رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت اظن انة يوما عاديا فكل شىء كما هو الى ان صلت الى مقر عملى فوجدتهم جميعا يتحدثون بصوت مرتقع و سمعت اسمى فى منتصف الحديث الى ان دخلت عليهم و قلت " صباح الخير " فرد احدهم و الباقى ادار ظهرة بعيدا و مضى " ليس هناك صباح فانت من اليوم ليس لك مكانا بيننا !!! " فقلت له متعجبا " من ؟؟ أنا ؟؟! .. لماذا لا اجد مبرر لقولك هذا ؟! " فقال " انت تعلم و لا يجب أن افصح اكثر من ذلك " فخرجت و انا اضرب كفا بكف ، فالأمس كان يوما عاديا و كنت اظن ان اليوم كذلك ايضا ما الذى جعلهم يتغيرون نحوى فجأة ، حقا كان شيئا غريبا و كنت احدث نفسى " اصبحت بلا عمل بدون سبب " ثم قررت ان اذهب الى اعز اصدقائى ، فانا تعودت مناقشتة فى مشاكلى و ما ان دخلت الشارع حتى لمحته واقفا فى الشرفة فاشرت لة بيدى ، و لكنة دخل فجأة دون أن يرد التحية فقلت لنفسى " لعلة ذهب ليفتح الباب ، اراد ان يكسب وقتا ليس اكثر" .... " فلان ليس موجودا " كان هذا رد والدتة و هى تفتح الباب لى .. فقلت لها مندهشا " كيف ؟ و انا رايتة فى الشرفة منذ قليل ؟!! " .. ثم خرج صديقى مسرعا من الداخل و كان كل شر العالم يجتمع فية و قال " من اليوم لا ارديك صديقا لى فأنا نادم على كل لحظة كنت اتحدث فيها اليك ، أخرج من هذا البيت و لا تعرف لة طريقا بعد الآن "" فصرخت فية " لماذا تتصرفون كلكم بغرابة اليوم ، ماذا حدث ؟؟!! " فرد و هم يهم بغلق الباب " انت تعلم و لا يجب ان افصح اكثر من ذلك " ( نفس الجملة التى سمعتها فى العمل ، العلهم اتفقوا علىّ جميعا ، فنزلت و انا ادمع و اخذت اردد بينى و بين نفسى " اليوم خسرت عملى و اعز اصدقائى و لا ادرى لماذا ؟؟! " ثم اخذت طريقى عائدا الى المنزل بعدما احسست انة يوما لا يجب ان اعيش فية ،و ما ان دخلت الشارع حتى رأيت الناس تتصرف بغرابة .. فهذا يهمس فى اذن صاحبة و ذلك يبصق على الارض بالقرب منى ، و نظرات و ايماءات و اشارات لا افهم منها شيئا .. فقلت لنفسى " على العموم هذا ليس اغرب مما شاهدتة اليوم " .. و فتحت باب المنزل و اذ بالباب يفتح من الداخل دون تدخل منى و ارى اخى الاكبر ماسكا بيدة شنطة كبيرة و اسمع امى فى الداخل تبكى و تنوح و هى تقول " كان اولى بى الموت لحظة ولادتة .. لا اريد ان اراة ." و صوتا يقول لأبى " لا تخرج انت حتى لا تنفعل علية ساعطية الشنطة و يمضى " ثم وضع امامى الشنطة و قال لى " يجب أن تنسى انك عشت فى هذا البيت ، لا نريد رؤيتك فى الدنيا مرة أخرى و أعلم ان هذا هو اقل عقاب لك " .. فصرخت بشدة " لماذا تفعلون هذا بى ماذا حدث ؟؟!!!! " فلم يجب اخى و اغلق الباب فى وجهى .. وسط نظرات الناس من حولى ... فانفجرت فى البكاء و لم اعد قادرا على تمالك اعصابى .. و قررت ان اذهب الى اخر مكان ممكن ان يستوعبنى فية احد .. و ما ان دخلت