رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إخلاء الروح القدس _ البابا ديونيسيوس السكندري إخلاء الروح القدس Kenosis البابا ديونيسيوس السكندري (248-265م) ما هو معنى كلمات الرسول: "الروح نفسه يعين ضعفنا، لأننا عندما لا نعرف كيف نصلي أو ماذا نصلي، الروح يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو 8)لا يقبل الروح الكلي القداسة أن يسكن حيث توجد خطية، ولكنه هو نفسه الآن يحيا إلى الأبد في قلوبنا البشرية الخاطئة. ما أعمق معاني كلمات الرسول بولس: "أنَّات لا ينطق بها". لقد قال الرسول نفسه في موضع معين: "لا تطفئوا الروح" (ا تس 5)، ونحن كثيراً ما نطفئ الروح عندما يصبح قلبنا بارداً، وهو ما حذَّرنا منه الرب يسوع المسيح، لأن القلب يبرد بالأثم (مت 24). المحبة هي رباط، ولكن ذلك الرباط ليس للعبودية، بل هو رباط الروح الذي يطهِّرنا من الأنانية. فالروح الذي هو نار المحبة الإلهية نحن لا نهتم به، وهو يصرخ فينا، نحن نسكب عليه مياه الخطية الباردة لكي نطفئ اللهب، وهو يعاني ويتألم من طردنا إياه، إلاَّ أنه لا يتركنا إلاَّ في يوم الدينونة. يشتاق الروح أن يعطي لنا كل الصلاح، إلاَّ أنه يرى أن قلوبنا باردة. لقد أخلى الروح ذاته وتخلى عن قداسته لكي يغسل قذارتنا، هل رأى أحد منَّا ملكاً عظيماً يخلع تاج ملكه وملابسه الملوكية لكي ينحني لكي يغسل قذارة شحاذ مغطى بالقذارة، ثم يضمد جراحه، ويُلبسه ملابس ملوكية، ثم يئن مشتاقاً لأن يعطي له التاج والملابس الملوكية. حقاً يتواضع الروح أكثر من تواضع الابن عندما تجسد. لأن الابن أخذ نفساً وجسداً من مريم وجعلهما مقدَّسين بالاتحاد بالطبيعة الإلهية، ولكن عندما يعمل فينا الوح القدس، نحن الذين ليس لنا طبيعة مقدسة لكي يعمل فيها، بل مدنسة بالخطية فهو يخلي ذاته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|