صحيفة إيطالية تكشف خطة أردوغان السرية للفوز بالانتخابات البرلمانية

[Mary Naeem]

صحيفة إيطالية تكشف خطة أردوغان السرية للفوز بالانتخابات البرلمانية

تستعد تركيا للانتخابات البرلمانية التي ستحسم مستقبل رجب طيب أردوغان رئيس البلاد بعد 4 أيام، انتخابات لا يبدو الرئيس التركي مستعداً لقبول فكرة خسارتها، أو تراجع حجمه وحجم حزبه فيها، الأمر الذي جعله يبادر إلى تنفيذ خطته السرية للفوز بها مهما كلف الأمر، وفق ما أوردت صحيفة لاستامبا الإيطالية.


وتقوم استراتيجية أردوغان حسب الصحيفة على محاور أربعة، تتمثل في خنق الإعلام، ضرب الأكراد، وأخيراً رفض العودة إلى التوقيت الشتوي وتمديد العمل بالتوقيت الصيفي حتى نهاية الانتخابات، فكل دقيقة إضافية تعني أصواتاً محتملة ولامجال لإهدارها.


مصادرة على الهواء
وتُضيف الصحيفة أن أردوغان وضع منذ فترة طويلة خطته للتخلص من الإعلام المناهض له، ولكن صعد من هجمته في الأيام القليلة الماضية، من ذلك أنه وبعد منع القنوات التلفزيونية المشكوك في ولائها من البث الفضائي عبر مؤسسة ترك سات، انتقل على ما يبدو إلى المرحلة الثانية من هذا المخطط، بمصادرة شاشات القنوات المعادية له مباشرة، وهو ما أقدم عليه منذ يومين لتصادر الشرطة معدات بث واستوديوهات تصوير بعض القنوات القريبة من عبد الله غولن، عدوه اللدود في السنوات الأخيرة، على الهواء مباشرة، بعد أن تدخلت الشرطة أثناء البرامج التي كانت تبث بصفة عادية لتنفيذ أوامر أردوغان، بإغلاق 7 قنوات فوراً، التي تابعها ملايين الأتراك على شاشاتهم الصغيرة.


الشرطة رئيساً للتحرير
أما القنوات والصحف ومواقع الانترنت التي لم تغلق بعد فإنها لم تُفلت على ما يبدو من ثورة ويد السلطان الحديدية، بعد أن أصبحت الشرطة من الديكور الثابت والقار فيها وبين جدرانها، التي أصبحت مشرفة على إدارتها وعلى خط تحريرها، مثلما أصبح عليه الوضع في قنوات وصحف مجموعة ايبك، مثل كنال تورك وبوغون تي ي وصحيفة نقطة المتخصصة في الاستقصاء وصولاً إلى قناة تلفزيونية متخصصة في برامج الأطفال.


ضرب الأكراد
ومن الإعلام إلى الأكراد، خاصة بعد القفزة التي حققها حزب الشعوب الديمقراطي، في الانتخابات الأخيرة، وسارع أردوغان إلى التنصل من التفاهمات والاتفاقات السابقة مع حزب العمال الكردستاني، ويضرب بقوة قيادات ومعاقل الحزب والمقربين منه سواءً كان في تركيا نفسها أو في العراق أو في سوريا كما في اليومين الأخيرين.


ولمثل هذا التوجه حسب الصحيفة مزايا كبيرة، أهمها تأمين مداعبة المشاعر القومية وتأجيجها من جهة، ولكن أيضاً ضمان حضور أردوغان قائد الحرب، إعلامياً بشكل مكثف، من ذلك ورغم أنه لم يشارك في أي اجتماع انتخابي لحزبه مثلاً إلاّ أن حضور أردوغان حسب الصحيفة الإيطالية، طاغٍ بشكل كبير خاصة في القنوات التلفزيونية.


29 ساعة من الحضور التلفزيوني

وحسب دراسة لصحيفة زمان التركية، ظهر في القنوات التلفزيونية التركية على امتداد الأيام الخمسة والعشرين الماضية، بما يُعادل، 29 ساعة من المواد المرئية، التي تشمل الفيديو ونشرات الأخبار والتقارير الصحافية وغيرها، متأخراً بساعة واحدة عن حزب العدالة والتنمية التي بلغ إجمالي التغطيات لحملاته الانتخابية في القنوات التلفزيونية 30 ساعة.


وبالمقارنة لم يحصل أكبر حزب معارض في الحزب الحزب الشعب الجمهوري إلا على ما يُعادل ... 18 دقيقة.


أما الجزء الأخير من الخطة الرئاسية فتتمثل في إطالة ساعات اليوم، وبالتحديد، ضوء النهار، وذلك بتأجيل العودة إلى العمل بالتوقيت الشتوي، في 25 أكتوبر(تشرين الأول) إلى ما بعد الانتخابات.


توقيت صيفي
ولهذا التأجيل الذي أثار نقاشات واسعة في تركيا، أثره في تعزيز حظوظ حزب أردوغان، بضمان حضور أكبر في الحملات الانتخابية، وخاصة الأحد القادم يوم الانتخابات، وهو الذي يعرف أن المساء الذي يحل باكراً في تركيا، وخاصة في مناطق الأناضول لا تُشجع الأتراك على الإقبال على الإدلاء بأصواتهم، خاصة في المناطق البعيدة والريفية التي تشكل خزاناً استراتيجياً لأردوغان وحزبه، فكل ساعة إضافية تعني عشرات وآلاف الأصوات الإضافية حسب تقدير الرئيس التركي، بما يدعم حظوظ حزبه في الفوز، وحظوظه الشخصية في تحقيق أهدافه السياسية.

نقلا عن الفجر