وزير الثقافة ابتعاد الرئيس يربك الشارع
اعتبر الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة، أن السبب الحقيقي وراء غياب الناخبين عن العملية الانتخابية، هو هشاشة الأحزاب السياسية، مؤكدًا أن ابتعاد الرئيس قد يكون مربكًا للأحزاب وللشارع أيضًا. وكان نص مقال "النمنم" في صحيفة "المصري اليوم": أهم ما كشفت عنه نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، هشاشة التواجد الحزبى فى الشارع، المرشحون الأفراد الذين نافسوا ونجحوا، يحسب كل منهم على نفسه، بشخصه وتاريخه وجهده، وليس بفضل دعم حزب معين له، أو انتسابه إلى حزب من الأحزاب، أما القوائم فهى- كما ترى- خليط من أفكار ورؤى متعددة، يربط بينها اتجاه عام، التقى هؤلاء حوله. جزء من قلة الإقبال على التصويت، عدم وجود أحزاب يمكنها أن تحشد المواطنين وتجذب الناخب إلى برامجها وإلى أشخاصها، وهذه الحالة على العموم، ليست جديدة، هى متكررة فى الانتخابات البرلمانية منذ حوالى عقدين؛ فى انتخابات برلمان سنة 2000 كانت نسبة الحضور الفعلية أقل من 6% وفى انتخابات مجلس الشورى سنة 2012 كانت النسبة أقل من 14%، ومن الواجب القول إن العاصمة لم تظهر فى الصورة بعد، إذ إنها ضمن المرحلة الثانية، وفى العاصمة نسبة لا يستهان بها من الأصوات، حوالى ربع من لهم حق التصويت على مستوى الدولة، وفيها تتضح الأمور أكثر وتبرز المفاجآت، لكن ليس من المتصور أن تكون هناك مفاجآت كبرى بالنسبة للأحزاب. هشاشة الوضع الحزبى فى مصر، ليست جديدة، ونلمسها جميعاً، ربما كان من الممكن تفهم ذلك مع عودة الأحزاب سنة 1976، كنا فى بداية التجربة، لكن بدا واضحاً منذ نهاية الثمانينيات أن الأزمة أعمق بكثير، وكانت الحجة الجاهزة لدى الأحزاب، هى هيمنة الحزب الوطنى (الحاكم) وكان ذلك صحيحًا إلى حد كبير، لكن فى المقابل لم تبذل الأحزاب جهدًا كافيًا للنزول إلى الشارع وتطوير برامج تتجاوب مع الواقع، الأمر الذى أتاح لعشاق القفز فى الظلام الظهور فى المشهد. ومنذ سنة 2011 صدر حكم قضائى بحل الحزب الوطنى، ولم يبدِ أنصاره أى تمسك به، فلم يحاولوا قضائيًّا الطعن على الحكم، والسعى إلى إعادة بنائه، وكان أن سعى بعضهم إلى تأسيس أحزاب جديدة أو الانضواء تحت أحزاب قائمة، والآن صارت الحقيقة واضحة أمامنا، أنه على الأرض، لا وجود حزبى فاعل، يمكن أن يجتذب إليه المواطن. ولأول مرة لا يكون للحكم حزب يعبر عنه، فى العهد الملكى، كان القصر يسعى إلى تأليف أحزاب، تنفذ له ما يريد، تأتمر بأمره من خلف الستار، وأحياناً كان القصر يتدخل لإحداث انشقاق داخل حزب بعينه، وهكذا فعل أحمد حسنين باشا مع الوفد، حين انشق مكرم عبيد عنه مشكلاً حزب «الكتلة الوفدية»، وفى بعض اللحظات كانت هذه الأحزاب تشكل الحكومة، أكثر من ذلك لجأ القصر الملكى، فى بعض الحالات، إلى تبنى بعض الجماعات ودعمها، من وراء الكواليس لمناوأة حزب الوفد، والهتاف للملك، كما حدث مع حسن البنا وجماعته، منذ قيام الحرب العالمية الثانية 1939. فى زمن الرئيس عبدالناصر كان هناك الاتحاد