رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فى رحلة الحمل اتأكد من سلامة الطريق وصحة المسافرين. الزواج رحلة يبدأها الرجل والمرأة، يتحملان خلالها المصاعب ويتقاسمان مسئولياتها طوال الحياة ليجنيا ثمارها معا. الإنجاب أيضا رحلة يتشارك فيها الحيوان المنوى والبويضة، وتتطلب أن يقوم كل منهما بدوره، وعلى كل منهم مسئوليات محددة، كما يواجهان معا مشاق مشتركة، ولكن تتميز رحلتهم بقصر المدة، فهى تستمر لتسعة أشهر فقط حتى ترى ثمرتهم النور. الحيوان المنوى هو من يبدأ تلك الرحلة سالكا طريقة من عنق الرحم مرورا بالرحم، وصولا لقناة فالوب وتلقيحه البويضة، إلى هنا يكون قد أنهى أكبر جزء من مهمته، التى تتسلمها البويضة الملقحة مستكملة الطريق من قناة فالوب للرحم لتلتصق به وتبدأ فى الانقسام مكونة الجنين. وبالطبع فاكتمال الحمل يتطلب سلامة تلك الأعضاء جميعا وتوافر المقاييس التى تسمح لها بأداء الدور المخولة به على الوجه الأكمل. تأكدى من سلامة عنق الرحم وتعرفى على موعد تبويضك يوضح استشارى أمراض النساء الدكتور عطية أبو النجا أن حدوث الحمل لدى الزوجة يتطلب بالطبع سلامة أعضائها التناسلية، والتى تشمل المهبل وعنق الرحم والرحم وبطانته، وصولا لقناتى فالوب منها للمبيضين. والتأكد من خلوها من الأمراض وكذا توافر الشروط والمقاييس الضرورية بها، لحدوث الحمل وهى كالتالى. أمراض المهبل وعنق الرحم المهبل وعنق الرحم هى أول الأعضاء التى يبدأ عندها الحيوان المنوى رحلته آملا فى تلقيح البويضة، وتعد الالتهابات المهبلية العائق الأول أمامه، خاصة فى حالة زيادة كثافة الإفرازات المهبلية الملتهبة، فهى تعمل على شل حركة الحيوان، كما قد تتسبب فى قتل الحيوانات المنوية قبل وصولها للرحم. وعلاج تلك المشكلة يتم بسحب عينة من إفرازات المهبل وتحليلها، لتحديد نوع الالتهاب وتناول المضادات الحيوية المناسبة للقضاء عليها. أمراض قناة فالوب بعد تجاوز الحيوان المنوى لعنق الرحم سالما، قلما يواجه مشاكل فى الرحم، ولذا فهو يتجه مباشرة إلى قناة فالوب، والتى تتوسطها البويضة فى فترة التبويض، وأهم عائق قد يقف أمام وصول الحيوان المنوى للبويضة هو انسداد تلك القناة. ويشرح جورج يواقيم استشارى أمراض النساء الأسباب التى تؤدى لإنسداد قنوات فالوب، وأهمها خضوع المرأة لجراحات قريبة من الجهاز التناسلى، أو إصابة المرأة بأمراض معينة كبطانة الرحم المهاجرة، والتى قد تسمح بنمو أنسجة البطانة الرحمية فى غير موضعها الطبيعى ومنها قناتى فالوب، وهو ما يؤدى لانسدادها، كما أن تعرض المرأة لإجهاض سابق، مع عدم تنظيف الخلايا الجنينية بشكل جيد، قد تتجه تلك الخلايا لقنوات فالوب وتتسبب فى انسدادها. والكشف عن انسداد قناة فالوب يتم بواسطة المنظار الرحمى، أو أشعة الصبغة. حجم البويضة وموعد التبويض عوامل أساسية لنجاح الحمل البويضة هى العضو الموازى عند المرأة للحيوان المنوى للرجل، وتمثل نهاية رحلته فى عملية الحمل فمجرد تلقيحه للبويضة يتوقف دوره، فى تلك العملية وخاصة إذا كان الحيوان طبيعيا ولا يعانى من تشوهات. ولكى تتمكن البويضة من السماح للحيوان المنوى باختراقها، يجب أن تتوافر بها عدة شروط يوضحها أبو النجا وهى: موعد التبويض: وهى الفترة التى يتوقع حدوثها من اليوم العاشر لبداية الدورة الشهرية لليوم العشرين، وتستمر فترة التبويض حوالى 48 ساعة، وفيها تكون البويضة داخل قناة فالوب وفى أقرب موضع من الرحم. حجم البويضة: حدوث الحمل يتطلب أن تكون البويضة فى أكبر حجم لها، وهو ما يحدث فى فترة التبويض، والحجم الطبيعى للبويضة فى تلك المرحلة يتراوح بين 16 إلى 24 مل. أهم الأمراض التى تصيب البويضة تكيسات المبيض من أهم الأمراض التى قد تعترى البويضة، وتؤدى إلى صغر حجمها وضعف كفاءتها، كما يوضح أبو النجا، ويؤكد أنه فى أغلب حالات الإصابة بتكيسات المبيض قد تحتاج المرأة تناول المنشطات ومحفزات التبويض، والتى تعمل على زيادة حجم البويضة لتصل للقياس المناسب لها استعدادا لاستقبال الحيوان المنوى. أمراض الرحم وبطانته بداية نهاية الرحلة تجاوز الحيوان المنوى (الخالى من التشوهات) عنق الرحم بسلام وسلك طريقة داخل قناة فالوب، ثم التقائه بالبويضة وتلقيحها، هنا ينتهى دور الحيوان المنوى بصورة كبيرة، ولكن لم تنته الرحلة فالبويضة الملقحة تبدأ من هنا رحلة أخرى بحيوانها متجهة إلى الرحم، والذى يتمثل دوره فى الحفاظ عليها ومساعدتها على الانقسام، وتكوين الخلايا الجنينية وتغذيتها. ولكن قد يعانى الرحم من بعض الأمراض التى تعيقه عن إتمام مهمته، فعلى سبيل المثال قد يمثل الرحم ذو القرنين سببا فى إعاقة الحمل ويوضح الدكتور صلاح سند، أستاذ طب النساء، أن هذا النوع من الأرحام يندرج تحت حالات التشوهات الخلقية، حيث ينقسم الجزء العلوى من الرحم إلى شقين فيما يشبه القرون. وتقل مع هذا النوع فرص الإنجاب بدرجة كبيرة، ولكن لا تنعدم نهائيا، فغالبا ما تحتاج المرأة إلى تناول المنشطات التى تعمل على رفع نسبة الخصوبة، أو أن تخضع لعملية حقن مجهرى. وتتمثل مشاكل ذلك النوع من الأرحام فى ضعف نسبة الخصوبة وزيادة فرص التعرض لحالات الإجهاض المبكر، وخاصة أن عضلات الرحم ذو القرنين العرضية تعانى ضعفا شديدا، وبالتالى يصعب معها اكتمال الحمل وهو ما يستلزم إجراء جراحة لربط عنق الرحم فى الأسابيع الأولى من الحمل. بطانة الرحم ومقاييسها الضرورية بطانة الرحم هى الغشاء الداخلى المبطن لجدار الرحم، ويتمثل دورها فى الحفاظ على البويضة الملقحة وتغذيتها لحين اكتمال الحمل، لذا فهى تلعب دورًا أساسيًا فى إتمام ونجاح تلك العملية. وهناك بعض الأمراض التى تصيب بطانة الرحم، وتؤثر سلبًا على دورها فى عملية الحمل، وهى ما يوضحها أبو النجا مؤكدًا أن أهم تلك الأمراض يمكن تلخيصها فى الآتى: - مرض الضمور الأولى لبطانة الرحم: ويعنى أن بطانة الرحم لا تحتوى على الخلايا التى تستجيب لهرمون الأنوثة، والتى تقوم بدورها بتمهيد البطانة لالتصاق البويضة بها، وتعرف هنا بالبطانة الطفلية فى إشارة إلى عدم اكتمال نضجها ونموها الطبيعى، بما يشبه بطانة رحم الأطفال الإناث. - تكلس وتحجر بطانة الرحم: وهى الحالة التى تكون فيها بطانة الرحم جافة وصلبة، ولا تسمح للبويضة الملقحة بالالتصاق فيها، وبالتالى لا يكتمل الحمل. - أمراض متعلقة بهرمون الأنوثة: ومنها الاستجابة المفرطة من قبل نسيج بطانة الرحم، للنسبة الطبيعية من هرمون الأنوثة، وهو ما يؤدى إلى تعرض المرأة لحالات متكررة من النزيف، وبالطبع لا تقدر تلك البطانة على استضافة البويضة الملقحة والحفاظ عليها. كما أن زيادة نسبة هرمون الأنوثة بالجسم يؤدى إلى ذات الحالة السابقة، حيث تتمدد بطانة الرحم ويزداد سمكها بصورة مفرطة، وينتج عنها نزيفًا متواصلاً. وعن المقاييس المثالية لبطانة الرحم القادرة على الحفاظ على البويضة الملقحة وتغذيتها، فهى تتراوح تبعا لرأى عطية بين 7 إلى 10 ملى. الرجال: انتبه لنسبة تشوهات الحيوان المنوى وحركته وعدده وتجنب السمنة والتدخين واحترس من دوالى الخصية قد يبدو الأمر أقل فى تفاصيله