رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرجل العاقل والرجل الجاهل مت " 7 : 42 ، 26" السبت 16 يونيو 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث قال السيد الرب كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بني بيته علي الصخر, فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت علي ذلك البيت فلم يسقط,إذ كان مؤسسا علي الصخر, وكل من يسمع أقوالي هذه قال السيد الربكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بني بيته علي الصخر, فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت علي ذلك البيت فلم يسقط,إذ كان مؤسسا علي الصخر, وكل من يسمع أقوالي هذه ولايعمل بها يشبه برجل جاهل بني بيته علي الرمل,فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيمامت7:24-27. العاقل والجاهل العاقل والجاهل هنا:ليس التفريق بينهما تفريقا عقليا,بل سلوكيا. مثلما أعطانا مثل الخمس العذاري الحكيمات والخمس العذاري الجاهلاتمت25وكان الفرق بينهما في السلوك وليس في العقل,فرق بين الحكمة والجهل. والجهل هنا لايعني عدم المعرفة أو عدم الذكاء بل عدم الحكمة . وهناك فرق كبير بين الذكاء والحكمة الذكاء هو موهبة فكرية عقلية فالشخص الذكي هو شخص عقله نشيط,يفهم بسرعة ويفكر بعقل ويستنتج استنتاجات سليمة أما الشخص الحكيم هو الذي يسلك سلوكا سليما . الحكيم يمكن أن يكون ذكيا ولكن لايشترط في كل إنسان ذكي أن يكون حكيما. ربما يوجد إنسان ذكي ولكن تتحكم فيه عوامل نفسية أو اجتماعية تبعده عن الحكمة كإنسان ذكي ولكنه غضوب وغضبه يوقعه في مشاكل لايقع فيها الجاهل!وقد يكون طالب علم الأول في كليته أو في معهده ولكنه يتصرف تصرفات رديئة بعيدة عن الحكمة! أو قد يوجد إنسان ذكي ولكن تتعبه شهوات الجسد أو محبة المال,أو التسلط أو العناء وتقوده هذه الصفات إلي تصرفات غير حكيمة لايقبلها كل من يتعامل معه. أو قد يوجد فيلسوف عقله في منتهي النضوج والذكاء والنشاط الفكري ويستوفي أعلي القياسات الفكرية ومع كل ذلك هو فيلسوف ملحد!والكتاب يقول عن مثل هذا الملحد:قال الجاهل في قلبه ليس إلهمز14:1. فاعتبره الكتاب جاهلا-بسبب إلحاده-علي الرغم من أنه فيلسوف! وحقا إنه جاهل لأنه يجهل الله ويجهل حقائق الأمور الخاصة بالخلق وبالدينونة والأبدية وبعالم الروح والملائكة, فالذي يطلبه منا الكتاب هو أن نكون حكماء فهماء عقلاء وليس مجرد الذكاء والنشاط الفكري ولكن ما معني أن نكون حكماء؟ الحكمة: يقول معلمنا يعقوب الرسول في الإصحاح الثالث من رسالته: من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ولكن إن كانت لكم غيره مرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا علي الحق. ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديءويتابع الرسول كلامه فيقول وأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء..يع3:13-17. إذن هي حكمة عملية, في تصرفات الحياة العملية..تظهر في التصرف الحسن وبالمثل كان تصرف الخمس العذاري الحكيمات بالاستعداد للقاء العريس,إذ آتين ومعهن زيت في أنيتهن وهكذا فإن مصابيحهن لم تنطفيءمت25:4إنه تصرف حكيم ولهذا يقول الكتاب: الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك في الظلامجا2:14. إذن المسألة مسألة سلوك واحد يسلك في النور, وآخر يسلك في الظلمة والذي يسلك في الظلمة لايعرف إلي أين يذهب والعجيب أن الإنسان الجاهل يقول عنه سفر الأمثال: طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيمأم12:15. إنه جاهل ولكنه مغرور كإنسان ذكي وذكاؤه يسبب له غرورا وغروره يوقعه في تصرفات خاطئة ومع ذلك لايقبل مشورة ولانصيحة فطريقه مستقيم في عينيه لذلك فهو يجادل في كل مايقدم إليه من نصح! لذلك فكثير من الناس يتعبهم غرورهم بذكائهم! ذكاؤهم يتعبهم:إما لأنهم استخدموا الذكاء بغير حكمة أو إذا كان ذلك الذكاء قد ارتبط بشهوة بطالة فاستخدموا الذكاء لتحقيق تلك الشهوة أو للوصول إلي خطية معينة., فاللصوص أذكياء