منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 10 - 2015, 11:58 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,814

الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء

يبدأ الأنسان مع الله بالأيمان كمرحلة أولى ، فيؤمن بالخالق أولاً ، وبعد ذلك ينطلق نحو الفضائل الأخرى ، فيتخطى نحو الرجاء . والرجاء هي أحدى الفضائل المهمة في المسيرة الأيمانية . فالمؤمن لا يبقى في مرحلة الأيمان بل يصبح له رجاء في الله ووعوده ، والذي يصبح له رجاء في الله ، فالله سيحبه وستزداد المحبة بين الله والمخلوق لكي تنمو في ذلك المؤمن وترتقي الى قمة الكمال الروحي . فإذا كان الأيمان هو الخطوة الأولى فالخطوة الثانية نحة المحبة والنضوج هي الرجاء .

في الرجاء يبدأ الجهاد للسعي الى الخلاص ، فلو فقد المؤمن الرجاء ، فأنه سيفقد كل شىء ويسقط في اليأس والقلق فتنهار معنوياته الروحية فيضعف أمام التجارب ، لأن تجارب المجرب غايتها قطع الرجاء للعودة الى الوراء . فالمؤمن الذي يلتزم بالرجاء عليه أن لا يضعف بل يقاوم التجارب وينهض من السقطات لكي يستمر ويتحدى . فالذي يملي قلبه من الرجاء ، فالله سيفتح له الطريق ليتألق ولا أحد يغلق لأنه معين لمن ليس له معين ، ورجاء لمن ليس له رجاء . الله لا يغضب من الذي يسقط في التجربة ، لهذا أعطى للمؤمنين به الرجاء في التوبة والعودة اليه . والرجاء لا حدود له مهما كان الأنسان متحطماً في الخطايا كاللص اليمين الذي صار له رجاء فطلب من الرب أن يتذكره في ملكوته . فذلك الرجاء حطم كل قيود الخطايا التي ارتكبها وقطع السبل أمام المجرب في ساعته الأخيرة ، ففشل المجرب الذي قاده الى الموت الجسدي والأبدي .

قيل عن الرجاء بأنها الشمعة المضيئة أمام المؤمن فتملأ قلبه نوراً وفرحاً وتبدد ظلمة اليأس وتمنحه تطلعات واسعة نحو القداسة والخلاص . لذلك كتب الرسول بولس ، وقال ( فرحين في الرجاء ) " رو 12:12 " .

أما كلام الرب يسوع فكان ( ... بل أن كنت أنت تقدر أن تؤمن ، فكل شىء ميتطاع لدى المؤمن ! ) " مر 23:9 " . هنا يعطينا الرب رجاء لا حدود له . فالذي له رجاء لا يتأثر بالظروف وقساوة الحياة بل يستمد عونه من القدرة الألهية الغير المنظورة وحتى وإن تتأخر فعليه أن ينتظر ، وكما قال المرنم ( أنتظر الرب تقوِ ليتشدد قلبك وانتظر الرب ) " مز 14:27 " وهنا يظهر معنى الرجاء على حقيقته . الله يعمل في الخفاء ، والأنسان لا يرى ذلك بل يؤمن بذلك وينتظر بصبرالى أن يأتي الوقت المناسب . فمواعيد الله كثيرة وصادقة في الكتاب المقدس والتي تعلمنا الرجاء وطول الأناة واضعينا رجائنا بيد الله التي ترافقنا بسبب رجائنا الصادق . فالرب يقول ( لا تخف لأني معك ) " تك 24: 26 " وكذلك يقول ( لا أهملك ولا أتركك ) " يش5:1 ، 6 ، 9 " ( فبالرجاء آمن أبراهيم بأنه سيصير أباً لأمم كثيرة ، وفقاً لما قيل له " بهذه الكثرة سيكون نسلك " ولم يضعف في الأيمان حين أدرك أن جسده قد مات ... وأن رحم زوجته سارة قد مات أيضاً ) " رو 5: 8-9 " .

وهكذا بالنسبة الى كل أبناء كنيسة الرب أعطاهم الرجاء ، قائلاً ( أبواب الجحيم لن تقوى عليها ) " مت 18:16 " . وكذلك ( يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ) " أر 19:1 " .

أما أقوال الرب يسوع للمؤمنين به فكثيرة ، منها ( ها أنا معكم كل الأيام الى أنقضاء الدهر ) " مت 20:28 " .( ثقوا أنا قد غلبت العالم ) " يو 33:16 " . ويعطي الرب للروح المؤمنة به هذا الرجاء ( وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ، ولا يخطفها أحد من يدي ) " يو 28:10 " .

إذاً الرجاء هو الأتكال على وعود الرب وكلامه . والأتكال على الله خير من الأتكال على البشر ( مز 118 ) فالذي يربط رجاءه بالله يصبح في يد الله وحده فيظلل عليه بجناحيه ( مز 120 ) . وهو الراعي الصالح الذي يرعى قطيعه فلا يعوزه شىء ( مز 23 ) .

للأرتقاء الى المراحل العليا من الأيمان لا بد من وجود الرجاء القوي الذي يدفع المؤمن الى القمم العالية التي وصلوا اليها القديسين . والله لا ينسى جهاد ورجاء المؤمن مهما كان ضئيلاً ، بل يباركه وينميه لكي يصير كاملاً . فصلاة العشار الخاطىء الذي كان مملوءً من الأتضاع والأنسحاق كان أيضاً فيه رجاء لهذا خرج مبرراً . فجهاد الرجاء نحو كمال المحبة مهمت كان ، فالله لا يهمه الحجم أو الكمية ، بل نوعية الجهاد وعمقه وحكمة الأفراز والروح الطيبة في المؤمن . هكذا يكافىء الرب كل الذين لديهم الرجاء والثقة به فينقش أسمائهم على كفه ويعطي لهم الحياة الأبدية ( أش 16:49 ) .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن أخطر ما يهدد فضيلة الصوم هو خطية الرياء
فضيلة الرجاء والعبور إلى القيامة
الرجاء فضيلة انسانية
فضيلة الرجاء (2)
فضيلة الرجاء (1)


الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024