الوحي التام للكتاب المقدس
1- موقف العصريين المتناقض
ذكرنا سابقاً أن المدعوين بالعصريين ليس لهم مكان ثابت ليقفوا عليه، فعليهم إما أن يتبنوا كلية وجهة نظر الفلسفة العقلانية التي تؤله العقل البشري وإما أن يلجأوا إلى سلبية صرفة وعقيمة، وإلا فعليهم مراجعة الكتاب نفسه صاحب السلطة. فإذا ما تقدم العصري بطريقة منطقية في الجهة التي تقوده إليها المبادئ الأولية التي يدين بها، فإنه إنما يباشر بإنكار وحي الكتاب المقدس، ثم المعجزات، فألوهية المسيح، فالكفارة، فالقيامة، وإذا ما استمر في طريقه إلى النهاية فإنه ينتهي إلى الشك المطلق.
تتطلب كل الكنائس الإنجيلية مثلاً، من الذين يُرسمون للقسوسية فيها، أن يقطعوا عهداً علنياً بأنهم يقبلون الكتاب ككلمة الله. فكل قس أو شيخ يقوم عند سيامته بقطع عهد بكل خشوع أمام الله والناس بأنه "يؤمن بأن الأسفار المقدسة أي أسفار العهد القديم والعهد الجديد، هي كلمة الله والقانون الوحيد المعصوم عن الخطأ للإيمان والسلوك".