سبق لنا الحديث عنهم في سيرة "الشهيد بطرس الشماس". بينما كان الشماس بطرس متهللًا بالروح لاحظ على السجان أرتيموس علامات الحزن بسبب إصابة ابنته بروحٍ نجس. بعد حوار أكد الشماس للسجان أنه سيذهب إلى بيته ويخرج من ابنته الروح الشرير. حسب السجان ذلك نوعًا من الخيال والجنون. تحقق ذلك فآمن أرتيموس وزوجته كنديكا وابنتهما. فتح السجان السجن وأخرج كل المسيحيين، وبقي بطرس الشماس ومعه مارشيلليوس الكاهن في السجن. كان الوالي سيرينسو مريضًا، وإذ شُفي استدعى السجّان وأمر بضربه حتى كاد أن يموت، ثم سجنه هو وزوجته وابنتهما. أمرهم الوالي بالسجود للأوثان فرفضوا. فحكم عليهم بعذابات كثيرة، أما هم فكانوا ثابتين في الإيمان، متهلّلين بملكوت الله. أخيرًا حكم عليهم بالموت، فربطهم الجند بالسلاسل وقادوهم إلى حيث لا يدرون. أما هم فلم يشغلهم سوى عريسهم الذي ملأ قلوبهم بالفرح. أخيرًا وجدوا أنفسهم أمام الوالي وجمهور ضخم من الوثنيين، وقد أُعدت لهم حفرة عظيمة لكي يُدفنوا فيها أحياء. قدم لهم الوالي آخر فرصة لكي يعفو عنهم إن سجدوا للأوثان. أما هم فبفرحٍ عظيمٍ وثبوا في الحفرة، وتشابكت أيديهم بعضهم ببعض وصاروا يسبحون الرب. وقام الجنود بردمهم بالتراب لكي يُدفنوا وهم أحياء.