ولكنهم ليسوا حكماء يدبرون خططهم وينفذونها بكل مهارة وقد لايتركون أثرا وبالمثل كثير من كبار المجرمين أذكياء. الإنسان الذي يكون حكيما في عيني نفسهأم3:7يرتبط ذكاؤه بالغرور فيسقط, أما الحكيم بغير غرور فينجح. يوسف الصديق قيل عنه إنه كان إنسانا بصيرا حكيما وإنه كان رجلا فيه روح اللهتك41:38,39وهكذا استطاع أن يصرف أمور مصر بحكمة في أيام المجاعة وأن يدبر ما يختص بالتموين تدبيرا أنقذ الناس وكل البيئة المحيطة من خطر الجوع. إنها حكمة نازلة من فوق كموهبة إلهية تتميز عن الحكمة البشرية العادية. وعكس الحكمة:الجهل وهو ليس مجرد عدم التعلم بل عدم الحكمة. ومع ذلك فالحكيم إذا أخطأ يقبل التصحيح ويقبل المشورة. الحكيم إذا أخطأ. ليس أحد معصوما من الخطأ كلنا معرضون للخطأ ولكن هناك فرقا بين الحكيم إذا أخطأ وبين الجاهل إذا أخطأ يقول الكتاب:لاتوبخ مستهزئا لئلا يبغضك,وبخ حكيما فيحبكأم9:.8 هو إذن إنسان حكيم ولكن لأنه ليس معصوما فقد يخطيء ويحتاج إلي توبيخ ولأنه حكيم فأنه يقبل التوبيخ بل إنه يحب من يوبخه لأنه ينقذه من أخطائه إذ ينبهه إليها لذلك يقول الكتاب: الانتهار يؤثر في الحكيم أكثر من مائة جلدة في الجاهلأم17:10. الحكيم يقبل الانتهار إذ يستفيد منه لتقويم نفسه ورفع مستواها فيصير أوفر حكمةأم9:9أما الجاهل فمن أجل غروره لايقبل التوبيخ والانتهار ولايتأثر بأي منهما بل يكره من ينتهره ومن يوبخه وقد يعاديه ويعتدي عليه,وكما قال الكتابمن يوبخ مستهزئا يكسب لنفسه هواناأم9:7 سهل علي الحكيم أن يطيع بعكس الجاهل فإنه يعاند . بني بيته: قال السيد الرب إن الرجل الحكيم بني بيته علي الصخر. فما المقصود بعبارةبيته؟ يمكن أن يقصد بها الحياة الروحية للإنسان حسبما يطلب الرب أن نسمع كلامه ونعمل به أي نحول الوصايا إلي حياة. ويمكن أن يقصد بها خدمة الشخص وكيف تكون مبنية علي أساس تسليم من تعليم الله والاهتمام بملكوته. أهم شيء ركز عليه الرب هو العمل بكلامه وليس مجرد السماع. فالكل يسمع لكن الفارق بين الحكيم والجاهل هو العمل, العمل بما نسمعه: تكاد كل العظة علي الجبل أن تكون مركزة علي العمل من أول التطويبات حتي نهاية العظة بل هذه النقطة تظهر أهميتها من أول الخليقة بل عدم العلم بالوصية هو أساس الخطية الأولي. أمنا حواء سمعت وصية الله وكانت تحفظها بكل تدقيق لدرجة أنه عندما سألتها الحية عن الأكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر لم تقل إن الله أمرهما فقط أن لا يأكلا منه بل قالت إن الله أمرهما أن لايأكلا منه ولايمساهتك3:3وعلي الرغم من حفظها للوصية ذهنيا إلا أنها من جهة العمل قطفت من ثمر الشجرة المحرمة وأكلت وأعطت رجلها أيضا فأكل معهاتك3:6. الكتبة والفريسيون كانوا كذلك يسمعون كلام الرب ولايعملون به. وكذلك كل رؤساء اليهود وكهنتهم بل كانوا في سماعهم لكلام الرب يريدون أن يصطادوه بكلمة!أو كانوا يسمعونه لكي ينتقدوه!حقا ليس كل إنسان كان يسمع كان نقي النية ويريد أن ينفذ. المهم فيما تسمع كلام الرب أن تكون عندك الرغبة في الاستفادة. وبهذه الرغبة تحول ما تسمعه إلي حياة وتعمل به أو تدرب نفسك علي العمل وتنتصر علي كل معارضة في التنفيذ ولا تستسلم لشيء من العوائق أو الموانع إن وجدت..وتقول لنفسك في كل ذلكأنت بلا عذر أيها الإنسانرو2:1. إن العائق الأساسي لتنفيذ الوصية هو أنك لاتريد! لذلك قال الرب لمريض بيت حسدا قبل أن يشفيهأتريد أن تبرأ؟يو5:6..والسؤال موجه إلي كل منا في التخلص من ضعفاته وخطاياه فإن كنت تريد الرجوع إلي الله فالطريق واضح أمامك المهم أن تبدأ عمليا وتسير فيه وثق أن نعمة الله ستسندك وتقويك. مشكلة الشاب الغني أنه لم يكن يريد! سمع الوصية من فم الرب نفسه ولم يستطع أن يعمل بها بل مضي حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرةمت19:22كانت محبة المال في قلبه تسيطر عليه وتعوقه عن تنفيذ ما سمعه من الرب وكانت رغبته أن تكون له:الحياة الأبدية رغبة سرعان ما انهارت. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|