رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يضطر أطفال مصر إلى الهجرة؟
عرف المصريون الهجرة للخارج من أجل الحصول على فرص أفضل للحياة منذ عدة عقود، سواء كانت هذه الهجرة دائمة أم مؤقتة، كما عرفت مصر ظاهرة الهجرة غير النظامية للعديد من الدول العربية والأوروبية. ويقدر عدد المصريين المهاجرين للخارج بنحو ثمانية ملايين مهاجر. ولكن الصادم هو هجرة الأطفال ضمن قوافل الهجرة غير النظامية، والطفل -حسب القانون المصري- هو من دون سن الثامنة عشرة. وأظهر تصريح لسفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر جيمس موران -خلال ورشة عمل عقدت الثلاثاء الماضي في القاهرة عن الإطار القانوني الدولي لهجرة الأطفال بدون ذويهم تحت رعاية الاتحاد الأوروبي- أن60% من المهاجرين غير الشرعيين من مصر لإيطاليا أطفال وقُصر. ويرى النائب البرلماني السابق مهندس أشرف بدر الدين -وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المصري سابقًا- أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية "المتدهورة في مصر، بكثير من الظواهر السلبية، وحديث المجتمع المصري ومعاناته منذ عقود عن ظاهرتي عمالة الأطفال، وأطفال الشوارع، مقدمة طبيعية لظاهرة هجرة الأطفال المصريين غير الشرعية". وقال للجزيرة نت إن سوق العمل المصري "يستقبل سنويًا 850 ألف فرد من الداخلين الجدد، وفي نفس الوقت لا يستوعب النشاط الاقتصادي حاليًا، إلا جزءًا يسيرًا من هذه الأعداد، مما يفتح الباب بشكل كبير لظواهر سلبية كثيرة، من بينها الهجرة غير الشرعية للأطفال". ويؤكد بدر الدين أن ظاهرة هجرة الأطفال غير النظامية نتيجة لتدهور أحوال الأسرة المصرية، سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي، أو الاجتماعي فبدلا من أن توفر الأسرة لأبنائها استكمال حقهم في التعليم، أو التدريب والتأهيل لممارسة الأعمال المهنية والحرفية، في سن تسمح لهم بذلك، يتم الدفع بهم لمخاطر الهجرة غير الشرعية، سواء كان ذلك بدافع شخصي من الأطفال أنفسهم، أو من الأسر التي ضاقت بها الأحوال الاقتصادية والاجتماعية". واعتبر دخول الأطفال في دائرة الهجرة غير النظامية "إحدى الجرائم البشعة للاتجار بالبشر، ودليلا على عجز مصر عن الاستفادة من مواردها البشرية بشكل يمكنها من الخروج من أزمتها الاقتصادية". ولا يرى "أفقًا إيجابيًا لدى الحكومات الحالية يساعد على مواجهة هجرة الأطفال غير الشرعية وغيرها" مضيفا "بالأمس كنا نتباكى على هجرة العقول المصرية من الشباب والكبار واليوم نتباكى على هجرة أطفالنا". أما الخبير الاجتماعي محمد عبد العزيز فيرى في هجرة الأطفال ظاهرة مفزعة، لأنها تهم شريحة غير ناضجة من الناحية النفسية والجسمانية، وتحتاج لمزيد من الرعاية لدى الأسرة، ومبعث الظاهرة له عدة جوانب اجتماعية، وهي أن هؤلاء الأطفال قد يكونون مدفوعين بتأثير تجارب ناجحة للهجرة غير النظامية، لأفراد قريبين من سنهم، ولذلك يرون أنه لا مانع من أن يكرروا التجربة، وبخاصة أنهم يرون ثمار اقتصادية واجتماعية على من خاضوا التجربة وحققوا حالات نجاح. ويؤكد عبد العزيز "وجود تغير ملحوظ لدى أسر هؤلاء الأطفال، في البنيان الاجتماعي، فالطبيعي ألا تفرط الأسرة في أبنائها في هذه السن، بالسماح لهم بالهجرة أو السفر بطريقة شرعية، فما بالنا بأطفال يتعرضون لمخاطر رحلة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن تحمل تبعات الغربة، والتعامل مع أوضاع قانونية قد تحملهم مسؤوليات قد تفوق قدراتهم". وطالب عبد العزيز الحكومة المصرية بـ"ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الشديدة السلبية، بخطوات عملية حقيقية، بعيدًا عن التصريحات الإعلامية، التي لا تقدم علاجا لأية قضية عامة" وشدد على أهمية دور الجمعيات الخيرية ومؤسسة المجتمع المدني في مواجهة الظاهرة "سواء في جانبها التوعوي، أو تقديم الخدمات اللازمة لهؤلاء الأطفال وأسرهم لتأهيلهم بشكل سليم للاندماج في المجتمع في السن القانونية، وعدم الإقدام على مخاطر الهجرة غير الشرعية". وكالات |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|