رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. (لوقا 1 : 5- 6 ) * آه لقد مرة زمن طويل ونحن ننتظر تلك الطلبة التي كانت امنية قلوبنا في الحياة التي كنا نحياها هنا على هذه الأرض بأن يرزقنا الله بها بولد فنفرح فيه أنا وأبوه والأحباب. لكن طال الأنتظار وبدءت السنين في الجري والعمر يمضي وتجاعيد الوجه والجلد تتسع وتكبر مع كبر عمرنا أنا وزوجي العزيز . * دارت عجلة الزمن بنا متقدمين في الآيام والسنين فقد نكون نسينا طلبتنا الغالية ويحتمل أننا قد نكون أدركنا حقيقة المستحيل كبشر لتحقيق أحلامنا وأخذتنا الأيام لأهتمامات في أمور أخرى ومع مرور الوقت كأننا أضعنا حتى رغبات وأشواق تلك الأحلام التي كانت في مقتبل عمرنا أنذاك فكان رجائنا بأن يسعدنا الله بولد نفرح فيه أنا وأبوه ويكسر حاجزي العاقر الذي كان فيه . * قد ننسى في حياتنا شهواتنا التي لم يعد لها مكان بيننا بحكم طول العمر فيها . وكأن الزمان قد طوى تلك الأحلام التي كانت منيتنا في تلك الأيام مع كل حساباتنا الشخصية والأرضية وتلك الأحلام التي لم يعد لها مكان لأن العمر قد عدى وفات . لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. ( الجامعة 3: 1-2 ) * إن كان شباب العمر قد مضى معه ستمضي كل الأشياء والرغبات بكل ألوانها ، لكن هناك شيء مهم يجب نعيش لأجله وهو أسمى وأعظم من كل ما يمر بنا في الحياة الأرضية ، هو أن نكسب رضى حب الله لنا وأن نسير أمامه بستقامة وقداسة كاملة . أن حب الله العظيم لنا ليس له حدود ولا نهاية له .. فيقول لنا : ...وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، .. ( إرميا 31: 3 ) * وهو القادر القدير وصاحب السلطان بكل ما خلق وأبدع لأجلنا نحن البشر . لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ، (الأمثال 8: 35) * ومن عندنا غير الله الذي فيه وجدنا الحياة وبرضى نعمته التي نحيا فيها بقداسة ، هكذا يجب أن نسير بحسب كلمته ووصاياه ، كما سارة زكريا والصابات أمام الرب بنزاهة وأمانة ملتزمين بكل أعمال الناموس . ان الكتاب يشهد ويقول :(كَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ). * للسماء وقت يتحد فيه عمل الله على الأرض ، الزمان والمكان والغاية ، وجميعها في التمام الصحيح من الوقت الذي يعلن فيها الله عن كلمته الحية لتحيي تلك الطلبات والأمنيات ، وهذا قد يتفاجئ الكثير من البشر ويقولوا لماذا الآن تحققت طلبتنا لقد مرة عليها زمن طويل أو قد نكون نسينا تلك الطلبة أو الأمنية التي كانت غالية علينا في حينها الماضي ؟ . عند العشاء أوضح الرب لسمعان بطرس شيء مهم ! هو أن نؤمن بما يعمل الرب لنا من حيث الوقت والمكان وأن نضع ثقتنا في عمله المجيد لأجلنا ، لأننا سنتفهمه في الوقت المحدد والمناسب له للظهور. أَجَابَ الرب يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». يوحنا (13: 7 ) وهكذا قبل أو بعد ، فنحن دائماً بحاجة الى الوقت الذي فيه نتفهم خطة عمل الله في حياتنا وندرك كل تفاصيلها في العدل والحق وأن نسير فيها بالأستقامة الصالحة لنوال الوصول لجوهرة غاية الله العظيمة ليرتقينا فيها عالياً وننال بها الحب الأعظم والعبور لأمجاد كانت أصلاً معدة لنا في الملكوت الأبدي . حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ. (الأمثال 2: 9) * يمكن أن يكون الأنتظار طويل بهذا قد نفقدُ أو ننحرف فيه عن الأستقامة وهذا يسقطنا في فخ اليآس ، ومنه ونمتلئ من الضنون والشك وقد يقودنا هذا الى طريق المعثرة أوالعصيان لأن صبرنا لم يكن في بقوة الأنتظار الذي كان يجب علينا أتمامه الى أن يحن وقت الفعل من فوق . يَحْفَظُنِي الْكَمَالُ وَالاسْتِقَامَةُ، لأَنِّي انْتَظَرْتُكَ. (المزامير 25: 21) * وهنا نجد زكريا وزوجتة ومد الأنتظار الطويل لطلبتهم التي أنتظروها ومع هذا الأنتظار كانوا يسلكون حسب وصايا الله وأحكامه بِلاَ لَوْمٍ أمام الله وأعين الناس التي كانت تشهد لتقواهم . وهذا ليس المعنى منه أنهما بلا خطية ، لأن زكريا وقع تحت لوم الملاك : «وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِيهِ هٰذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي ٱلَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». ( لو 20:1) فهو مثل قول بولس في نفسه : «مِنْ جِهَةِ ٱلْبِرِّ ٱلَّذِي فِي ٱلنَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ» (فيلبي 3: 6). وينتج من ذلك أن زكريا كان أفضل من أكثر كهنة زمانه لأن أكثرهم كانوا فاسدين . * آه يازكرية وأنت واقف في أقدس مكان كان وبحضرة الرب القدوس هناك كلمك الملاك وقال : (طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ) لقد أضطرب زكريا وخاف والخوف كان نتيجة ظهور الملاك الرب على غير انتظار منه وظهوره يرتقي الى الهيبة والوقار والطهارة العظمة لمحضر الله . عند ظهور الملاك خاف دانيال : (دانيال 8: 17).وعند قبر المسيح خافت النساء : (متّى 28: 5). ويوحنا الرسول في بطمس كان ظهور الملاك رهيباً (رؤيا 1: 17). فليس هناك عجباً من خوف وأضطراب زكريا من أن يرى الملاك لعله لم يشاهد ملاكاً قبل ذلك في كل مدته الكهنوتية أو حياته. فلعل زكريا كان حافظً لمزمور داود حنما قال : هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. ( مز 34: 11 ) * أن كان إلهنا القدوس لاينسى العصافير الصغيرة ، فكم هو عظيم في حبه لنا نحن الذين ميزنا في كل خليقتة بالأمتياز الأعلى ، أحبنا في منتهى الحب ، ذلك الحب الذي ليس له عمق وكلما أخذنا منه أزداد أضعافاً بلا عد وكيل وحساب . أنه يعطي بسخاء لا نهاية لها . اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! (1 يو 3: 1) * أنت عظيم يالله في كل أعمالك كما كسرت وفتحت رحم حنه فولدت صاموئيل النبي : وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أَنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ». (1 صم 1: 20 ) و كما منحت وأعطيت لي مَنُوحُ، وَامْرَأَتُهُ الأبن شمشون بعد فقدانهم الامل للانجاب . ( سفر القضاة 13 ) ووعدك لإبراهيم و سارا .. فكذلك نزعت عار الأصابات فولدت يوحنا المعمذان . «هكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ، لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ». (لوقا 1 : 25 ) * مهما طال الزمان أو تغير المكان فحتى لو نسينا نحن طلبتنا فهو لا ينسى ولا يهملنا ولا يتركنا لأن العظيم سيجد ليمنحنا الأروع من العطاء ، لكن في ملء وقته الصالح لنا . * أَرْفَعُكَ يَا إِلهِي الْمَلِكَ، وَأُبَارِكُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. فِي كُلِّ يَوْمٍ أُبَارِكُكَ، وَأُسَبِّحُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدًّا، وَلَيْسَ لِعَظَمَتِهِ اسْتِقْصَاءٌ. دَوْرٌ إِلَى دَوْرٍ يُسَبِّحُ أَعْمَالَكَ، وَبِجَبَرُوتِكَ يُخْبِرُونَ. بِجَلاَلِ مَجْدِ حَمْدِكَ وَأُمُورِ عَجَائِبِكَ أَلْهَجُ. ( مز 145: 1-5 ) * والرب يبارك خدمتكم ... وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح. وبركة الرب لكل خادم و قارئ ........ آمين للرب يسوع كل المجد و الكرامه الى الابد .. سلام الرب الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم امين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|