وتعقيداته لدى الرجال عن النساء، فكل ما يتطلبه الأمر هو حيوان منوى قوى وسريع وخالٍ من التشوهات الخلقية. ولكن على الرغم من السهولة التى يبدو عليها الأمر، إلا أن الحصول على هذا الحيوان قد يعترضه عدد كبير من الأمراض والمشاكل. تشوهات الحيوان المنوى قد تسبب الإجهاض تشوهات الحيوانات المنوية من الأعراض الشائعة بين الرجال، وتعنى تغيرا فى الشكل الطبيعى للحيوان المنوى، وهو ما يعيقه عن تلقيح البويضة بصورة طبيعية. وعن أسباب التشوهات الخلقية للحيوانات المنوية، يقول حامد عبد الله أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم: إن التشوهات فى الحيوانات المنوية من الأمور الطبيعية لدى جميع الرجال، ولكن هناك نسبة محددة من الحيوانات المشوهة فى السائل المنوى، ولا يجب تجاوزها وإلا تحول الأمر إلى عائق لحدوث الحمل. وتلك النسبة تبعا لرأى حامد يجب أن لا تتعدى 30% من مجمل الحيوانات المنوية لدى الرجل، وفى حالة تخطى تلك النسبة يمكن هنا القول بأن الرجل يعانى من ارتفاع نسبة التشوهات فى الحيوانات المنوية لديه. وتمثل التشوهات الخلقية عائقا أما فرص الحمل، فالحيوان المشوه لا يقدر على تلقيح البويضة واختراق جدارها، وفى اختراقه لجدار البويضة، فإن الجنين الذى يتكون فيما بعد جنينا مشوها، وغالبا ما يجهض تلقائيا فى الشهور الثلاثة الأولى من الحمل. وعن أهم أسباب ارتفاع نسبة التشوهات بالحيوانات المنوية، فيوضح حامد أن دوالى الخصية، يعد أهم الأسباب وأكثرها شيوعا، والكشف عن دوالى الخصية يمكن أن يتم اكلينيكيا بواسطة الطبيب المعالج، أو بالأشعة والتى تعطى نتائج أكثر دقة. والعلاج بالطبع يتحدد تبعا لنسبة التشوهات ودرجة الدوالى وحجمها، وهل تتطلب تدخلا جراحيا أم يمكن علاجها بواسطة الطرق الدوائية فقط، وهو ما يحدده الطبيب المعالج تبعا لرؤيته عن الحالة. ضعف حركة الحيوان المنوى ضعف حركة الحيوانات المنوية لا يجب أن تقل عن 25%: 30% تبعا لرأى حامد وعلاج تلك الحالة يتوقف على الأسباب التى أدت لها ومن أهم تلك الأسباب: -التدخين: سواء التدخين السلبى أو الإيجابى، حيث يؤثر بشكل مباشر على حركة وعدد الحيوانات المنوية بل والقدرة الجنسية للرجل. - السمنة: وخاصة تلك المتركزة فى منطقة البطن، والتى تؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الخصية، وهو ما يؤثر على الحيوانات المنوية بالضعف، وكذلك فإن سمنة الرجال تضعف من القدرة الجنسية نتيجة لتأثيرها على الهرمونات. - دوالى الخصية: وتعد من أهم الأسباب التى تضعف حركة الحيوان المنوى، ويتم الكشف عنها إكلينيكيا وبالأشعة بواسطة الطبيب المختص. - الأجسام المضادة: ففى بعض الحالات يكون لدى المريض أجسام مضادة معينة تعمل على مهاجمة الحيوان المنوى وتضعفه، وهو ما يمكن علاجها بجرعات محددة من الكورتيزون تحت إشراف الطبيب المعالج. قلة عدد الحيوانات المنوية إن حدوث نقص فى عدد الحيوانات المنوية قد يرجع بصورة أو بأخرى إلى عدة أسباب أهمها : كما يوضح حامد - دوال بالخصية. - التدخين أو تناول المخدرات أو الكحوليات. - اضطراب فى بعض مستويات الهرمونات. - انسداد جزئى فى الأنابيب المنوية، يسمح بخروج بعض الحيوانات المنوية ولا يسمح بخروج الآخر. والعلاج فى هذه الحالة يعتمد على التشخيص الدقيق وأشعة الدوبلكس الملون وتحاليل الهرمونات، ويمكن الشفاء منه ببعض العلاجات، وفى حالة عدم التحسن فإننا نلجأ إلى الحقن المجهرى كعلاج أخير للحالة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|