حتى رايت ابى الكاهن و اب اعترافى واقفا امامى و كانة كان ينتظرنى .. فارتميت فى حضنة و اخذت ابكى كالأطفال .. " لقد رفضتنى الحياة يا ابى و لا اعرف السبب ليتنى اعلم لكى استريح " .... فقال لى فى شفقة " انا اعلم " .. فانتفضت امامة و قلت لة "ارجوك يا ابى اخبرنى ماذا حدث " .. فصمت قليلا ثم نظر الى عينى و قال " لقد كشف الله خطاياك لكل انسان انت تعرفة " فنظرت لة فى دهشة و فزع و كاد ان يغمى علىّ فاخذنى و اجلسنى و جلست احدث نفسى " يا الهى هناك الكثير الذى لا يجب ان يعلموة الناس عنى .. كيف ساعيش بعد اليوم .. كيف ساواجة الناس .. " ثم التفت الى ابى الكاهن و قلت " كيف حدث ذلك ؟؟ هل اعلن الله الحرب علىّ ؟ هل ترك العالم بكل مشاكلة لكى يضعنى امامة و يستذنبنى و يفضحنى هكذا ؟؟ !!" فقال لى ابى " صدقنى يا ولدى انا لا ادرى لماذا و لكن ما اعرفة قلتة لك " و عدت احدث نفسى " يالمصيبتى و طامتى الكبرى ، آة يا رب لقد حطمتنى .. كيف ساعيش ؟؟!! لابد و ان اموت ... لا بد " ثم قال لى ابى " لا تيأس ان رحمتة واسعة " .. فاتفعلت قائلا " العلة ينسى العالم ما قد اعلمة ، مع كل الناس كان رحيما فلماذا أنا ؟ " مرت فترة من الصمت الطويل و لم اسطتع ان اقول شيئا ثم اخذت شنطتى و هممت ان اذهب و التفت الى ابى و قلت " و لكن تذكر يا ابى انك قلت لى ان اعترفت بخطاياك فهو يلقيها فى بحر النسيان لماذا لم يفعل " و جال بخاطرى اشياء كثيرة و لكن اكثر ما كان يشغلنى هو " هناك امورا ما كان يجن ان يعرفها الناس عنى .. لقد حطمنى الله " ثم ذهبت الى اخر مكان لى فى الحياة بعدما قررت ان اتركها .. ووقفت على قمة صخرة عالية و قررت ان القى نفسى فى الماء ، فلا معنى لحياتى الان .. كنت اظن الله طيب و حنون .. و معها قفزت فى الماء . كل شىء انتهى. " " اتفضل يا ابنى " افقت من شرودى على هذا الصوت و قمت من مكانى و انا تائة و توجهت الى الصوت الذى نادانى ، و انا اتعجب مما قد رايت و سرحت فية الان و جلست قليلاً امام هذا الشخص ... و نظر الى هذا الشخص و قال " هل انت مستعد الان ان تحكى لى عن خطاياك للعام الماضى و نبدأ عاما جديدا بلا خطية و بلا خوف " .... ابتسمت ابتسامة رقيقة و قلت لأب اعترافى " ابى هل تعلم ان الله طيب و حنون جدا جدا " .. فرد علىّ ابى " طبعا يا ابنى فانت الان بين يدية ، و خطاياك ستغفر ، و لا يعود يذكرها لك .. و تصير ابيض ناصعا كالثلج اية محبة و حنان اعظم من هذا ؟ و تذكرت المزمور " طوبى للذى غفر اثمة ، و سترت خطيتة ، طوبى لرجل لا يحسب لة الرب خطيتة " ( مز 32 1 ، 2) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
محتاج بس أشوفك فى المشهد وأسمع صوتك يطمني |
إنت ياربي اللي يطمني ويهديني وبيهديني |
موتك من أجلي أمات الموت الذي حطمني |
حطمني الكذب، طريق الباطل والجهالة |
وجودك يطمني |