رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن تربية الطفل ليست بالأمر السهل دائماً، فقد تكون واحدة من أهم التجارب التي ينجزها الأهل. بدقة أكبر، ما يمكن أن يجعل الطفل مسبباً للغيظ، يمكن أن يجعله لطيفاً جداً أيضاً، وما يجعله مثيراً للغضب، يمكن أن يجعله محبَّباً، وما يمكن أن يجعله «بغيضاً» جداً، يمكن أن يجعله ودوداً جداً. وعندما يتعلق الأمر بتربية الطفل، تذكري، أنه لا يوجد ما هو مطلق، ولا توجد «طريقة صحيحة». فقواعد وأساليب التربية تختلف مع اختلاف الوالدين والأطفال، وحتى بين أطفال الأسرة الواحدة. لذا، ما عليك سوى استخدام مهاراتك وعقلك وحواسك ومعرفتك لطفلك. لأن لا أحد يعرف طفلك مثلك أنت، لمحاولة اكتشاف أفضل الوسائل المناسبة لك وله. ولكن، على الرغم من كل ذلك، هناك أمور يجب مرعاتها في كل مرحلة من مراحل تربية الطفل. كما أن هناك أموراً قد تسبب لك وله القلق. لذا عليك تجنبها قدر الإمكان، منها: - الغضب: كل شخص يمكن أن يثور غضباً بعض الأحيان. وأهل الأطفال هم الأكثر من بين كل الأشخاص. فالتعامل مع الأطفال يمكن أن يكون صعباً جداً، لأن تصرفاتهم تدفع غالباً، وحتى أفضل الوالدين، إلى الحافة، وأحياناً إلى ما بعد الحافة. إن فقدانك أعصابك أحياناً، يُعتبر أمراً مقبولاً ومغفوراً أيضاً. ولكن الشعور بالغضب بسبب ذلك لن يساعد على حل المشكلة، بل قد يفاقمها، أيضاً، بإثارة غضبك أكثر. لذا، سامحي نفسك، ولكن لا تقفي عند هذا الحد، بل اعتذري لطفلك الصغير لأنك ثرت غضباً في وجهه. وإذا كنت قد ضربته أثناء غضبك، اعتذري له عن ذلك أيضاً، ودعيه يعرف أن إظهار غضبك لا يعني أنك لا تحبينه. وأكدي له أن ما جعلك تغضبين، هو تصرفه وليس هو. وإذا كان سبب غضبك، هو مزاجك وليس تصرفات طفلك، أوضحي له ذلك، واعتذري له أيضاً. لا تكرري اعتذارك مراراً، أو تطلبي الصفح بشكل دراماتيكي، لأن ذلك قد يحيره ويخيفه أكثر من ثورة غضبك، ولا تبالغي في التعويض عن غضبك، فتسرفي في مشاعرك أو تتساهلين في تطبيق القوانين المتّبعة في المنزل بقية النهار. بدلاً من ذلك، عانقي طفلك بحنان وحب، وانتقلي مباشرة للقيام ببعض الأنشطة معه لإلهائه. - الضرب المفرط: إن الاندفاع، باستمرار، نحو طفلك وأنت في حالة غضب أمر خطير جداً. ومع أن من الممكن ألا تكوني قد تسببت في أذية طفلك بعد، ولكن ذلك لا يعني أن ليس هناك احتمال كبير لإلحاق أيِّ أذى عاطفي وجسدي فيه. لذا، سارعي إلى طلب المساعدة من شخص محترف، ليساعدك للسيطرة على أعصابك، قبل أن تفلت الأمور من يدك وتتسببي في أذية طفلك بشكل خطير. - الاكتئاب: لا تستطيع الأم أن تبدو بشوشاً وفرِحة دائماً، حتى لو لم تكن تعاني الهموم. لذا، عندما تكونين منقبضة الصدر أو تشعرين بالاكتئاب، لا تعملي على زيادة بؤسك وتشعري بالذنب، لعدم قدرتك على الابتسام في وجه طفلك. فطفلك يتقبل وضعك إذا شعرت بالاكتئاب من حين إلى آخر، بل من المهم أن يعرف أيضاً أنك محبَطة ومكتئبة. فالأطفال الذين يخفي عنهم الأهل، دائماً، المشاعر غير السارة، قد يكبرون، وهم يعتقدون أنه يجب أن يكونوا سعداء كل الوقت، وهو أمر غير قابل للتحقيق أبداً، كما أنه لا يجب إخفاء مشاعر الحزن عنه. إذ من الأفضل أن يربى الأطفال في جو صحي ويعرفوا أن في