رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يتألم بسبب الخزي الذي تحمله أحباؤه لا يخز بي منتظروك يا سيد رب الجنود، لا يخجل بي ملتمسوك يا إله اسرائيل. لأني من أجلك احتملت العار. غطى الخجل وجهي (مز69: 6، 7)عندما ترك الرب يسوع عبيد الرؤساء الدينيين يمسكونه، لا بد أن يكون تلاميذه قد تساءلوا عدة أسئلة. لقد رأوا سيدهم يُعامَل مثل أدنى الأشرار! كيف يمكن أن الذي في عيونهم كان هو المزمع أن يفدي اسرائيل (لو24: 21) تُساء معاملته إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا يستخدم قوته التي بها صنع آلاف المعجزات التي كانوا شهوداً لها؟ ألم تكن تلك المعجزات تبرهن على أنه هو المُرسل من الله، المسيا الموعود به؟ هل لم يَعُد الله بعد معه؟ إن الصلاة الحارة موضوع عددي التأمل اليوم، تُظهر انشغال الرب بينما كان يُقاد من محكمة إلى محكمة إلى أن وصل إلى مكان عذابه؛ لقد كان يفكر في تلك الأسئلة التي كان تلاميذه يتساءلونها، وفي الخزي الذي كانوا يشعرون به بسبب ما حدث له! إن السبب في ذلك هو أنه أحب محبة عميقة أولئك الرجال والنساء الذين على مدى أكثر من ثلاث سنوات تبعوه في جميع أسفاره! لقد أحبهم محبة بشرية لأنه كإنسان كامل كان عُرضة لنفس انفعالاتنا. كم من روابط نشأت على طول المراحل التي قطعها، وكم من الأخطار تشاركوا فيها، وكم من انتصارات أُحرزت، وكم من إعلانات قيلت! نعم، لقد تركوا كل شيء لأنه كان لهم إيمان به، وكان الرب يفكر في خيبة الأمل التي كان يمكن أن يشعروا بها لو ظنوا أنهم كانوا مخدوعين! لقد سبق أن أخبرهم مقدماً بما كان ينتظره، وسبق أن شجعهم بأن قال لهم « لا تضطرب قلوبكم » (يو14: 1). ومع ذلك فإن مخلصنا العزيز يعلم جيداً المشاعر الإنسانية، وصلى إلى أبيه حتى لا يكّل الذين آمنوا به من العار بسببه. وهكذا فإن هذا الألم من جهة خاصته يُضاف إلى آلامه التي احتملها من قِبَل البشر. وكونها مُعلنة لنا، يُظهر جانباً من جوانب محبة الرب لنا. مُبدع الكونِ القدير سُمرّ فوق الصليب فرَّ عنه كل خلٍ مثل إنسان غريب أمسكوا الرب يسوع أوثقوه بالحبال واقفاً وقفة عبدٍ وهو رب مُتعال |
|