الاشتراكى العربى، وكان عبدالناصر هو رئيسه الأعلى، وفى زمن الرئيس السادات بقى وضع الاتحاد الاشتراكى حتى سنة 1975، وكان السادات رئيسه أيضًا، ثم تأسست الأحزاب وصار السادات رئيسًا للحزب الوطنى، إلى أن خلفه الرئيس مبارك فى رئاسة الحزب، وقامت ثورة يناير 2011 وجاء الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وكان من قلب تنظيم عنكبوتى وله حزب يعبّر عنه، والآن جاء الرئيس السيسى ليس عضوًا ولا رئيسًا لأى حزب، ويؤثر أن يكون بعيدًا عن هذه العملية، وهو مُحق فى ذلك بعد كل ما جرى. ابتعاد الرئيس عن التحزب يعنى أن الفرصة متكافئة بين الأحزاب على مستوى الشارع وفى التعامل مع الإدارة الحكومية، خاصة أن معظم الأحزاب ضجت من انحياز الإدارة الحكومية إلى حزب الرئيس طوال التسعينيات وحتى انتخابات سنة 2010، أعرف أن ابتعاد الرئيس قد يكون مربكًا للأحزاب وللشارع أيضًا، من قبل كان حزب الرئيس يحدد المواقف، ويجعل كل حزب يتخذ منه موقفًا واضحًا بالاقتراب أو الابتعاد، وكذلك الأمر بالنسبة لانحيازات الشارع، هناك قطاع فى المجتمع يطمئن دائمًا أن يكون مساندًا للدولة وللحكم ويثق فى خياراتها، حتى لو اختلف معها فى بعض التفاصيل وبعض السياسات، وهناك من يختار أن يكون على اليسار أو على اليمين من سياسات الدولة. الآن، هذا الموقف الحزبى ليس قائمًا؛ مما يفرض على الأحزاب مسؤوليات عديدة، أهمها إعداد برامج واضحة تحدد انحيازاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومحاولة تقديم نفسها للشارع بصورة أفضل، والبحث عن وجوه جديدة، أعرف أن بعض الأحزاب تكتفى بظهور عدد من قادتها فى برامج التوك شو، وهذا مهم، لكنه ليس كل شىء، الأخطر أن قطاعاً واسعاً من الرأى العام اكتفى بالقنوات الفضائية وبعض برامجها، بديلاً عن الأحزاب وأنشطتها. نتيجة المرحلة الأولى تعلن بوضوح أن أمام الأحزاب تحديات حقيقية، إن أرادت التأثير فى مجريات الأحداث، وأن يكون لها دور فى عملية التشريع وفى رقابة الأداء الحكومى والتواصل مع المواطنين. اشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة أخبار متعلقة الثقافة، النمنم، الرئيس، الانتخابات، البرلمان تعليقات facebook تعليقات الموقع المزيد من الاخبار » "الخارجية": محادثات دولية مرتقبة بشأن سوريا » "السناوى": شىء غير صحى بالعلاقات المصرية السعودية » "حمزاوي" يدعو لتدشين حملة جديدة لوقف التعذيب » منظمة حقوقية: إقبال اليوم الثاني ضعيف » "القومي لحقوق الإنسان": رصدنا رشاوى انتخابية » أزمات دفعت 7 مسئولين للاستقالة » مكرم لـ "السيسى": لا تتعجل مشروع الضبعة » نرصد أبرز 5 فتاوى عن الانتخابات البرلمانية » لجان بولاق الدكرور.. لم يحضر أحد » مكرم محمد أحمد: أتمنى زيادة عدد الناخبين مقالات اليوم الفضيحة عنوانها : الاسكندرية ! جمال سلطان تونى بلير بالمصرى! محمود سلطان مؤتمر مطروح خيال أم واقع؟ حسام فتحي بين الجيد .. والمزيف طه خليفة صباحك عسل.. (خبر عاجل وخطير.. الحكومة تكشف سر غرق الإسكندرية) محمد حلمي
المصريون