الحياة طلعات ونزلات، وأنه من الطبيعي أن يشعر الشخص بالحزن أحياناً. وجيد أن يتقاسم المرء مشاعر الحزن مع الآخرين وحتى طلب المساعدة منهم، لكي يخفف من الحالة التي يعيشها. وإذا كان لا بأس من ترك طفلك يعرف ما تشعرين به، إلاّ أنه ليس من العدل أن تلقي بمشاعرك في وجهه. قد يتحمل الأمر مرة أو مرتين، إلاّ أنه ليس مضطراً إلى الاستماع إليك بشكل دائم. كما أنه يجب ألا تحمّليه مشكلات العائلة أو أن تحمّليه مسؤولية شعورك بالحزن، أو أن تطلبي منه أن يخفف عنك. وعلى الرغم من أنه من المقبول أن تشعري أحياناً بالاكتئاب، ولكن أن تشعري بذلك باستمرار، فهو أمر غير مقبول أبداً، لأنه يترك أثراً سلبياً في طفلك وفيك أيضاً، وفي أدائك كأم. - البكاء في حضور الطفل الصغير: لكن تجنيب تحميل طفلك تبعات اكتئابك، لا يعني أن تمنعي نفسك من التعبير عن مشاعرك أمامه. فعلى الأم ألا تخاف من البكاء في حضور طفلها الصغير، وإظهار مشاعرها الحقيقية، سواء أكانت سارة أم حزينة. فالبكاء في حضوره ليس بالأمر المزعج، ولا هو مؤذٍ، بل على العكس، إنه مفيد للطفل إلى أبعد درجة. لأن الطفل الذي ينشأ وهو يعتقد أن المشاعر شيء يجب إخفاؤه والإغلاق عليه، حتى عن الأشخاص الذين يحبهم، قد يصبح معاقاً عاطفياً. ولكن رؤية دموع الأم، وهي تنهمر من دون سبب ظاهر وواضح، يمكن أن تتسبب في إرباك الطفل. لذا على الأم أن توضح له سبب بكائها، كأن تقول له مثلاً إنها تذكرت شخصاً عزيزاً عليها كان قد توفي حديثاً، ثم تطلب من طفلها معانقتها واحتضانها حتى تشعر بالتحسن. في كل الأحوال، إذا انجرفت وراء عواطفك، أو إذا تحول البكاء إلى نحيب، أو إذا استمر حزنك فترة طويلة من الزمن، أو إذا خاف طفلك من تصرفك، فعليك مغادرة الغرفة، بعيداً عن طفلك ومحاولة السيطرة على نفسك. - خلافات الأهل: يلجأ الوالدان إلى حلِّ خلافاتهما أحياناً أمام أطفالهما الصغار. ويعتمد تأثير هذه الخلافات في الأطفال، على مدى تكرارها وطريقة التصرف حيالها. فإذا كانت المناقشات الدائرة بينهما في حدود المعقول، وإذا احترم كل طرف الطرف الآخر واحترم آراءه، وإذا استمع إليه من دون مقاطعته، وإذا لم يتلفظ بكلمات نابية أو ينتقد الطرف الآخر بشكل هدام، أو إذا لم يوجه إليه الإهانات ولم يتحول النقاش إلى العنف وتبادل الضرب، يكونان بذلك قد حافظا على عائلتهما وأطفالهما. وإذا أوضحت الأم مفهومها الشخصي وبينت لطفلها الصغير أن الوالدين قد يختلفان، حتى لو كانا يحبان بعضهما بعضاً، وأن الخلافات يمكن أن تكون بناءة ولها تأثير قوي في أي علاقة، تكون قد أعطت طفلها درساً قيماً في الحياة. لذا، فإذا تمت كل الخلافات خلف الأبواب المغلقة، سيكبر الطفل وفي ذهنه توقعات غير واقعية عن ماهية العلاقات. وكي تتأكدي من أن خلافاتكما بقيت في حدود المعقول وكانت بناءة، تأكدي من أن الشجار الوقتي لن يتحول إلى خصام دائم. ولا تتشاجرا في حضور الطفل الصغير حول موضوعات قد تُشعره بعدم الأمان أو عدم الراحة أو بأنه غير محبوب، وتجنّبا الخلافات التي تبدو، بوضوح، هدامة وسلبية، مثل التحدث بصوت عالٍ، أو إغلاق الباب بعنف، أو تبادل الضرب العنيف، ما يؤثر في العلاقة الزوجية وفي الأطفال أيضاً، ويُشعرهم بالخوف وعدم الأمان. ولا تنسيا أهم شيء