار أذنه أقدام جنود شاول جاؤوا يفتكون به . وفي وسط خوفه كان يرفع وجهه الى الله يصلي " طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي " كان يستدعي الله ليكون معه ُ وسط خوفه . لم يشعر بالأمان الا والله معه : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي " وسط العاصفة في منتصف الليل والظلام يغطي البحر والسفينة والتلاميذ ، صارعوا الأمواج وصرعتهم الأمواج . قاوموا الريح وكسّرت الريح شراعهم . وسط هدير الموج ، وسط زئير الرعد ، وسط طعنات البرق وسط الزوبعة ، جاء المسيح ماشيا ً على الموج ، فوق البحر ، فوق العاصفة ، فزاد فزعهم وخوفهم . هدر صوته ُ وعلا فوق كل صوت . قال لهم : " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " وهرب الخوف بحلوله ، جمع أذيال ثوبه ِ وجرى واختفى حين رأوا المسيح وسط العواصف التي تحل بك ، يأتي المسيح ويقول : " لا تخف آمن فقط " في أعماق الهاوية التي لا قرار لها وأقدامك لا تجد موطئا ً لها ، يقول : لا تخف آمن فقط وسط المعركة الروحية الرهيبة حولك والأسلحة مشرعة ٌ ضدك ، تسمع : لا تخف آمن فقط وأنت ملقى ً ضعيفا ً عاجزا ً والموت يحوم ُحولك ، يقول لك : لا تخف آمن فقط كن شجاعا ً ، الشجاعة تأتي اليك حين تراه بعين الإيمان معك . لا تخاف الخوف ، الخوف ليس قاتلا ً ، لن يقتلك الخوف أبدا ً. واجه الخوف بالإيمان . انتظره ُ تجده بجوارك . |