الصحة العالمية» تدرج المواد المصنعة كأبرز مسببات السرطان

[Mary Naeem]

الصحة العالمية تدرج المواد المصنعة كأبرز مسببات السرطان



«الهوت دوج.. الهامبرجر.. اللانشون».. باتت الوجبات الأساسية عند المصريين بل في كل دول العالم؛ لما تحتويه على مكسبات طعم ورائحة، تجذب عددا كبيرا من الأطفال والشباب، وتلجأ إليها بعض النساء العاملات لسرعة تحضيرها، إلى أن ظهرت دراسات وأبحاث تنادي بالابتعاد عن تناول اللحوم المصنعة لاحتوائها على مواد مسرطنة.

وعن مخاطر اللحوم المصنعة، كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن منظمة الصحة العالمية WHO على وشك إدراج لحم الخنزير المقدد والبرجر والسوسيس والبسطرمة واللحوم المصنعة بمختلف أنواعها، ضمن قائمة أكثر المواد المسببة للإصابة بالسرطان، جنبًا إلى جنب مع السجائر والزرنيخ والأسبستوس والخمور.

تحذيرات
وأكد التقرير، أن هذا القرار سيؤدي إلى حدوث تغييرات في التوصيات الغذائية، مع إضافة بعض التحذيرات على عبوات الأطعمة، لافتًا إلى أن سرطان القولون يعد من أكثر الأورام التي تتسبب فيها اللحوم المصنعة، التي تساهم في وفاة أكثر من 150 ألف شخص سنويًا داخل المملكة المتحدة وحدها.

ومن المتوقع أن يصدر قرار منظمة الصحة العالمية باعتبار اللحوم المصنعة ضمن قائمة المواد المسرطنة، وذلك بعد انتهاء اجتماع فريق كبير من العلماء تم اختيارهم من 10 دول مختلفة، من ضمنهم المملكة المتحدة؛ وذلك لتقييم جميع الأدلة العلمية المتاحة حول أضرار اللحوم المصنعة.

مكونات اللحوم المصنعة
وكشفت بعض الأبحاث الغذائية، في الفترة الأخيرة، أن اللحوم المصنعة التي تتمثل في الهوت دوج والسالامي، الناجتس، البسطرمة، الهمبرجر واللانشون، ليست كما يزعم البعض بأن مكوناتها تتضمن لحوما طازجة صالحة للاستخدام الآدمي، بينما يلجأ مصنعوها إلى استغلال ذبائح اللحوم كالأمعاء والكرش وعظام الذبائح، بعد طحنها وسحقها، ومن ثم إضافة التوابل والمواد الحافظة لتحسين لونها ومظهرها وتغطية عيوب مذاقها.

مكعبات المرق
كما شاع في السنوات الأخيرة، استخدام مرق الدجاج المصنع كبديل للآخر الطازج، الأمر الذي أثار بعض التساؤلات حول مكونات تصنيع مرق الدجاج؛ حيث ظهرت بعض التحذيرات التي تشير إلى خطورة المرق المصنع؛ لما يحتوي عليه من مواد حافظة، فضلًا عن عدم استخدام لحوم الدجاج في تصنيعها بل يتم استغلال عظام وجلود ونفايات الدجاج، التي تتخلص منها لحوم الدجاج المصنعة.

وتمر اللحوم المصنعة على عملية معالجة، تتمثل في تجفيف وطحن، خلط، ومعالجة حرارية، وأخرى كيميائية تعمل على التمليح، والمعالجة بمادة النايتريتو ملح الصوديوم، لتحسين الذوق، والملمس، ولحفظ مدة صلاحيتها، وفق ما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO.

وأشارت بعض الدراسات، إلى أن مادة النايتريت، التي تضاف على الأغذية المصنعة للحفاظ على لونها الوردي، لها علاقة بمستويات النايتريت في الدم، واضطراب بطانة الأوعية الدموية، والتأثير على استجابة الأنسولين، وفي معظم الأحيان يتحول إلى مواد مسرطنة، كما يتهم ملح الصوديوم، بمساعدته على ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويأتي ذلك على خلفية ارتفاع كمية الصوديوم في الدم.

اللحوم المصنعة
وتتهم عدد من الدراسات، اللحوم المصنعة بأنها أحد أبرز مسببات السرطان؛ حيث أظهرت دراسة حديثة، أن النساء اللائي يتناولن الهامبرجر واللحوم الحمراء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

وفي الدراسة الجديدة، قام باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية، بتحليل بيانات لأكثر من 88 ألف امرأة بين 25 سنة حتى 45 سنة، ملأن بيانات الاستطلاع في 1991.


وقدر علماء، باستخدام نموذج إحصائي، أن هناك 6.8 حالات إصابة بسرطان الثدي من بين 1000 امرأة فوق 20 سنة، تناولن أكبر كمية من اللحوم المصنعة والحمراء شاركن في الدراسة.

اللحوم الحمراء
وبحسب العلماء، فإن البروتين الموجود في اللحوم الحمراء يشتبه في أنه يُسرع من انقسام الخلايا ونمو الورم، كما أن المواد الكيميائية مثل النترات الموجودة في اللحوم المصنعة يرجح أنها مسرطنة.

ووفقًا لدراسة نشرت بصحيفة «ديلي ميل»، تضمنت 3 آلاف امرأة، فإن اللحوم الحمراء على حد سواء غير المجهزة والمصنعة، تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك القصور في وظائف القلب، ما يؤدي إلى ضيق في التنفس وآلام أو موت مفاجئ.


ووجدت الدراسة، أن من يأكلون لحوما مصنعة بمعدل 75 جراما يوميًا، تصل نسبة إصابتهم بقصور بوظائف القلب إلى 24% أكثر من الذين يأكلونها على فترات متباعدة، وأوصت الحكومة البريطانية بعدم تناول ما لا يزيد عن 70 جراما من اللحوم المصنعة في اليوم؛ لتقليل خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.