في المشاجرات، ألا وهو المصافحة والمسامحة، عندها سيشعر الطفل بأنه على الرغم من الشجار فإن الحب والاحترام لايزالان موجودين. - المرض: إن معرفة الأطفال بالمرض محدودة. ولذلك، بشكل عام، فهم لا يشعرون بالعطف نحو المريض، خاصة إذا كان المريض هو الأم، وإذا كان المرض يمنعها من رعاية طفلها والاهتمام به حسب العادة. ولكن، إذا أصيبت الأم بالمرض، فهي في حاجة إلى الراحة، بقدر حاجة طفلها إلى الرعاية والاهتمام، وتحديداً إذا كانت تريد أن تتحسن، وبسرعة. لذا، إذا كان يوجد أحد يستطيع الاهتمام بالطفل فلتترك أمره له. أما إذا كانت وحيدة مع طفلها في المنزل، فعليها محاولة الحصول على تعاونه معها، بالتوضيح له أنها في حاجة إلى النوم في الفراش للراحة حتى تتحسن بسرعة. وعليها أن تذكره بأنه عندما كان هو مريضاً كان يشعر بالتعب وعدم الرغبة في مغادرة الفراش. فإذا لم يتجاوب معها، فعليها ألا تشعره بالذنب، وتلعب دور الشهيد الذي يضحي بنفسه في سبيل الآخرين، بل عليها أن تتذكر أنه لايزال طفلاً صغيراً. فإذا طلبت منه مثلاً أن يلعب دور الطبيب المعالج سيشعر بأنه كبير وبأنه مسؤول عن رعايتها، وسيصبح متعاوناً، وسيشغله الأمر لفترة من الزمن. ولكن عليها إبعاده عن الدواء، حتى ولو كان صعباً عليه فتح علبته. - من أجل طفلك.. خصصي وقتاً لنفسك: هناك حقيقة معروفة للجميع: حتى يكون الإنسان فعالاً ومنتجاً في عمله، فهو في حاجة إلى وقت للراحة. وهذه الحقيقة تنطبق على العاملين في كل المجالات، فكيف بالأحرى على الأم، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار التحديات العاطفية والجسدية، التي تواجهها أثناء تربيتها الأطفال، خاصة الأطفال الصغار؟ بكلمات أخرى، الأم لا تحتاج فقط إلى فترة من الراحة، بل عليها، لكي تكون فعالة في عملها، أن تخصص لنفسها هذا الوقت. فالأم التي تعتقد أن عملها الرئيسي والأساسي، هو رعاية أطفالها والعناية بهم، ليست ملزمة بذلك إلى حد رفض التفكير في المهن والمتع الأخرى في الحياة. وهي ليست ملزمة بأن تفني نفسها حتى تكون أماً جيدة، كما أنها ليست ملزمة بأن تهلك نفسها حتى تكون أماً مثالية يُحتذى بها. الأم المثالية، هي التي تكون مرتاحة ومقتنعة بعملها بشكل مقبول، وتنجزه وهي تشعر بالسعادة، والتي تخصص لنفسها وقتاً حتى تهتم بنفسها. إذ إن من المهم أن يشعر، حتى الأطفال الصغار، بأن أمهم تهتم بنفسها أيضاً، إلى جانب اهتمامها بهم. بالطبع، إن تخصيص الوقت اللازم لك، خلال اليوم الحافل بالعمل، ليس بالأمر السهل. لذا، عندما تجدين هذا الوقت، استخدميه بشكل جيد. قومي بعمل يُشعرك بالسعادة، كالذهاب إلى النادي أو السينما، أو زيارة الأهل أو صديقة، أو قراءة كتاب.. إلخ. كل واحد منا يسترخي ويستمتع بذلك. لذا لا تبخلي على نفسك. عامليها كما تعاملين طفلك الغالي، واهتمي بها كما تهتمين بالمسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتقك. ولا تشعري بالذنب لأنك أمضيت بعض الوقت في الاهتمام بنفسك، فأنت تستحقين ذلك، وستكونين أماً أفضل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيعوض الله توتر مشاعرك |
سيعوض الله توتر مشاعرك |
سيعوضك الله توتر مشاعرك |
سيعوض الله توتر مشاعرك |
سيعوض الله توتر مشاعرك |