رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا نظرنا إلى الفقر بذاتِهِ رأيناه أمراً مكروهاً تنفرُ منه القلوب، ولكن إذا نظرنا إليه بعينِ الإيمان بالمسيح الذي قدّسَ منـزِلَتَه ورفع مقامَه رأيناهُ أساساً لحياتِنا الرسولية المسيحية. وأصبحت بذلك فضيلة الفقر أُولى رغبات القديسين ومطمع آمالِهِم، فلقد قال البابا القديس بيوس العاشر في وصيتِهِ:"قد ولِدتُ فقيراً وعشتُ فقيراً وأريد أنْ أموتَ فقيراً وأُدفَن في مدافِنِ الفقراء"… لقد اختار الربُّ يسوع حياةَ الفقر واختار تلاميذَهُ أيضاً من بين الناس الفقراء والبسطاء وصيادي السمك وقد قال يوماً لتلاميذِهِ:"إنّ للثعالبِ أوجرةً ولطيورِ السماء أوكاراً وأما ابن الإنسان فليس له موضِع يسندُ إليه رأسَهُ" (لو 58:9). نعم، إنّ الربَّ يسوع لم يطلب من الإنسان إلا أنْ يكونَ فقيراً لكي لا يكون الغِنى عائقاً لمسيرتِهِ الروحية "ليس بإمكانِكُم أنْ تعبدوا الله والمال" (متى 24:6)… وفي عظتِهِ على الجبل فاهَ وباركَ وطوَّبَ المساكينَ إذ قال:"طوبى للمساكين بالروح فإنّ لهم ملكوت السماوات". لقد ولِدَ فقيراً في مغارةٍ للرعاة البسطاء وعاش فقيراً في عائلتِهِ في الناصرة كنجّارٍ بسيط ومات فقيراً… ما عظمة هذا الفقر، إنّه أسمى محبة لقلب يسوع، وبقدر ما تكون فقيراً في الروح وبسيطاً في الحياة بقدر ذلك تكون غنياً بالله، إنّ العليلَ كلما شرِبَ ازدادَ ظمأً والإنسان كلما زاد في الخيرات زاد في الطمع والالتصاق بالدنيا… ما يجب إذاً هو أنْ تقدّمَ الشكرَ لله والحمدَ بما جاد عليكَ من المال فإذا كنتَ من ذوي الثروةِ واليُسرِ كان لزاماً عليكَ أنْ تقومَ بأعمالِ البِرِّ والإحسان، فالفقراء وُجِدوا في الحياة لتساعدَهم، فكل ما يملكُ الإنسان ليس مُلْكه وإنما مُلْك الله وبقدر ما تملك بقدر ذلك عليكَ أن تكون فقيراً أي أنْ لا يلتصق قلبُكَ بما لكَ أما إذا كنتَ فقيراً فاشكر الربَّ على هذه الموهبة "وكل واحدٍ يعطيه حسب إمكانياته (متى 15:25). خبـــر كان الأب فردريك أغسطس من أمراء سكونيا وقد سُيِّمَ كاهناً في سنة 1896 وعند سيامتِهِ وزّع كل ما يملك على المساكين والفقراء وعاش حياتَه الكهنوتية طوال 54 عاماً كاهناً فقيراً فقد كان ينامُ على خشبةٍ مصنوعةٍ من التِبنِ ويرضى بأكلٍ بسيطٍ أما ثيابُهُ فكانت بسيطة الحال. وقد قضى الشطر الأكبر من حياته على مساعدات أحد أديرة الراهبات، وكان يقول:"لا أملك شيئاً، حتى ما أرتديه هو من حقِّ العريان وما آكله هو من حقِّ الجائع". وظلَّ طِوالَ حياتِهِ الكهنوتية يقطع مسافاتٍ طويلة من قريةٍ إلى أخرى ليشارك الفقراءَ والمساكين حياتَهم ويعزّيهم بكلماتِ الإنجيل المقدس وكانوا يشاركونَه في القداس الإلهي… ومن فرطِ حبِّهِ للفقراء والمساكين كان يضطرُّ أحياناً إلى طلب الصدقات من ذوي البِرِّ والإحسان من معارفِهِ وأصدقائِهِ. إكـــرام إنّ حبَّكَ لقلب يسوع الأقدس يجب أنْ يكون متجرّداً من كل الأمور الدنيوية. نافـــذة يا قلب يسوع الأقدس … املأني غِنىً بفقرِكَ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأمل في القديس يوسف مثال الاعتناء الابوي |
تأمل في القديس يوسف مثال ومحامي الانفس النقية |
تأمل في القديس يوسف مثال التواضع |
تأمل في أن قلب يسوع مثال الطهارة |
يقولون أن الفقر يصنع الرجال ! ! |